- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الدور الزينبي في واقعة الطف ..الجزء الأول
حسن كاظم الفتال
ملأى سماؤك يا حسين بأنجمٍ ** لألاؤها وهب النفوس أمانا
مما لا يرقى له الشك ولا يخفى على القاصي والداني أن نقطة الشروع التي انطلق منها الإمام الحسين صلوات الله بنهضته العظيمة كانت الرغبة الجامحة والعزم ببأس شديد وبوثوق التصميم وبقصد مستخلص من النية الصادقة الخالصة والحقيقية للإصرار على تغيير وإصلاح الواقع الإجتماعي والقيمي والإنساني وحتى السياسي إن صحت لنا التسمية والذي لعله أكثرُ هيمنة أو تأثيرا وانعكاساً ومؤدى إلى انهيار الواقع الذي أصبح في غاية التردي
أحقية الإمام صلوات الله عليه بالولاية التشريعية والتكوينية تحتم عليه أن ينتفض إنتفاضة إصلاحية ضد كل ما يلحظ أو يلمح للفساد والمفسدين ولعله تكليف حتمته عليه الولاية التشريعية والتكوينية.
فانبرى يحدوه إيمانه العميق الصادق الحق المطلق وعقيدته الصحيحة التي منها يَسْتَمِدُ المنهجُ العقائدي مرتكزاتِه.وكذلك الشعور بالمسؤولية في رعاية وحماية الأمة وصونها وتحصينها من أن يُنْخَرَ ذاتُها.فتؤول إلى السقوط وعندها يتعذر تدارُكها أو إصلاحُ من ما فسد منها.
تَوَهَجَ نورُ إشعاع الهدف السامي وامتزج بنور الإمام الحسين صلوات الله عليه وقدح الزند في القيام بأعظم مهمة إصلاحية لتغيير الواقع وإكساء الأمة جلبابا نزيها مقدسا محترما مصانا تنحني له الهامات. إنما تحقيق كل ذلك استدعى إشراك عناصرَ مهمةٍ واعتمادَ سبلٍ ووسائلَ يظفر من خلالها بما ينوي الظفر به ويتم ترسيخُ دعائم الإصلاح وتداركُ إنكسار النفوس وجبرُها وتقويمُها وتحريرها وتنقيتها من كل عبودية وإعادةُ روح التقوى والهيبة والوقار للأمة الإسلامية وللرسالة المحمدية العظيمة التي اقترنت ديمومتها بتقديم كل ما هو غالٍ ونفيسٍ من قبل الإمتداد الطبيعي لرسول الله صلى الله عليه وآله وهو سبطه الذي ورث منه كل شيء تكوينا وشبها وصفاتٍ وسجايا وورعاً وتقوى وزهواً وعنفوانا وعلو مقامٍ وعظمة منزلة وهيبة ووقارا واستقامة وشجاعة وصلابة وجلدا وصدقا وعمقاً عقائديا وإصرارا على تقويم كل اعوجاج. كل ذلك خوله تخويلا تلقائيا طبيعيا لأن يتسنم موقع المدافع القوي والصائن والمحامي عن الرسالة المحمدية بكل ما أوتيَ من قوة مع رباطة جأش وثبات.
ومن أجل ضمان استحكام حلقات الغاية المرجوة استحكاما تاما وتحصينها من المؤثرات الجانبية حُدِدَت البوصلة والإتجاهات والمؤشرات والسبل والوسائل المتاحة مع دقة التعامل معها لتضمن الغلبة. لذا فإن المكلف الشرعي صاحب الولاية التشريعية والتكوينية الذي هو الإمام الحسين صلوات الله عليه أتقن غاية الإتقان استخدام الملكات الروحية وأجاد في التوفر على تماسك حلقات الوسائل كي لا تنفصم ولتضمن تمام الضمان تحقيق كل هدف سامٍ.
وبما أنه لا يخطو خطوة إلا والإيمان بوصلته والعقيدة الصلبة حليفته ومفصلته دون أن تأخذه بالله لومة لائم. أطلقت خطواتِه حكمةٌ فائقةٌ وأطرت رؤاه حنكةٌ من نفس واثقة لا تشوبها شائبة تضمن فاعلية الإنجاز الإصلاحي وتحرز ديمومة مسيرة التحرر من العبوديات
ومن أجل تدوين كل شاردة وواردة وتوثيقها وإحصائها بادر صلوات الله عليه إلى إشراك عناصر فاعلة يضمن بها النجاح والوصول للغاية المنشودة.
لتتكفل هي أيضاً برصد الحقائق وتدوينها وبيانها وإيضاحها بكل صدق ودقة ووضوح وتسليط الضوء على كل جزئيات الأحداث التي دارت وتدور لتستقر طي صفحات سجل التأريخ الإسلامي بكل فخر واعتزاز
الى اللقاء في الجزء الثاني
أقرأ ايضاً
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- الأولويّةُ للمواطنِ وليسَت للحاكم
- توهجية الارتجاز في واقعة الطف