- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
البصق على الشهادة بالمياه !!!
خليل الطيار
المشهد الماساوي الذي عولج فيه تجمع حملة الشهادات العليا بخراطيم المياه يدل بلا ادنى شك ان ادارة من يملك زمام القرار، رئيس وزراء كان،ام الوزير،اوالجهةالمعنية بالامر، ام ابسط مسؤول اقدم على هذا الاجراء،فانه يدلل بلا ادنى شك ان الدولة في اسوء حالات الاداء لنسؤولياتها،وفشلت في ادارة زمام الامور ومعالجة ظواهر المجتمع التي هي احد موجبات وجودها الاساسية.
لانك ان تتخذ قرار بتفكيك تجمع من خريجي حملة شهادة الدكتوراه والماجستير لتزيح تجمعهم من مكان قريب من موقع رئاسة الحكومة هذا يعني انك عجزت عن ايجاد الحلول الموضوعية لمطالبهم،بل واغلقت كل ابواب المعالجات والرغبة لمناقشتها وانتهى تفكيرك الى ان العلاج الوحيد هو خراطيم المياه!
الدول تستخدم خراطيم المياه لتفريق متظاهرين يتمادون في استخدام حق التظاهر السلمي للتعبير عن مطالبهم ويتسببون بشل حركة الحياة العامة والاعتداء على منشئآت الدولة وتعطيل شؤونها وتعريض مصالح البلد للخطر،فتكون خراطيم المياه حلول وقتية لدفع الضرر
لكن ان تذهب لاستخدم خراطيم المياة كأول اجراء لمعالجة تفريق تجمع شبابي مسالم ونوعي في سلوكه وتصرفاته كونهم اهل علم وتفكير وحملة شهادات عليا فهو امر مشين ومستهجن وغير حضاري بالمطلق ولا يمتلك اي مسوغ لتبريره خاصة وانهم لم يتمادوا في فعل ولم يحرقوا او يكسروا ولم يشتموا ولم يعتدوا على شرطي او منتسب بل تجمعوا بشكل حضاري بالقرب من دار الحكومة للمطالبة بحق تعيينهم
خراطيم المياه ليست هي الحلول لتلبية مطالب عقول تسعى الدول لتقديم كل امكاناتها لتخريجهم ومنحهم كل التسهيلات لان يحصلوا على شهاداتهم بغية الاعتماد عليهم في بناء قدراتها وترصن بنيتها المعرفية والادارية والمهنية بعد سنوات من الجهد الدراسي والبحثي يواصلون خلاله الليل بالنهار ليحصلوا على شهادات دراسية متقدمة تتضمن بحوثا نوعية في شتى الاختصاصات يتأملون في النهاية ان يجدوا فرصة لهم في مؤسسات الدولة (وهو واجب تقوم به وليس منة) من اجل ان يسهموا بكفاءاتهم وامكاناتهم العلمية في خدمة بلدهم ولتأخذ افكارهم البحثية طريقها للتنفيذ كما تفعل جميع دول العالم التي لن تفريط بهذه الكفاءات با تولي اهتماما خاصا بهم
لكننا بكل وقاحة رحنا نرميهم رجالا ونساء بخراطيم المياه بمشهد غاية في الماساوية!!!
الماء ايها السادة جعل ألهي لاحياء حياة الانسان ولكل شي حي،رحنا نحن نبعد ونميت به احلام من يريدون ان يبقوا احياء في اوطانهم ويخدموه بعقولهم النيرة.
هذه المأساة تتحملها الحكومة والطبقة السياسية بكل مفاصلها لانها فشلت في وضع سياسة ادارية ناجحة للبلاد وعلى الجميع ان يسارع للملمة اثار الموضوع باسرع وقت، والا فانها ستكون شرارة انفجار لا يحمد عقباها عندها لن تنفع خراطيم المياه لاخمادها بعد ان تكون قد اكلت الاخضر واليابس