سامي جواد كاظم
هذا الانسان الذي يعتبر الوسيلة والغاية، وهو افضل مخلوق خلقه الله عز وجل بما منحه من غرائز وطبيعة جسمانية وجوارح تجعله افضل من الملائكة والشياطين عندما يستخدم قوى الخير استخداما سليما.
هذا الانسان يكون الغاية لمن يفكر بالتسلط عليه خيرا ام شرا حكما ام علما وهو الوسيلة لان يستخدم للنهوض بالاوطان والافكار.
الانسان مادة وروح وهذه اول نقطة اثارت الخلاف فمنهم من يراه انه مادة فقط ومنهم من جعله روح ناكرا كل ماديات الحياة كشيء اساس للحياة، وهناك من له قوى عقلية تجعله يستخدم الجسد والروح بشكل سليم.
يحاول منكرو الاديان الغاء الروح بشكل مباشر او غير مباشر وعندما يعود الى صوابه في لحظة ما فاما يخفيها دون الاقرار بخطاه او يعلنها صراحة بانه نادم على افكاره.
من هذا المنطلق تكونت عدة فلسفات وايديولوجيات تبحث بشان الانسان وكلها لا تخرج من دائرة الاسلام.
ولنبدا من نقطة الصفر، ماهو الدين ؟ فالتعريف الخاطئ هو الذي جعل الماديين والعلمانيين يتقولون بافكار هاوية، وعند مراجعة افكارهم ومؤلفاتهم فانها جميعها وبدون استثناء مادتها التراث الاسلامي لبناء افكارهم النقدية فقط وليس لديهم خطوات تخدم الانسان خاصة بهم، اصر بالقول جميعها.
ايها الانسان انت جسد وروح، والروح لا تنكر مهما كانت، الروح هي المعنوي الذي يؤثر بالمادي، والامثلة كثيرة على هذا الشيء، السعادة والحزن والغضب والهدوء اغلبها تاتي لافكار تعتقدها قد تصح وقد لا تصح ولكن بالنتيجة هي معنوية وليست مادية، حنين الام لولدها مع عدم وجود رابط مادي لماذا ؟ في خلوة للانسان مع نفسه يشعر بان هنالك من يستمع له فيتحدث ويحلم مع نفسه والنتيجة يمنح نفسه شحنة من السعادة او الهدوء النفسي.
العالم الغربي الان يبيع في مزاداته مقتنيات فنانين باسعار خيالية أي انك تدفع مبالغ مادية كبيرة من اجل عصا شارلي شابلن والتي لا تكلف صناعتها بضعة دولارات لماذا اكتسبت هذه القيمة ؟ تدفع الملايين من اجل رقم هاتف مميز او رقم سيارة مميز، ماذا يعني مميز وماهي التركيبة المادية التي تستحق هذا السعر ؟
وانت ايها الانسان لك عقائد وافكار وغايات وهوايات في ما يخصك وهو حقك ولا يحق لغيرك ان يتدخل فيها ومهما تكن هذه الافكار والعقائد شريطة ان لا يكون لها تجاوز على حقوق الاخرين، حتى الملحد الذي لا يؤمن بالله فهذا شانه اما المجاهرة بها امام من يؤمن به فهذا يعني الاستخفاف بمعتقدات الاخرين وله غاية سيئة والا عدم الايمان بالله ماذا يترتب عليه عدم الالتزام بالاحكام الشرعية والخلقية الاسلامية فهنالك مسلم يؤمن بالله فقط ويقدم على كل الموبقات.
واما المادة أي جسدك الذي له حق الطعام والشراب والراحة والعمل وهذه لا تاتي الا مع وجود طرف اخر والانسان جزء من المجتمع وعليه ان يتعايش مع المجتمع وفق قانون يضمن له حقوقه ويحدد عليه واجباته، هذه الحقوق والواجبات من يحددها ومن له الصلاحية في الاقتصاص من المقصر ؟
هنا يبدا التناقض لدى من ينكر الاديان او تحديدا الاسلام، نقول له هات القانون الذي يضمن حقوق الفرد دون بخس حق اخر لنناقشه ونرى الا يوجد مثله في الاسلام ام لا ؟
هنالك ثوابت في الاسلام لا تتغير وهنالك متغيرات تتغير مع تغيرات العصر وهنا يقع الخلاف والاشكال، فالذي يعتقد ان الدين فقط هو عبادة الله فقط فهذا غير صحيح القران هو ركيزة الدين او منبع الدين ففي القران يعلمنا ان لا نبخس الميزان والعلاقة الزوجية واصول البيع والاطعمة الحلال ومنابع الماء وصناعة السفن والحديد وحركة النجوم وغيرها من العلوم فكيف يكون الدين فقط عبادة او علاقة مع الله ؟
لا ننكر هنالك من لا يحسن استخدام مفردات الدين فاما لقصور او تقصير والنتيجة لا يكون هو الوجه الممثل للاسلام، وحقيقة اكثر من يوجه نقده للاسلام يعتمد اقوال هؤلاء او ضعيف الحديث مما دس في التراث الاسلامي.
طرح سؤال الكل يستطيع ان يفعل ذلك حتى الغبي والاحمق والمتهور والمعاند والعقلاء بينما الاجابة لايمكن ان تكون الا من العاقل العالم الذكي حتى وان كانت اجابته غير صحيحة مع بذل الجهد وحسن النية اما الغبي والاحمق فلا يتجرا على الاجابة لانه سيفضح.
مسالة مهمة يعتمدها العلمانيون او الماديون هي التلاعب بالالفاظ العربية اما الاجنبية فلا يمكن لهم ذلك لانها لغة جامدة بخلاف العربية التي هي لغة مرنة، ومرونة اللغة العربية تفضح الاغبياء والحمقى لانهم لا يجيدون استخدام المفردات البلاغية ولا يعرفون القرائن التي تمنح المعنى للكلمة الغامضة او التي لها عدة معان.
ومن هذا المنطلق يبقى الخطاب الاسلامي لمن يحسن فهم مفرداته هو الخطاب المثالي والديني لنجاة الانسان في الدنيا والاخرة، وحقيقة كانت لنا حوارات مبتورة بترت من الطرف الاخر عند اقحامه في زاوية ضيقة ودرجتهم العلمية دكتوراه وصدقوني احدهم من المغرب قال لي لا اقتنع مهما قلت أي انه لا يملك اسس النقاش السليم الذي يستطيع من خلاله اثبات حجته ودحض حجتنا.
أقرأ ايضاً
- اكذوبة سردية حقوق الانسان
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- الامراض النادرة التي تصيب الانسان حقائق اساسية يجب معرفتها