- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
زينبية الإعلام والإعلام الزينبي
بقلم: حسن كاظم الفتال
تجلت وقائع الطف وأحداثها بمآثر ومناقب أنطوت عليها مكنوناتٌ باهرةٌ.
وحين تاق التأريخ أن يستل منها مفاخرَ يتجمل ويتباهى بها أدرج شخصية زينب عليها السلام ليستعين بها على تزيين صفحات سجله بالمباهج والمفاخر وبأحرف من نور.
أسدلت واقعة الطف ستارا على مشهد من مشاهدها ومضى الحسين صلوات الله عليه تحفه الملائكة إلى عالم الخلود السرمدي الأبدي ويتبعه أهل بيته وأصحابه. ولأن راية جهاده محمدية سماوية مطرزة بآيات الفلج الأكبر ومؤطرة بالنصر المبين فهي تأبى أن تطوى يوما ظلت عصمة سيد الشهداء صلوات اه ر عليه متمسكة بها حتى سلمها بأحقية وبكل أمان واطمئنان ممدودة منبسطة عالية ترفرف وتفيء بظلها على كل الأحرار سلمها إلى شطره الآخر في الجهاد وشريكته في نهضته المباركة السيدة زينب عليها السلام.
وآن أوان لأن يقرأ الملأ ما خط على هذه الراية آيات بينات واستلزم السرد والإعلان لمجريات الأحداث وفضح الباغين على الحق ووخز الضمائر لعلها تفز من السبات العميق الذي أَلَّمَ بها.
ووبعد ان استلمت زينب عليها السلام الراية من أخيها بدأت جهادَها الإعلامي وراحت تعتق أسر الحق وتطلق كلمته العليا. وتعرض على آفاق الواقع الحي مشاهد الجهاد والتضحية والإباء لتشاهدها البصائر الحادة.
صُوِرَت بأنها ثكلى إنما هي أثكلت الحكام هيبتهم وجبروتهم وكرامتهم ومرغت جباههم وتسلطهم بالذل والهوان وكل ما فيهم بالعار والشنار.
صدرها المحتشد بأسرار أحكام السماء وتعاليم وميراث النبوة وبلاغة وفصاحة الإمامة بعد أن احتسبت الحي الذي لا يموت وتوكلت عليه توكل المؤمن الصادق المطمئن أطلقت من صدرها فيضا مرتشفاً من منابع العلم والحزم ومناهل المكارم فهدر بلاغة وفصاحة وحِكما منهمرة من انثيال سلسالٍ رقراقٍ زلالي لنبع أبيها أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
راضعةُ الصبر الفاطمي. لم تكن امرأة مهيضة الجناح بل كانت لبوة علوية فاطمية تزأر وتدافع عن عرينها المكتظ بثكالى أسد الغاضرية الغافين على رمضائها.
ارتطمت بصرخاتها عروش الجبابرة وتهشمت قوائم عروشهم ولتؤول إلى الإنهيار والسقوط.
وقفت صابرة متصبرة رابطة الجاش تكبح جماح المتسلطين.
صارت وكأنها تعد لهم جنائز ليساقوا إلى سقر.
كان نهجها الإعلامي يتمركز بالصوت المدوي لها وبعلميتها وجلدها وهيبتها وجرأتها ووقارها وصلابة عقيدتها وشدة إيمانها.
مما مكن الإعلام أن ينال بها وسام الإبتهاج وشارة الخلد فظل يصدح إلى يوم الناس هذا وسيظل إلى ابد الآبدين
وحق للإعلام أن يفخر إذا لقب بالإعلام الزينبي.