شعر:حسن كاظم الفتال
الشمسُ لو غابت يزيلُ ظلاميا ** وجهُ الحبيبةِ هل سواه شهابيا ؟
يُدني فَناءَ العمرِ بُعدُ حبيبتي ** بجفائها ويلوح وعد زواليا
طارحت فيها الطهرَ منذ نعومتي ** وغدت وإذ كنت العليل شِفائيا
قبلتُها وجلوتُ في تقبيلها ** عُذري وآياتٌ تلفُ شفاهيا
لولا يُروى من منابعِ حبها ** قلبي يموجُ بألف بحرٍ صاديا
إن جفَّ نسغُ الروح أقصدُ صدرها ** ظَمِئاً فترضعُني وأنجو راويا
عانقتُ طيبَ عفافِها مستأنساً ** لأشمَّ من شرفِ العناق بهائيا
ما خلتها يوماً تَذلُ أحبةً ** وهي العزيزةُ بل تذلُ معاديا
بهيامي فيها صرت أشهق ساجدا ** لجمال حلتها وأحنو هاويا
فيُفيقُني فجرٌ لعطر رحيقها ** أطوي بصبحِ العزِ ذُلَّ مسائيا
قد كان مغرمها أبي وهي التي ** قد بادلته الود قبل غراميا
بالنخلِ بالسعفات أكتبُ سفرها ** فخراً وشهد العلقمي مداديا
هي شطر محراب الفؤاد وبلسمٌ ** في بردِهِ يخبو سعير جراحيا
هي كربلا والشمسُ من ملكوتهِا ** تنسلُ حباً كي تُنيرَ ضواحيا
سفرُ الخلودِ يضاءُ من لمعانِها ** فسلِ السحابَ إذا ترامى ظاميا
هل يرتوي إلا بعذب فراتها ؟ ** كي يَهمي فوق الكونِ غيثاً زاكيا
أمٌ رؤومٌ هلَّ من رَحِمٍ لها ** سبعون بدراً للبدور مباهيا
رقدوا على ضفة الفرات ليرتوي ** نهرُ الفرات بهم ويمضي جاريا
وانداح فيه الموجُ يشدو عذوبةً ** بهم وأضحى آيَ شكر تاليا
لما الشهادةُ كاد ينشفُ نبعُها ** إخضل منهم ثم أضحى ساريا
هتفوا إليكِ إليك جئنا كربلا** ومع الحسين سنكسو منك الواديا
السبطُ أشرق حين كابدها الدجى ** وغدا لها بدراً ينيرُ روابيا
وبأولِ الركعات فوق ترابها ** حتى نوافلِها يغرد شاديا
والباقياتُ الصالحات تهللت ** قد صار لما سوَّرَتهُ محاميا
الراحلون مرادهم ما تشتهي ** نفسٌ ولكني رضاه مراديا
آتيهِ والتسبيح ُ زكى مهجتي ** وضميري المكنونُ يُحرِمُ ساعيا
أنّى لها من كعبةٍ كم زَفَتِ الـ ** أملاكُ فيها من يطوف مواليا
جبريل معتمراً يجوب رحابَها ** ويطوف إذ يُشجي الملائكَ باكيا
يأتي الحجيجَ من الطفوف سقايةً ** قد صار بين الكعبتين مؤاخيا
بدم الشهادة كربلاء تزوقت ** لما الحسين غدا عليها ماشيا
والقاحلات اعشوشبت من وطئه ** ولحاسرات الظل خيَّمَ حانيا
يمشي وتلثمُ أخمصيهِ تودداً ** أبهى النواصي إذ يدوس نواصيا
له تنحني التيجان كي تلقى به ** عزا فدونه كلُ عزٍ خاويا
نَزَفَ الزمانُ وتلك نزفةُ ناسكٍ ** ما عاد يأتيها بنسكٍ ثانيا
من بعدِ جدِهِ لن يجيءَ بمثلهِ ** إلا أباهُ وكان صرحاً عاليا
هو خيرُ نجمٍ في سماءِ عقيدتي ** في مسلكِ الظلمات وهو سراجيا
كل الجراحِ يكون سرُ ضمادها **يُسراً وحتى لو تعالى غاليا
إلا جراحي حين أَنشدُ طبَّها ** عند الجوى دمُه يكون ضماديا
أشقى إذا فارقتُ لثمَ شعاعِه ** لما أعانقُه يزول شقائيا
يمشي لمملوكٍ فيلثمُ خَدَّهُ ** لكنه يَهبُ الملوك تجافيا
لو جاءت الدنيا بكل فحولها ** أتَرى يشير إلى سواه بنانيا ؟
أقرأ ايضاً
- ندوة نقاشية حول مشروع قانون حماية الملكية الفكرية داخل مجلس النواب في كربلاء
- كربلاء تستذكر لبنان عبر مهرجانها الشعري الثاني (صور)
- اقامته الجمعية العراقية للتصوير:مصورو كربلاء يحصدون جوائز في المعرض الفوتوغرافي بدورته (46)