بقلم: حـسـن رفعت الموسوي
ستعوزك كل القواميس عندما ترغب في إيجاد تعريف للمسؤول العراقي. نعم إنه ذلك المجهول في تركيبته وأصوله وأنماط تفكيره، وتشكل وجدانه وعواطفه، وربما في وجوده.
المتخبط في قراراته اللهاث خلف دينه الذي يتمثل بالدنانير. يختار دوماُ تغذية جانبه النفسي متناسيا انه يمثل ناخبين اوصلوا بجنابه الى دفة الحكم.
يصر عند الظهور على شاشة التلفاز أن يمنحنا جرعات من التنويم والتخدير الفكري لكن في الواقع هو مختلف ويسعى لشي اخر الا وهو زيادة الاصفار في حسابة المصرفي.
مهما قيل مهما كتبنا، نعجز عن التعبير أمام الفاجعة و اللوحة التي رسمت بأنامل سياسية طيلة الـ15 عام الماضية. إنها فاجعة لا يمكن وصفها، وحريق لا يمكن للأيام إخماده في صدور المواطنين، وكيف لذاكرة ان تنسى؟ وسيبقى لهيب الاحتراق متقدً في الصدور مهما حاولوا تبريده.
من المؤلم جداً أن يتحول الفاسد إلى نموذج اجتماعي وسياسي واقتصادي وإعلامي، وأن يتمتع الفاسد بالشروط التي تحصنه وتحميه، وتضعه في مكان آمن لا يمتد إليه قانون ولا محاسبة ولا مساءلة، وهذا ما جعل مسؤولين عديدين يتحولون في ظل تنامي ثقافة الفساد إلى ديناصورات مالية وإدارية، تتحكم في دواليب الاقتصاد والسياسة والإعلام.
عين العقل ومنطق التطور وقواعد الاشتغال السليم لبناء الدولة واستقرار المجتمع يتطلب تفكيك جيوب الفساد ومشاتله المنتشرة في أكثر من قطاع ومؤسسة، كما تطرح الضرورة الملحة لمساءلة كل المفسدين وملاحقتهم، لأن عكس ذلك يعني تشجيع الدولة والحكومة للفساد وحماية المفسدين.
ومن ثم الانتقال لاتخاذ إجراءات بناء الثقة بين الدولة والشعب حيث العكس من ذلك لن يسهم سوى في تغذية مشاعر الغضب، وسيقوي من موجات الانتقام. خلاف ذلك لا يصح أبداً أي مراهنة على إصلاح الأمور وواجبنا تنبيهه من القادم المدمر.