- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إيران .. ثمّ إيران .. ثمّ الحشد الشعبي
بقلم: أياد السماوي
وسائل إعلام عراقية وأجنبية تحدّثت اليوم الثلاثاء الثاني عشر من شباط , عن وصول وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة (باتريك شانهان) في زيارة لم يعلن عنها مسبقا إلى العاصمة العراقية بغداد , وقالت أنّ شانهان سيلتقي رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لطمأنته بشأن نوايا البنتاغون بعد تصريح الرئيس ترامب بخصوص إبقاء القوات الأمريكية بالعراق لمراقبة إيران , ونقلت رويترز أيضا عن شانهان قوله للصحفيين المرافقين له (نحن في العراق بدعوة من الحكومة العراقية للتباحث حول مصالحنا وبناء القدرات العراقية , وأريد أن أسمع من الحكومة العراقية مباشرة عن المخاوف والديناميكيات السياسية التي يواجهونها ومن ثمّ بناء على ذلك سنجعل ذلك واضحا في تخطيطنا) , وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد أعلن في الثالث من شباط الجاري أنّ إدارته ستبقي قوات أمريكية في العراق لمراقبة إيران , فيما اشار إلى وجود قاعدة عسكرية في العراق مناسبة جدا لمراقبة أوضاع الشرق الأوسط.
وبالرغم من تصريح شانهان بأنّه موجود في العراق بدعوة رسمية من الحكومة العراقية , إلا أنّ جميع المراقبين السياسيين يتّفقون بأن زيارة شانهان للعراق كانت مفاجئة ولم يعلن عنها مسبقا , وليست هنالك أي دعوة رسمية للزيارة , ولا علاقة للزيارة ببناء القدرات العسكرية العراقية , أو سماع وجهة نظر الحكومة العراقية من الوجود العسكري الأمريكي في العراق ونوايا أمريكا باستخدام الأراضي العراقية لمراقبة أو مهاجمة دول الجوار , فأمريكا تعلم جيدا إنّ العراق شعبا وحكومة وحشدا ومرجعية , يرفض رفضا قاطعا أي وجود عسكري أجنبي مسلّح على أراضيه , ولن يسمح ببناء قواعد عسكرية في العراق تكون منطلقا لمهاجمة دول الجوار وخصوصا الشقيقة الجارة إيران , وزيارة شانهان في العراق لا تخرج عن واحد من ثلاثة أمور هامة بالنسبة لأمريكا ووجودها العسكري في العراق..
الأمر الأول – توجيه تحذيرات شديدة اللهجة للحكومة العراقية من مغّبة إصدار أي قانون أو أي قرار من من مجلس النواب العراقي , يحظر أي وجود عسكري أجنبي وبناء قواعد عسكرية في العراق , ويطالب برحيل كافة القوات الأجنبية الموجودة في العراق.
الأمر الثاني – مناقشة قدرات الحشد الشعبي العسكرية والقتالية المتنامية باضطراد , باعتبار أنّ الحشد الشعبي أداة إيران في العراق من وجهة نظر أمريكا وإسرائيل وحلفائهم في المنطقة , فأمريكا ترى أنّ سياساتها المتعلقة بإيران ستصطدم بالجدار الحديدي للحشد الشعبي , وبالتالي فإنّ تنفيذ المخطط الأمريكي في العراق والمنطقة مرهون بوجود الحشد الشعبي.
الأمر الثالث – مناقشة موضوع القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا باتجاه العراق ومحاولة إقناع الحكومة العراقية بقبول تواجد قسما من هذه القوات على الأراضي العراقية.
فأمريكا تنظر لوجودها العسكري في العراق باعتباره هو المفتاح لتنفيذ مخططاتها وسياساتها في الشرق الأوسط , وبدون هذا الوجود العسكري في العراق , لن تستطيع أمريكا من منع وصول الإمدادات العسكرية الإيرانية إلى سوريا وحزب الله في لبنان.. فإيران.. ثمّ إيران.. ثمّ الحشد الشعبي.. هما جوهر زيارة وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شانهان إلى بغداد.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً