سامي جواد كاظم
عندما نشغل العراقيون بامور معينة تجعلهم ينسون جراحهم وعندما تهدا عاصفة الازمات لا احد يتابع اخبار المرجعية بالرغم من تسخير مجموعة من الاوباش على مواقع التواصل الاجتماعي لترويج الاكاذيب وطرح الشبهات ضد المرجعية.
ولكن عندما يمر العراق بازمة ومهما كانت هذه الازمة وان كانت ازمة سياسية داخلية تحدد مصير البلد تجد الجميع وبمختلف اتجاهاتهم ونواياهم يتجهون الى منبر الجمعة في كربلاء المقدسة لمعرفة راي المرجعية بما يحدث وهنا الغرابة فان الاخبار المتناقضة فيما بينها تطفو على سطح المواقع والفضائيات الخاصة عن المرجعية فهذا يقول المرجعية قالت، المرجعية رفضت، المرجعية لمحت، المرجعية ايدت، المرجعية اشارت، المرجعية، المرجعية، المرجعية...وكلها اخبار لم تصدر عن المرجعية ولكن هذه الاجندة التي تعمل في الخفاء تقوم باثارة هكذا اخبار غايتها جعل الشارع العراقي مضطربا جدا.
في الانتخابات حاول الجميع ايهام الناس عن من تشير عليه المرجعية فلم يحصلوا ابدا على اي اشارة او عبارة.
واليوم وقبل ترشيح رئيس الوزراء المكلف تناقلت الاخبار عن مدى مقبولية عادل عبد المهدي عند المرجعية فتعمدوا الى اختيار افلام وصور تجمع عبد المهدي مع مراجع النجف والتمويه بانها حديثة الحدث ليدللوا على تاييد المرجعية له.
الصراحة هي دين وديدن المرجعية، وليست بحاجة الى تلميح او تاويل، وانتم تعلمون ان المرجعية ذكرت صفات المسؤول المطلوب وهو ان يكون حازما وقويا فان كان عادل عبد المهدي كذلك فهو المقصود وان لم يكن فليس هو المقصود.
الامر الاخر مسالة تحريف زيارة المسؤولين الى كربلاء المقدسة وباعتبار الشيخ عبد المهدي الكربلائي يمثل المرجعية فان اي لقاء يعتبرونه بامر المرجعية وهذا بعيد كل البعد عما يتصورون فكربلاء المقدسة للجميع والجميع له حق الزيارة وان صادف ان التقى الكربلائي باحدهم فانه التقى به كزائر وليس من الصحيح ان يمنع من زيارة العتبات المقدسة وليس من الصحيح رفض استقباله اذا طرق الباب.
واما مسالة ان يستقبل السيد السيستاني الحكومة الجديدة لتوجيه الارشادات فاعتقد ان هذا لا يحصل لان الارشادات اصلا موجودة فعليهم العمل بها وان يلمس الشعب العراقي ثمار عملهم، ستكون عندئذ باب المرجعية مفتوح لمن يرغب بالزيارة.
بعد كل هذا نسال لماذا الاهتمام المتزايد براي المرجعية بالاحداث وما يمكن لها ان تنصح به المعنيين ؟ فالذي لا يعجبه العجب ودائما يوجه اللوم للمرجعية مع كل خطا يصدر عن السياسيين لماذا يتابع المرجعية ؟، والعجيب من المواقف السابقة لهؤلاء فان قالت المرجعية قالوا تدخلت وان تجنبت قالوا بخلت المرجعية بنصحها.
اذا كانت الامور سهلة ويمكن لها ان تحل لان المتحدثين في سيارة (الكيا) شخصوا الخطا وقدموا الاقتراحات وهي التي تنقذ البلد فما حاجتكم للمرجعية في توجيه الامور ؟ ان كنتم على يقين بحكمة المرجعية ونظرها الثاقب ورايها الصائب فلا يصح ابدا ان تطلبوا من المرجعية ان تتخذ الموقف الفلاني فليس من الصحيح انهم يعلمون والمرجعية تجهل ولو كان كذلك فاعملوا بما ترونه صحيح بعيدا عن المرجعية، وان قلتم مكانة المرجعية تؤثر بقوة، نقول هل حصلت على هذه المكانة بانقلاب او ثورة او بمؤازرة احد غير الله عز وجل وبركات الائمة عليهم السلام وصدق نوايا السيد السيستاني في تعلم العلم وخدمة المسلم ؟.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- خارطة طريق السيد السيستاني
- خارطة طريق السيد السيستاني