سامي جواد كاظم
كتاب الصندوق الاسود، صفحات ممنوعة من ارشيف الحركة الاسلامية العراقية، وكلمة ممنوعة وضمن صندوق اسود فانها تحكي تاريخا خطيرا يخص العراق قبل السقوط وهذا التاريخ تكون نتيجته طبيعية لما يجري اليوم من فشل سياسي في العراق.
الصندوق الاسود اسود بمعلوماته، اسود بنتائجه، واسود باسماء الشخصيات التي ذكرها الاستاذ مختار الاسدي في الكتاب، وما ذكره اغلبه هو الشاهد والحاضر والطرف في المناقشة، لربما تختلف توجهاته مع الاخرين ولكنه يذكر اسماء البعض منها حركية او رمزية ولكنها كارثية، فعندما يقول ان ابو فلان ولا اعرفه من سرق كذا مليون تومان مساعدات للعراقيين المهجرين في ايران يشغل منصب في النزاهة اليوم، بل انه تحدث عن مواقف تخص شخصيات قيادية في العراق وايران والبعض منها استشهد.
الكتاب صدر سنة 2015 وهو الجزء الاول وللامانة الرجل ذكر في مقدمته ان هنالك صفحات بيضاء ومشرفة للحركات الاسلامية ولكنني اكدت على السوداء لكي ندرسها ونتدارسها ونضع الحلول والمعالجات فنحن اولى بمعالجة اخطائنا، ولكن هذا الكتاب وما ذكر فيه من معلومات لاسيما الانشقاقات والمهاترات الخطيرة بين الاحزاب الشيعية في ايران تجعل من الوضع السياسي اليوم امر طبيعي لما يحدث من محاصصة وتنابز بالالقاب واللهاث خلف المناصب.
اتحاشى ذكر الاسماء التي ذكرها الكاتب ولكن من يطلع على هذا الكتاب سيرى العجب العجاب، بل انني اجزم بان هذه الاوضاع قد يكون لها يد في اغتيال السيد محمد باقر الحكيم، ويزيد يقني لعدم الافصاح الحكومة عن الجهة التي قامت بالتفجير.
الوضع الماساوي الذي تعيشه هذه الحركات الاسلامية قبل السقوط كفيل بان يجعلها ان تتنحى عن ماهي عليه من المشاركة في العملية السياسية اليوم وايجاد وجوه جديدة.
سنة 2014 التقيت بالشيخ علي الكوراني في قم وسالته عن ما جرى بينه وبين قيادات حزب الدعوة سنة 1963 وهو في الكويت وكيلا عن السيد الحكيم وما كتبه في الصحف الكويتية، فتأوه وسحب زفيرا قويا وقال لي بالحرف الواحد اخي عليكم بالمرجعية فقط عليكم بالسيد السيستاني الله يحفظه فقط.
بعض الاحداث يستشهد بها بشخصيات موجودة الان سواء على الساحة السياسية او الاعلامية داخل او خارج العراق وعليها الرد لانها حتما وصل اليها الكتاب وعدم الرد من قبلها او حتى الشخصيات القيادية في ايران التي من اصول عراقية عليها الرد فالسكوت يعني صحة المعلومات التي تصيب من كان يعتقد بان الحركة الاسلامية حقا اسلامية تصيبه بالاحباط، واكرر ما يخصني كاتب مقال اتحدث عن المواقف ولا اتحدث عن الشخصيات فالشخصيات لها خصوصياتها ولكن المواقف مؤلمة بكل ما تحمل كلمة الم من معنى.
يقول الاسدي في المقدمة ص 13 "عازما على كشف الوجه السلبي لبعض رفاق الطريق لا انتقاصا منهم او تحاملا عليهم او تقريعا لهم...."، اقول للاستاذ الاسدي انك استخدمت الرموز لاكثر من شخصية ونحن لا نعلم من هي ومؤكدا هي تعلم صاحبة العلاقة وانا اشير للبعض منها مثلا ابو حسن، ابو ذر، ابو ايمان وغيرهم، وان التصرفات التي ذكرها فانها تصرفات اخشى ان اشبهها تشبيها قد تحسب مبالغة ولكن كل ما اقوله يا للهول يا للهول يا للهول
ما يجري اليوم في العراق امر طبيعي وهو نتاج تلك التصرفات في المهجر ويا لماساة انتفاضة عام 1991
أقرأ ايضاً
- أسطورة الشعب المختار والوطن الموعود
- نبوءة اشعياء والسبت الاسود !
- الصندوق والنفط والعراق ومُعدل النموّ الإقتصادي