حجم النص
بقلم:علي الكاتب من ضمن مايطرح في جدول الاعمال اليومية ضمن الاستعداد والتحضير لمراسيم الفعاليات الانتخابية بغية الوصول الى نبض الصندوق الانتخابي لنيسان 2014, تباري الكتل والقوى السياسية في تهيئة الناخب العراقي حول الانتقال به الى منصة التصويت والاختيار , عبر استخدام اللافتات الغير صريحة في توضيح عناوينها في المرحلة التي تسبق فترة السماح الانتخابي والمزمع انطلاقها في الاول من الشهر القادم , ومع جريان الوقت باتجاه الاقتراب من قرع الاجراس , تتشظى العبارات وتتناثر الملصقات على نافذة الشوارع بيد ان المفارقة التي تختفي وراء ما يعرض من ثقافة دعائية مازالت في معظمها تتخلف زمنيا مع مجرى التطبيق مقارنة بالمحصلة النهائية لواقع التجربة التي تجاوزت اكثر من عشر سنوات ديمقراطية أن "صدقت الرؤيا", فما يعرض على شاشة الناخب العراقي لم يبتعد من مفارقة الواقع وقراءة المواطن بمسطرة القياسات الحزبية التي تعتمد تجاهل وتجهيل المعطيات عبر الانتقال والتحليق باشكاليات الحاضر الى افق المستقبل الوردي باستخدام العصا الدعائية الغاطسة في الامية المؤسساتية التي لا تمييز مابين البرنامج الوطني والبرنامج التلفزيوني. ما يلفت الانتباه مابين هذا الكم من العروض المقدمة الى المواطن العراقي جملة واعية وسط زحام العبارات الخاوية, "المواطن يريد" وهي حقيقة تعكس واقعية لادراك سياسي واعي ومفردة انتخابية تختزل حكاية عقد من الزمن بما تضمنت من مرحلة تأسيسية او تنفيذية وما ترتب على كلا الخطوتين من تداعيات ومتغيرات , مما يفرض اعادة تفكيك المسيرة وما انتجت حتى نصل الى فهم منطقي لطبيعة الاحتياج العراقي كي يتسنى لنا معرفة من هو الاقرب القادر على تحويل الارادة الشعبية الى منتج حقيقي , فأذا ما تمكنا من معرفة ما نريد حتما سنحمل بطاقة التصويت نحو العنوان الصائب, ولكن ماذا يريد المواطن , وكيف سيختار ويجدول الأولويات من مجمل تلك المطالبات. فهل المواطن يبحث عن تفعيل لحق مؤجل ام عن تحريك بلد معطل؟؟. ما افسد متعة الانتقال والتحول من ديكتاتورية الاصنام الى معبد الاحزاب هو انتحار المواطنة في قافلة المد اليمقراطي , جراء افتقاد الهوية الوطنية في معترك الوصول الى السلطة مما افضى الى اخضاع الانتماء الى معيار التحصيل والحصول, فنحن اليوم في ازمة حقيقة سحبت معها بقية المفاصل الاخرى عنوانها اشكالية المواطن في التميز مابين ذمة المواطن وحق الوطن, وهنا يقفز الى السطح حكاية لعائلة روسية حكم عليها بالنفي لاجتهادات شخصية لزعيمها الروسي ستالين ابان الفترة الثلاثينية من العقد المنصرم وضمن الحملات التي كان يشنها النظام الحاكم ضد من يمتلك رأي يخالف او يختلف مع توجه قيادة موسكو, وبعد غربة اكثر من عشر سنوات وخلال الحرب العالمية الثانية كان على الروس البحث عن بندقية متطورة تتناسب مع طبيعة الأجواء الحربية حتى تمكن رجل مقاتل في صفوف الجيش الروسي من تصميم وتصنيع بندقية تعنونت باسم مكتشفها "كلاشنكوف" , والحقيقة ان ذلك الرجل هو من قطع غربته ونأئ بنفسه عن مواجع النفي وعاد الى الوطن خلسة دون ان تضع عنجهية ستالين وجبروت السلطة حاجزا ما بين حق الوطن وغباء الحكام.