حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم الحاكم هو المسؤول عن أي اقرار يصدر من قصره سلبا او ايجابا، ولكن عند التمعن والبحث في كثير من قرارات الحاكم نجد ان هنالك من يؤثر عليها بل ان البعض منها لم تصدر منه اصلا، الحاكم ليس رئيس دولة فقط بل وزير او مدير وليس على المستوى السياسي فقط بل حتى المؤسسات العسكرية والدينية و التجارية فدائما يكون هنالك حاشية تؤثر على قرارات هذه المؤسسات وذلك سببه اما لضعف الحاكم او المسؤول او المتصدي للادارة بحيث ان حاشيته تتصرف بحرية دون الرجوع اليه او ان هذا الحاكم وضع ثقته في غير محلها دون علمه بما يجري. هذه الظاهرة أي ظاهرة حكم الحاشية هي موجود منذ ان رحل رسول الله صلى الله عليه واله الى الرفيق الاعلى فكثير ممن تصدى لامور المسلمين كان هنالك من يؤثر على سياسته او قراراته أي الحاكم فتكون النتائج السلبية على عاتق الحاكم او الخليفة والبعض منهم قتلوا بسبب الحاشية. اسوء حاشية حكمت العراق هي الحاشية التركية او العثمانية عندما بدا طغاة بني العباس بالتزاوج مع الاتراك فكانت الطامة الكبرى التي بسببها بدات الحاشية تحكم في القصر العباسي وكان الخليفة ليس بمناى من مؤامرات الاتراك، فمثلا ابنة ملك سمرقند، زوجة الخليفة المنصور. مراجل خاتون و ماريدا خاتون زوجتا الخليفة الرشيد. شجاعة خاتون زوجة المعتصم. جيجك خاتون، قطر الندى وسغاب زوجة المعتضد. كما تزوج الخلفاء العباسيين من 8 أميرات سلجوقيات:خديجة أصلان خاتون زوجة الخليفة القائم بأمر الله. سفري، ماه ملك وآلتون خاتون، زوجات الخليفة المقتدي. كوموش و عصمت خاتون، زوجتا الخليفة المستظهر.أمينة وتورك خاتون زوجتا المسترشد. فاطمة خاتون زوجة المكتفي. زمرد خاتون زوجة المستضيء بالله. سلجوقة خاتون زوجة الخليفة الناصر بالله. تورك خاتون زوجة الخليفة الظاهر. وسبب انتقال العاصمة العباسية من بغداد الى سامراء في زمن المعتصم لماذا ؟ لان حاشية المعتصم الاتراك كانوا اذا ساروا في الشوارع والاسواق وصادفهم طفل او امراة او رجل كبير كانوا يسحقونه بخيولهم ويقتلونه لانه اعترض طريقهم ففي احدى جولات المعتصم في الاسواق اعترضه شيخ فقال له لا بارك الله فيك فقد يتمت اطفالنا ورملت رجالنا ونسائنا بسبب حاشيتك الطاغية، ومنها انتقل المعتصم الى سامراء ليدفع اذى الحاشية عن بغداد فانتقل الاذى الى سامراء وكان الخلفاء اول من يتلقى هذا الاذى، فقد ابتدع الاتراك شتى صنوف التعذيب والقتل في القصر العباسي بحيث ان الخليفة لا يستطيع ان يتخذ قرارا دون الرجوع الى الاتراك فاذا خالفهم يكون سمل العين او قطع الذكر او الوضع في النار او تقطيع الجسد عقوبة من يخالف الحاشية. هذا التاريخ العثماني الاسود لا يتطرق اليه دعاة التاريخ اليوم ولكنهم يتطرقون اذا ما تزوج احد من بني هاشم من الفرس فان طبول المنافقين تقرع لهذا التزاوج. وبسبب المعتصم والاتراك تعيش سامراء الطائفية اليوم بعدما كانت نصرانية ومن ثم شيعية وبشكل سلمي اصبحت اليوم خليط من الشيعة والعثمانيين، عندما استشهد الامام الهادي عليه السلام دفن في بيته لشدة زحام المشيعين له وخوفا من ان تندلع ثورة على الخليفة العباسي امر باعادة جنازة الامام الى بيته ودفنه فيه، وعندما بنى السيد الشيرازي مدرسته في سامراء قامت الدولة العثمانية ببناء مدرسة قبالة مدرسة الشيرازي. اليوم في العراق حكم الحاشية هو بعينه في اغلب المؤسسات الحكومية والمدنية وحتى بعض الدينية لهذا نجد ان المسؤول كثيرا ما يفاجأ بقرار سلبي يتضح ان سببه احد حاشيته والنتيجة المواطن يمدح او يقدح المسؤول، نعم المسؤول هو المسؤول فاذا لم يستطع اصلاح حاشيته فانه لا يستطيع اصلاح البلد او من تحت ادارته.
أقرأ ايضاً
- منع وقوع الطلاق خارج المحكمة
- العراق، بين غزة وبيروت وحكمة السيستاني
- مقابلات المرجعية الدينية الشريفة...رسائل اجتماعية بالغة الحكمة