بقلم:عباس الصباغ
من اجل ترسيخ مبادئ المواطنة الصالحة في الانسان يجب تجذيرها اولا في اللبنات الاولى للدراسة لتنشأ قيم المواطنة مع قيام الدرس الاول وتستمر معه الى ان يبلغ اشدّه ولتنشأ معها فكرة العقد الاجتماعي الذي هو عبارة : عن عملية تنظيمية للحقوق والواجبات بين الطرفين (المواطن والدولة ) او (المواطن والمجتمع) فضلا عن مقاربات التسامح والتعايش السلمي والاعتدال والوسطية ، ولابد من ان تنمو تلك المفاهيم مع نعومة اظفاره والاهم من كل ذلك هو ترسيخ مبدأ المواطنة الصالحة كي يكون مواطنا صالحا وفعّالا في اسرته ومجتمعه ودولته بشروطها وحيثياتها ولايكون عالة على الجميع. فالمواطنة اصطلاح يشمل العديد من المفاهيم السياسية والاجتماعية والأنثروبولوجية وهي مأخوذة من الوطن الذي هو محل الإقامة والحماية والرعاية ومن حيث مفهومها السياسي وهي (صفة المواطن الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات التي يفرضها عليه انتماؤه إلى الوطن بحسب تراتبية العقد الاجتماعي ) واجتماعيا : بأنها مكانة أو علاقة اجتماعية تقوم بين المواطن والمجتمع السياسي ( الدولة ) اضافة الى المجتمع الاهلي ومن خلال هذه العلاقة يقدم الطرف الأول (المواطن) الولاء، ويتولى الطرف الثاني (الدولة) الحماية، وتتحدد هذه العلاقة بين الفرد والدولة عن طريق السلطة وهذا هو جذر العقد الاجتماعي اضافة الى الانتماء الى مجتمع معين ينتمي اليه بحكم الانتساب والقرابة وله الدور نفسه. لذا يجب ان تحتوي مناهج الدراسة ومنذ الصفوف الاولى للدراسة على ثقافة احترام السلام والتسامح واحترام ثقافات الآخرين وتقديرها والتعايش السلمي وترك التعصب والتحزب والاحتراب والعنف ناهيك عن شيوع التداول السلمي للسلطة وعدم التجاوز على أي شخص لأي سبب كان واحترام الصفة التي تميّزه عن الاخرين كالجنس والعرق والاثنية واللون والمذهب السياسي والديني والاجتماعي ، وبذلك تتحقق اولى ابجديات المواطنة الصالحة قبل كل شيء وهو ماأكد عليه الدستور العراقي خاصة في المادة (14) منه . المواطنة كلمة تتسع للعديد من المفاهيم و التعريفات فالمواطنة في اللغة مأخوذة من الوطن وهو محل الإقامة والحماية، و من حيث مفهومها السياسية فالمواطنة هي (صفة المواطن الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات التي يفرضها عليه انتماؤه إلى الوطن)، وفي قاموس علم الاجتماع تم تعريف المواطنة: بأنها مكانة أو علاقة اجتماعية تقوم بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي ( دولة ) ومن خلال هذه العلاقة يقدم الطرف الأول (المواطن) الولاء، ويتولى الطرف الثاني الحماية، وتتحدد هذه العلاقة بين الفرد والدولة عن طريق أنظمة الحكم القائمة . يمكننا أن نخلص من كل ما سبق أن المواطنة هي كلمة تدل على طبيعة العلاقة العضوية التي تربط ما بين الفرد والوطن الذي يكتسب جنسيته ، و ما تفرضه هذه العلاقة أو الجنسية من حقوق و ما يترتب عليها من واجبات تنص عليها القوانين و الأعراف، وتتحقق بها مقاصد حياة مشتركة يتقاسم خيراتها الجميع .
أقرأ ايضاً
- كيف عززت فتوى الدفاع الكفائي عنصر المواطنة؟
- المواطنة الرقمية في المدارس العراقية
- المواطنة والقيم المدنية