- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الظلم السياسي ..وكازينو لبنان !؟
حجم النص
بقلم:فلاح المشعل يتجلى سلوك الاستبداد والدكتاتورية بقرار المتسلطين بأقصاء عدد من النواب عن المشاركة بالأنتخابات المقبلة، تحت ذريعة حسن السيرة والسلوك. هنا تظهر صورة اخرى للدكتاتورية، لاتأتي بصورة اطلاق رصاص واعتقالات وسجون واغتيالات، وانما اقصاء الآخرين واعدامهم سياسيا ومعنويا بإسناد صارخ من القضاء الذي يخضع لهيمنتها. النواب والساة الذين تم ابعادهم بقرار بات وقطعي من الهيئة التمييزية هم الشيخ صباح الساعدي والنائب حيدر الملا والسياسي مثال الآلوسي والنائب جواد الشهيلي والوزير السابق رافع العيساوي. توصيف العزل السياسي بحسن السيرة والسلوك، واحدة من اساليب الاستبداد والطغيان التي يقصد منها تسقيطاً لسمعة الشخص، وهنا يحفر الظلم السياسي مجراه في الأنتقام الأخلاقي وهو ذروة الطغيان والفساد لسلوك الحاكم المستبد. المفارقة بالموضوع ان الحكم بحسن السيرة والسلوك يتنافر بالمطلق مع الشخصيات المشمولة به، ويعكس حالة أزمة اخلاقية حقيقية وفاعلة في ذات وضمير من اصدر هذه التوصيفات بحق هؤلاء السادة!!؟ أروني موقفا يتسم بحسن السيرة والسلوك يماثل الأخ صباح الساعدي وهو الشجاع النزيه، والوطني الذي تعالى على عروض بملايين الدولارات في قضية وزير التجارة الأسبق على ان يتنازل عن حق الشعب، لكنه أبى واستكبر على الفساد واستجوب الفاسدين وعاقبهم، وهو الفقير الغني...! ام شجاعة مثال الآلوسي الذي قدم رصيده الوجودي الأكبر ولديه قربان للوطن ومشروع الحرية. ولا استثني مروءة حيدر الملا ووقفاته الجريئة بوجه القرارات والطروحات الطائفية والدكتاتورية واعلانه لراية العصيان ضد كل من يسيء لمبادئ الحرية. ولم تزل صولات النائب جواد الشهيلي وهو يفضح الفاسدين ويكشف صفقاتهم بكل وضوح وعفوية. الغريب ان قرارات الأقصاء تحت عنوان حسن السيرة والسلوك لم يشمل العشرات من النواب والسياسيين العرقيين الذين يعاقرون كازينو لبنان يبذرون بها اموال العراقيين على طاولات القمار..!؟ العشرات من الأسماء الذين عرفهم الشعب بالجرم المشهود والإنهيار الأخلاقي وسوء الماضي ورداءة الحاضر، لكنهم حاضرون في سدة السلطة ورعاية السلطان الأكبر وحصانة القرار السياسي والقضائي..! قرارات الأقصاء السياسي على هذا النحو تعني اسقاط الآخر وان السلطة تترجم السلوك الدكتاتوري بظلم غير مسبوق وشراسة عدوانية ضد الحرية والديمقراطية. [email protected]