حجم النص
بقلم. علي السبتي ذات مساء كنتُ أسيرُ في الغابة بعد أن وصلَ العمرُ إلى نهايته واشتعلَ الرأس شيباً، لأمتّعَ ناظري بالمشاهدِ الخلابة، وأستمعُ إلى زقزقةِ العصافير (الحقيقة نعيق الغربان)، وإذا بوحشٍ مفترسٍ خرجَ من بين الأشجار، كان ضخماً جداً، وبدا لي أنه جائع، فحاولَ أن يلتهمني، فهربتُ منه مسرعاً لكنه لحق بي فاختبأتُ بين الأشجار فاقتلعها بأسنانه الكبيرة، ثم دخلت بحفرةٍ فنبشها بأظافر قدمية العملاقة... يا إلهي ماذا أفعل... فنهايتي محتمةٌ، والموت أصبحَ قاب قوسين أو أدنى. وفجأة تمالكت نفسي، وتذكرت أمجادَ الماضي حين كنت صائداً للتنانين، فوقفتُ أمامه بكل عُنفوان وصرخت: ها أنا لك، ففتح فهمه ليأكلني فأمسكت بأسنان الفك العلوي ووضعت قدمي على الفك السفلي وصرعته أرضاً، ومن ثم مسكت حجراً كان يزن حوالي 300كغم وضربتُهُ على رأسه حتى مات، ومن ثم حززتُ رأسهُ وأخذتهُ معي (هي عادة سابقة حين أقتل وحشاً في الغابة أحتفظ برأسه) هنا سوف تقولون أني أكذب(طبعاً تكولون هذا چذاب) بدليل أن الكلام غير منطقي ولا وجود لهكذا أمور إلا في القصص الخرافية، ناهيكَ عن أن الكلام غير منطقي ولا يمتُّ للواقعِ بصلة... لــــكن الأمر عكس هذا السبب الذي تبادر لذهنكم جميعا...!!!! فالحقيقة إن عدم تصديقي (هي لأني إنسان فقير من عامة الشعب)!!! ولا دخل لمصداقية الكلام أو منطقيته أو تطابقه مع الواقع.... هل تريدون الدليل... بالتأكيد أنكم ستسألون عنه. لننظر هنا ببصيرةٍ ونتمعن.... ها هم السياسيون العراقيون (عدهم فلوس هواي والله موفقهم وصار أربع سنوات يچذبون علينه) ولم نلمس منهم أي مصداقية في كلامهم ناهيك عن إن بعضهم مضى على فترة كذبه ثماني سنين، وأغلب أغلب كلامهم لا يمتُّ للواقع بصلة ولا يمكن أن يكون منطقياً، إلا أن الشعب رغم كل هذا (طبعا إحنه من الشعب) لازلنا نستمع لكلامهم، وإن قدم أحدُهم يُرحّبُ به ويقام له استقبال الأبطال، ومن ثم نجلسُ ونصغي للكذبِ الماضي والكذب الحاضر وفي المستقبل (ضمن الدعاية الإنتخابية)، وسنقتنع وسنذهبُ لصناديق الانتخابات بعد شهرٍ لننتخبهم، ونسلمهم زمام الأمور.... والسبب (لأن عدهم فلوس مو مثل علي فقير الله) فأتمنى أحبيتي ومن كل قلبي أن ننتبه جيداً ونمعن النظر ونتحقق من الشخص الذي سوف نحمله أمانة تمثيلنا في مجلس النواب، لأن هذه الفرصة هي فرصة التغيير الحقيقية، وأنا على يقين أنكم تعرفون الصالح من الطالح ممن سرق ونهب أموال الشعب وحقوقه خلال هذه السنين والشخص الذي من الممكن إن شاء الله أن يحفظ جزء من الحقوق وبالتأكيد إن الأخير موجود منه فلا نقطع الأمل. كما يجب أن نرى هل كلامه ووعوده مشابهةٌ لقصة علي الخرافية أم فيها شيء من الحقيقة، على أن يكون الواقع والمنطق هو المعيار...
أقرأ ايضاً
- قصة نجاح عراقي
- قصة حقيقية تبين التعامل الواعي مع الحسين (ع)
- المجلس.. بين رؤية وحقيقة في إبعاد المستقبل