حجم النص
عبّرت الناشطة الاجتماعية السيدة سارة الحبيب عن قناعتها التامة بأن المرأة الكويتية تلعب دوراً مهماً في الوسط الثقافي وبحضورها المتميز في الملتقيات الاجتماعية والثقافية والعلمية والاكاديمية. جاء ذلك في الأمسية الثقافية التي عقدت في ديوان حسينية البتول في العاصمة الكويت مساء الأحد 16/2/2014م التي كان محورها التعريف بدائرة المعارف الحسينية كأكبر موسوعة معرفية يمتلكها العالم الإسلامي. وألفتت السيدة الحبيب، عضو جمعية المستقبل الثقافية الاجتماعية التي كانت تتحدث في الأمسية التي حضرتها مجموعة كبيرة من سيدات المجتمع الكويتي، الأنظار إلى دور الموسوعة الحسينية الهادف خلق جسور المعرفة في الأوساط العلمية والثقافية، ومثمنة في الوقت نفسه دور جمعية المستقبل الثقافية وادارة الوقف الجعفري في رعايتهما الملتقى الثقافي عن دائرة المعارف الحسينية الذي سيعقد مساء يوم الأربعاء 5/3/2014م بفندق كراون بلازا في الفروانية بحضور أعلام ومفكرين وشعراء وأدباء من دول مجلس التعاون الخليجي. من جانبه نقل رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الثقافي الأستاذ طارق الحبيب في كلمة قصيرة مشاعره الشخصية خلال زيارته للعاصمة البريطانية لندن في السنة الماضية (2013م) ولقائه بمؤلف دائرة المعارف الحسينية الفقيه المحقق آية الله الدكتور محمد صادق الكرباسي، وقال في معرض حديثه: إنّ اللقاء آلمه بقدر ما أفرحه، فالعرب والمسلمون يذهبون الى المملكة المتحدة للاصطياف والتعرف على آثارها ومعالمها، ويغفلون عن المعلم العلمي الحيوي الذي يقع على مقربة منهم وهو (دائرة المعارف الحسينية) التي تمثل أكبر المعارف العلمية حتى اليوم في نحو 900 مجلد في ستين باباً معرفياً صدر منها 86 مجلداً وبقلم رجل واحد وعن شخصية إسلامية وعالمية واحدة، فالموسوعة الحسينية التي انطلقت في لندن عام 1987م هو كنز حسيني قائم في بريطانيا بحق. ووصف الحبيب تضارب مشاعره بين الأسى والفرح، فالموسوعة العظيمة ضاق بها المكان الضيق أصلاً فالكتب تشغل السلالم ورفوف المطبخ بعد أن اكتظت رفوف الغرف القليلة العدد، ولكنه في الوقت نفسه عبر عن فرحه لوجود مثل هذه الشخصية المثابرة التي امتلأت طاقة وعلماً، فهي مفخرة اسلامية وانسانية ومفخرة للأدب والثقافة، ولازال منذ أكثر من ربع قرن يكتب ويحقق باحثاً عن المعلومة الصحيحة. معبرأ عن الأسى لأنّ العالم المسيحي لو كان يملك مؤلفاً مثل شخصية الكرباسي تكتب المجلدات عن السيد عيسى المسيح(ع) ومن قلب لندن لجاءت اليه الوفود من كل حدب وصوب مباركة، ولكننا كمسلمين نفتقد مثل هذه الثقافة التي تهتم بالعَلم في حياته وبعد رحيله. من جانبه تطرق الزائر الدكتور نضير الخزرجي الباحث المشارك في دائرة المعارف الحسينية، الى الحيثيات الأولى لنشأة الموسوعة الحسينية في محرم عام 1987م، ومعلقاً في الوقت نفسه على حديث الأستاذ طارق الحبيب بالنسبة لتعامل الأمة مع أعلامها ومفكريها ومبدعيها، مستشهداً بزيارته الشخصية لمنزل أبي الأدب الإنكليزي الأديب وليام شكسبير في مدينة (سترادفور آبون آفون) عام 2011م، حيث يتطلب الدخول الى منزل شكسبير المتوفى عام 1616م والتعرف على مقتنياته الشخصية نحو 25 ديناراً كويتياً كرسم دخول ولمن يريد أن ينظر الى شاهد قبره في كنيسة المدينة عليه دفع دينار كويتي واحد، حيث تحط يومياً في هذه المدينة الواقعة على نهر آفون عشرات الحافلات التي تحمل سواحاً من بلدان مختلفة جاؤا للوقوف على آثار شكسبير الذي طاف في الآفاق بقصصه ورواياته. وتناول الخزرجي في حديثه جوانب مختلفة من طبيعة عمل العلامة الكرباسي في التوثيق والتحقيق، واشراكه للمرأة في عمله وبخاصة أثناء حكم صدام حسين البائد، فحينما شرع المؤلف الكتابة في باب المراقد من الموسوعة فإنه استعان بعدد من النسوة لتوثيق مرقد الإمام الحسين(ع) من الداخل، وذلك لاستحالة القيام بمثل هذه المهمة في العلن وخطورتها في ظل النظام السابق. وأشار الخزرجي في حديثه إلى جهد البحاثة الكرباسي في توثيق علاقة رؤساء البلدان وملوكها وأمرائها وقادتها بالمرقد الحسيني الشريف، مشيراً الى علاقة أمراء دولة الكويت بمرقد الإمام الحسين(ع) وزيارات أمراء البلاد له منذ عهود قديمة، من قبيل زيارة أمير الكويت الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح في 9/12/1951م والزيارة الثانية في 23/3/1965م، وزيارة أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح للمرقد الحسيني الشريف في صيف 1966م. وفي ختام الأمسية الثقافية أجاب الدكتور الخزرجي على أسئلة سيدات المجتمع الكويتي من العاملات في حقول التعليم والتربية والإعلام والثقافة والشؤون الاجتماعية، كما توجه مؤلف دائرة المعارف الحسينية آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي إلى المشاركات في الأمسية بكلمة هاتفية مباشرة، مؤكداً فيها على دور المرأة في الحياة إذ لا تقوم الحياة إلا بالمرأة لأنها الأم والأخت والزوجة والجدة، فهي أصل الحياة وعلى أكتافها تقوم تربية الأجيال الصالحة، فهي المدرسة الأولى للرجال، كما ذهب الكرباسي في رسالته الهاتفية، مضيفا: إنَّ التكليف الالهي يقع على الرجل والمرأة والخطاب الإلهي موجه للإثنن على حد سواء، والمميزات الحاصلة هي من مقتضيات الإختلاف البدني والنفسي وهو في ذاته يشكل جمالية الحياة الأسرية، داعيا الرجل والمرأة الى رفد المجتمع بالثقافة السليمة. وكالة نون
أقرأ ايضاً
- تركز على الحاسوب والرياضيات والهندسة العتبة الحسينية: خريجو مدارس "STM" سيصبحوا بصمة سوق العمل في العالم
- كربلاء: متحف العتبة الحسينية يقيم معرض مقتنيات الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)
- العتبة الحسينية تنصب بدالة بسعة (48) خط هاتفي في مزار زيد الشهيد