حجم النص
بقلم جواد البغدادي الصراع العربي الإسرائيلي مازال مستمر, بدء حيز التنفيذ عام 1914 في بداية الحرب العالمية الاولى واخذ خطة البياني بتصاعد بعد انهيار الامبراطورية العثمانية. كانت حملات الفرجنة وملوكها لا تنقطع نحو الاراضي العربية ومنها فلسطين وكانت الحروب الصليبية مستمرة من اجل استقطاع هذا الجزء الهام من الجسد العربي , الهدف من اختيار فلسطين هو ضرب الوحدة العربية التي ارعبه اعداء الإنسانية على مر العصور. وبعد انهيار الخلافة العباسية عام 656هجرية على يد المغول وزعيمهم هولاكو, اصبحت هذه الامبراطورية هدفا سهلا لكل القوى ومنها العثمانيين والفرنجة, واقع الحال العربي اصبح لقمة سهلة بسبب التمزق والخلافات الداخلية مما اتاحة تدخل القوى الاجنبية وفرض هيمنتها على القرار السياسي العربي بسبب عمالة الملوك والامراء والمشايخ مع المحتل الاجنبي وعلى راس تلك القوى الخامشة محتلة للأراضي العربية بريطانيا ومنبعها. الصراع العربي الاسرائيلي الحديث مستمر بعدما ثبت بلفور وزير الخارجية البريطانية حقوق اليهود عام 1917 والذي سميه باسمه, وتحققت احلام اليهود بمباركة واسناد الأوربيين عام 1948 والى يومنا هذا. مازال هذا الصرع مستمر بعد مضيء65عاما على اغتصاب الاراضي العربية من قبل الصهيونية وحلفائها وعلى راسهم امريكا وبريطانيا, حيث اصبح الحلم اليهودي حقيقة لأيمكن تجاهلها وضحة كوضوح الشمس للناظر وليست كحقيقة السراب واحلام حكام العرب الذين بفضلهم وعمالتهم اصبحت فلسطين اسيرة بيد الصهاينة وليس هذا فقط وانما ابدعوا وتفننوا وتسابقوا على قتل اي حلم عربي يطالب بإرجاع الحقوق المغتصبة من ايدي المغتصبين بل ساهموا مساهمة فعالة بالقتال نيابة عن امريكا وحليفتها اسرائيل. حرب الوكالة التي تبنتها قطر والسعودية وتركيا ضد اي مشروع تحرري يراد به اعادة الحقوق المغتصبة من قبل قوى الاستكبار العالمي والصهيونية , ظهور ما يسمى بالربيع العربي بعدما مل وضجر المواطن العربي من زعماءهم الذين لبسوا ثوب الذلة والخنوع للمستعمر, وها هي المأساة التي تعيشها الشعوب العربية بعد ثوراتهم واسقاط رؤوس العمالة في بلدانهم ,ادخلوا عملائهم من اجل تغيير مسارات الثورات العربية وتحويل الربيع العربي الى خريف امريكي صهيوني واستخدام السياسة الفوضوية مثل ما يحدث الان في ليبيا وتونس ومصر, حيث تم تامين حدود الدولة العبرية من خلال الحرب بالنيابة ومستخدمين اموال قطر والسعودية واحلام تركية في تنفيذ المشروع الامريكي الصهيوني لخرطة الطريق الجديدة. بعدما اسقطوا حكومة بغداد 2003 واصبح الدمار والقتل وتحطيم الجيش وانهاء دوره القومي , توجهوا للمرحلة الاخرى من خارطة الطرق الجديدة, انهاء كل القوى العسكرية التي لها خط تماس مع ما تسمى دولة اسرائيل. مصر انشغلت وجيشها بمحاربة الاخوان المدعوم من امريكا وحلفائها من العرب والاجانب , فلا قلق على بنو اسرائيل, ثم جاء الدور التأمري على سوريا وجيشها الذي اصبح الهاجس والهم الذي ما بعده هم لدى حلفاء اسرائيل من العرب وغير العرب. فتحوا الحدود امام سيول من المرتزقة من العرب او الجانب ودخولهم كالجرذان الى الاراضي السورية بحجة الربيع العربي, الهدف انها اخر حلم عربي لمحاربة القوة الغاشمة وجيشها (ما تسمى بدولة اسرائيل) فالدعم اللامحدود من دول الخليج وتركيا وغيرهم لمل تسمى بالمجاميع الجهادية (ارهابية) والجيش الحر (الكر), القاعدة ومن يدعمها خرجوا عن كل القيم الانسانية يقتلون النفس المحترمة باسم الاسلام والاسلام بعيد عنهم ولم يتوانوا باستخدام الكيماوي اتجاه الشعب السوري بوجب سيناريو معد من دول الخليج وبمباركة امريكية, يسعون من وراء ذلك التدخل الدولي والضربة العسكرية , وعند فشلهم في ذلك اعد سيناريو جديد ما بين روسيا وامريكا الهدف منه قتل اخر حلم عربي للمواجهة المحتل الاسرائيلي.
أقرأ ايضاً
- المجتهدون والعوام
- وقفة مع مذكرات الجواهري
- الحجُّ الأصغرُ .. والزِّيارةُ الكُبرىٰ لِقاصِديِّ المولىٰ الحُسّين "ع"