- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الدراما التركية ...وخراب البيوت!
حجم النص
بقلم :زهير ابو هارون
بعد الانفتاح الكبير الذي شهده العراق على العالم بعد سقوط النظام السابق حيث تمثل هذا الانفتاح بحصول طفرات كبيرة في مجال دخول التقنيات الحديثة الى هذا البلد مثل الشبكة العنكبوتية (الانترنت ) وأجهزة استقبال البث الفضائي (الستلايت )بالاضافة إلى أمور أخرى وبدأنا نشاهد ويوما بعد أخر إن هذه التقنية أصبحت في متناول الجميع ونود الحديث هنا فيما يتعلق بموضوع البث الفضائي الذي أصبح شاخصا في كل بيت من بيوتات المجتمع العراقي واصبح اقتناءه بأسعار زهيدة جدا وهذا مايثير التعجب والدهشة فبعد إن كان بالعملة الصعبة قبل سنوات قليلة اصبح اليوم سعره (بسعر التراب كما يقول المثل العراق ) فأصبحت العائلة العراقية تشاهد العشرات من القنوات الفضائية بعد إن كانت لديها قناتين حكوميتين فقط ودخلت الدراما التركية على خط الهجوم على العائلة العراقية ولمسنا ومع الأسف الشديد بان هذه العائلة تتابع هذه الدراما وبشغف كبير جدا ولو نظرنا إليها بعين ناقدة ومتفحصة لو جدناها بأنها دراما تعتمد على الدعاية في كل شيء في المكان والملبس والمأكل وذلك يدل أيضا على نجاح المروجين لهذه المسلسلات التي أصبحت غالبية شعوب الشرق الاوسط العربية ومنها العراق تتأثر بالمواضيع والأنماط والسلوكيات التي تتضمنها هذه الدراما فاخذ الشاب يتاثر بالنجم الفلاني والشابة تقلد ملبس النجمة الفلانية وان اغلب المواضيع التي يتم التركيز عليها في هذه المسلسلات هي عصابات المافية ,السرقة ,الانحراف ,الشذوذ و الجنس مع تناسي قيم المجتمعات التي توجه لها تلك الدراما وما يثير دهشتنا واستغرابنا ان من قام بالترويج والدبلجة لهذه المسلسلات هي جهات ومؤسسات تعمل في دول وعوائل ترى نفسها راعية لديانة الإسلامية ومانود ان نثيره في هذه الاسطر من تساؤلات تبرز في الاذهان .اين نحن من هذا الخطر الذي دخل بيوتنا ؟واخذ البعض كبارا وصغارا يتأثرون بأساليب وسلوكيات تلك الدراما والمسلسلات ليشمل التأثر طبقات مختلفة من المجتمع هل وضعنا استرتيجة وخطط لماجبهة هذه الهجمة لاسيما ونحن نملك الطاقات والإمكانيات المادية والبشرية مايفوق امكانيات الدولة الركية ....قرأت مؤخرا بان دولة طجكستان قامت بمنع المسلسلات التركية وذلك لإدراكها الخطر الكبير الذي تمثله هذه المسلسلات على المجتمع في تلك الدولة .فمتى يصل صوت طجكستان الى الدول الإسلامية الأخرى لتقوم بصد هذه الهجمة من خلال انجاز دراما تبين القيم والأخلاق الفاضلة التي يجب ان تحكم علاقتنا العائلية بدل التاثر بكل ماهو جديد دون تفحص وتحقيقق وان ماتقوم به الدولة الايرانية من انجازات فنية خطوة بالاتجاه الصحيح لصد ذلك المد الدامي التركي الجارف نتمنى من باقي الدول الاسلامية ان تحذو حذوهذا البلد الاسلامي
أقرأ ايضاً
- القوات التركية تقضم اراضي العراق
- الدراما تنتحل -تزيف- التاريخ العراقي
- الدراما العراقية بين الارتجال والأجندة