- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اعتصامات خفض الرواتب رسوب واضح في امتحان المواطنة
حجم النص
بقلم:باسم عبدعون فاضل تجربة قريبة علينا مرت ولسيت ببعيدة حتى نجهد أنفسنا في البحث عنها في مجلدات التأريخ أو الاستعانة بمؤرخين أو كهول العصر، التجربة لازالت حية إلا وهي مظاهرات ساحات التحرير في بغداد والساحات الأخرى في المحافظات والمدن العراقية الاخرى، تلك التجربة اعطت الثوب الحقيقي لكل من يدعي الوطن والمواطنة تجاه البلد وبتجرد من المنافع الشخصية وفي المقابل عرت كل من يدعي ارتداء ذلك الثوب بهتانا وزورا، كل من وقف فيها ألبسته تلك الساحات ذلك الثوب الوطني الذي اسبغ عليه التكليف الشرعي أو هو ما اقرب إلى التكليف الشرعي وذلك من خلال خطباء منابر صلاة الجمعة في العراق الذين عمقوا قدسية ذلك الثوب، شباب وشيبة وكهول من كادحين وأرباب اعمال متفرقة ومتعددة لبسوا ذلك الثوب شعاراتهم لم يكن لهم في تحقيقها ناقة ولا جمل سواء طبقت أو لم تطبق وفق قياسات المنافع الشخصية أو المردودات الآنية، عمال المساطر فيها شعاراتهم ومطالبهم كانت (محاكمة الفاسدين والسارقين والقضاء على المحاصصة الطائفية والحزبية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب) وبأصوات تصدح رغم التهديد والوعيد ولا اعرف ماذا يؤثر عليهم تحقيق تلك المطالب وعلى حياتهم اليومية، سائق تكسي يطالب أيضا بألغاء مجالس المحافظات اثناء تلك التظاهرات وعندما اقتربت منه وسؤالي له لما ؟ يقول هؤلاء يكلفون الميزانية ووجودهم غير ضروري بقدر ضرورة وجود الحشد والخدمات، لم ارى ولم اسمع مواطن خرج لتلك التظاهرات من اجل مصلحته الخاصة أو طالب بوظيفة له فقط أو تعبيد شارع له أو محاكمة فاسد سرقه شخصياً، ما يؤلمني اليوم وأقولها بحسره هو خروج مظاهرات واعتصامات لبعض كوادر الوزارات في مطالبات شخصية وهي مبررة لكن سؤالي وعتبي لهم والعتب مبرر لمن تحب هو: لم نرى منكم ذلك الموقف الوطني الذي سطر في ساحات التحرير في بغداد وباقي المحافظات في الجمع السابقة إلا ما ندر منكم أين كنتم حتى منشوراتكم كانت أثناء تلك المظاهرات (مظاهرات الجمعة) تشير إلى حياة وردية تعيشوها وكأنكم جزء أو جالية سويسرية تعيش في العراق ولستم من الشعب إما اليوم فما الذي غيركم،مظاهرات،اعتصامات،منشورات، تعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي كلها تندد بالفساد وعمل الحكومة وتتصدرها مطالب شخصية، نعم حقكم لكن أقولها وبمرارة كل المجتمع منتقد لكم لا على مطالبكم وحقوقكم بل على المصالح الشخصية التي حركتكم،منتقد لكم لأن في سابق الايام استدعاكم وانتخاكم وطنكم وما كان منكم إلا إعطائكم الظهور له، السؤال اليوم الجميع يطرحه عليكم ؟ لما لم تعتصموا أو تتظاهروا في السابق في أماكن عملكم ضد الفساد والفاسدين ومحاكمتهم، لما لم تؤيدوا حتى المرجعية في مطالبها في المواطن التي وقفتم بها اليوم وبهذه اعدادكم لما لم تخرجوا حتى لتأييد فتوى الجهاد الكافئي حين صدورها في أماكن اعتصاماتكم التي اعتصمتم بها اليوم لما لم لم تخرجوا بجموعكم الغفيرة التي خرجتم بها اليوم وآزرتم أخوانكم من أبناء جلدتكم في ساحات التحرير في بغداد وفي المحافظات لم، أليس من حق الشعب إن ينتقدكم على هذا المواقف التي لم تصدر منكم في السابق والتي لم تدعموها حتى بقلوبكم وهنا لا نقصد الكل بل الأغلب، اليس من حق الشعب إن يتهمكم بالنفعيين والازدواجية!!!!.
أقرأ ايضاً
- سُلّم الرواتب بين إرث بريمر وعراقيل البيروقراطيَّة
- حرب عالمية من أجل توطين الرواتب
- من ابجديات المواطنة الفعالة