دعت وزارة الخارجية العراقية إلى حل الأزمة في مصر عن طريق الاستجابة لطلبات المحتجين، مؤكدة أن ما يقرب من ألفي عراقي مقيم في مصر عادوا إلى العراق بسبب الاضطرابات الأخيرة، فيما استبعدت تأجيل القمة بموعدها إذا ما تدهورت الأوضاع في عدد من الدول العربية وامتنع قادتها عن الحضور.
وقال وكيل وزير الخارجية لبيد عباوي في تصريح صحفي \"، إن \"تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي والمسؤولين العراقيين أكدوا فيها أن ما يحدث في تونس ومصر هو نوع من الانتفاضة الجماهيرية للمطالبة بحقوق الجماهير والشعب\"، داعيا الحكومة المصرية \"إلى حل الأزمة والاستجابة إلى طلبات المحتجين\".
وأضاف عباوي أن \"تغيير السلطة يجب أن يتم من خلال الطرق السلمية\"، مشيرا إلى أن \"العراق يثق بالشعوب العربية في اختيار مستقبلها بإرادتها الحرة\".
وتشهد مصر بشكل لا سابق له انطلاق تظاهرات كبيرة، واستلهم عشرات الآلاف المتظاهرون المشاركين فيها، أحداث الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وطالبوا بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك الذي يتعرض منذ سنوات للانتقادات بسبب إبقائه على قانون الطوارىء منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهو القانون الذي أعلنه عام 1981 بعدما اغتال إسلاميون الرئيس السابق أنور السادات.
وأكد عباوي أن \"ما يقارب الألفي عراقي من المقيمين في مصر عادوا إلى العراق بسبب الاضطرابات الأخيرة\"، موضحا أن \"وزارة النقل وبأمر من رئيس الوزراء أرسلت طائرة رئاسية لنقل العراقيين الراغبين في العودة إلى العراق مجانا \".
وأوضح وكيل وزير الخارجية أن \"وزارة الهجرة والمهجرين أبدت استعدادها في مساعدة العراقيين العائدين من مصر\"، لافتا إلى أن \"السفارة العراقية في مصر خصصت أرقام هواتف خاصة للجالية العراقية في حال تعرضهم إلى أية مشكلة\".
وكانت وزارة النقل العراقية قد أوعزت بنقل المواطنين العراقيين المتواجدين في مصر على متن طائرات الخطوط الجوية العراقية مجانا بالتنسيق مع السفارة العراقية في القاهرة للعودة إلى البلاد.
وحول موضوع القمة العربية استبعد عباوي تأجيل موعد القمة أذا ما تدهورت الأوضاع في تلك الدول وامتنع قادتها عن الحضور، مشيرا إلى أن \"الاستعدادات والتحضيرات جارية لعقد مؤتمر القمة العربية في بغداد بموعدها المحدد\".
وتوقع عباوي أن يكون من ضمن جدول أعمال مؤتمر القمة العربية \"الأوضاع والتطورات التي تشهدها الساحتين المصرية والتونسية\"، مبينا أن \"هذه الأحداث ستصل في النهاية إلى استقرار قد يؤدي إلى تغيير في حكومات ورؤساء هذه الدول\".
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد أكد في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، عقد على هامش زيارة الأخير إلى بغداد في الثامن من كانون الثاني الماضي، أن انعقاد القمة العربية في العراق تعد رسالة إلى العالم بأنه ملتزم بمحيطه العربي، مثمنا موقف جامعة الدول العربية الداعم لعقد القمة المقبلة في بغداد، فيما اعتبر موسى أن دور العراق بدأ يتحول بسرعة إلى دور قيادي في الإطار العربي.
وشارك العراق في القمة العربية الثانية والعشرين التي عقدت في مدينة سرت الليبية أواخر آذار الماضي، على مستوى وزارة الخارجية، وتمثل العراق بالوزير هوشيار زيباري ، ونوقشت في القمة أبرز القضايا العربية، من ضمنها القضية الفلسطينية، ومشروع النظام الأساسي للبرلمان العراقي، فيما تغيب لبنان عن المشاركة على مستوى رفيع بعد إعلان الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن عدم مشاركته الشخصية، على خلفية الشكوك المحيطة بالدور الليبي في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر.
واستضاف العراق القمة العربية لمرتين، بعقده للقمة العربية التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد، وكذلك بعقده للقمة الـ12 عام 1990 والتي شهدت توترات حادة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة واندلعت على إثرها حرب الخليج الأولى.
أقرأ ايضاً
- الانتقادات تلاحق أداء وزير الخارجية في المواقف الدولية.. فهل ستتم إقالته؟
- فصيل عراقي يهاجم بالمسيّرات "هدفا حيويا" في إيلات
- رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي يصل إلى أنقرة