بقلوب دامية وعيون شجية وبلوعة ما بعدها لوعة أقيمت صلاة الجمعة في يوم عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام في الصحن الحسيني الشريف في العاشر من محرم 1432هـ الموافق 17-12-2010م حيث أقامت الجموع المؤمنة الصلاة جماعة بإمامة ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي ضاربة أروع الأمثلة في إقامة الصلاة بالرغم من تدفق جموع المعزين وقد ساروا على نهج الصحابي الجليل أبو ثمامة الصائدي الذي ينقل عنه وبعد أن استشهد عدد كبير من أصحاب الحسين في يوم العاشر من المحرم، وتناقص عددهم، جاء وقال للإمام الحسين: نفسي لك الفداء، إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، لا والله، لا تُقتل حتى أُقتل دونك، وأحبّ أن ألقى الله وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها، فرفع الإمام رأسه إلى السماء وقال: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين، نعم هذا أول وقتها.
واستهل خطيب الجمعة في كربلاء المقدسة في الخطبة الثانية التي اختصرها رعاية لجموع المعزين المتدفقة نحو الصحن الشريف لتعزية الإمام الحسين عليه السلام في يوم استشهاده واستشهاد الثلة الطيبة من أهل بيته وأصحابه الميامين في ركضة طويريج الشهيرة كلامه بمقولة الإمام الحسين ( عليه السلام): ( إني لم اخرج أشرا ولا بطراً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي) ..
وطالب سماحته الكتل السياسية وقادة البلاد أن يستلهموا من الإمام روح الإصلاح والبناء والخدمة لأمة جديرة بكل ما من شأنه أن يحفظ عزها وكرامتها وشموخها العلمي والفكري والثقافي بقوله: اسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق كل العاملين في هذا البلد سواء الإخوة الساسة أو الإداريين وهم يستمعون إلى هذا القول للإمام الحسين ( عليه السلام) الذي طلب الإصلاح في امة جده، وبهذا الشعار استطاع أبو عبد الله ( عليه السلام) بكل فخر واعتزاز أن يصلح ما فسد من امة جده.
وتابع سماحته إن في هذا اليوم إضافة إلى الدمعة ورقة القلب نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لإصلاح الأمة والنفوس، وبعضهم قال لا شك إن الإمام الحسين ( عليه السلام) هو المشعل والمصباح الذي نطمح أن نصل إليه، وإذا لم نصل إلى مقام الإمام الحسين ( عليه السلام) على الأقل نسعى أن نصل إلى منزلة بعض أصحابه .. وإذا لم نوفق إلى ذلك اقل شيء أن لا نكون كعمر بن سعد أو شبث بن ربعي الذين حاولوا أن يجهلوا هذا الإصلاح ويطمسوا هوية الأمة بقتلهم الحسين في يوم عاشوراء.
وأهاب بالإخوة الساسة في البلاد الإصرار على التغيير ذلك الإصرار الذي تعلمناه من الإمام الحسين ( عليه السلام) وتعلمناه من هذا الصوت الهادر وهذه الجموع المتدفقة لكي تجدد العهد والميثاق مع سيد الشهداء في كل عام، والتي هي ثمرة من تلك الصرخة المخلصة في واقعة الطف.
وأضاف سماحته بأن الإنسان إذا أراد أن يصلح ذاته ومجتمعه يستطيع ذلك ولكنه بحاجة إلى التمسك بنهج الإمام والالتزام بالأحكام والقيم والمثل التي ضحى من أجلها الإمام الشهيد بكربلاء، فإذا استوضح الفكرة وكانت نيته لله تبارك وتعالى يستطيع أن يعمل الكثير في هذا الاتجاه.
وفي الختام تطرق سماحته بأننا مع الإمام الحسين ( عليه السلام) في كل جهودنا، حيث إن الإمام الحسين ( عليه السلام) أرادنا أن نصلح أنفسنا أولا ثم نذهب إلى إصلاح ما فسد من أمورنا لكي نحظى برحمة الله وبركاته وبركات النبي وآله ( عليهم أفضل الصلاة والسلام).
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- حزب الله ينعى مسؤول العلاقات الإعلامية محمد عفيف
- مكتب السيد السيستاني بلبنان يقدم المساعدات الانسانية لـ90% من مراكز النزوح والخفاف يزور بعض المطابخ في احد مراكز النزوح
- خلال استقباله السفيرة الأمريكية.. المالكي ينتقد صمت المجتمع الدولي إزاء ما يحصل في لبنان وفلسطين