- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كربلاء: سيدة السماء وقول الفصل.
الدكتور طلال الكمالي
لم اكترث كثيرًا بمتابعة السجالات الكلامية في وسط قنوات التواصل الاجتماعي خاصةً لكونها اتسمت بالشد والجذب متبنيةً لقضايا تكاد تكون ثانوية أي غير جوهرية، وليس لها صلة بالقيم والمفاهيم والأعراف، بيد أنَّ موضوع افتتاح فعاليات كأس غرب أسيا لكرة القدم في ملعب كربلاء أخذ مساحةً لا يستهان بها من المعنين بتلك المبادئ والقيم. وها أنا أعلن إكباري للجميع عن عنايتهم وإبداء آرائهم بحرية من دون حرج وتحفظ، إذ تُعد هذه الخطوة إيجابية بحدّ ذاتها في الوقت الذي يوجب الوقوف على حقيقة الأمر، وقول الفصل في أمر اختلاف وجهات النظر المتعددة، وعليه لا توجد في مساحة المفاهيم والقيم وجهات نظر تتباين واحدة عن الأخرى؛ لأن المفاهيم والقيم من الأمور المطلقة وليست النسبية.
نعم يحق لنا الاختلاف في مصاديق المفاهيم والقيم وتطبيقاتها، لذا فإني لا أشك ابتداء في نوايا كل منْ أبدى رأيه، فكلي ثقة أنَّ الجميع حريصون كل الحرص على وطنهم الغالي العراق، وحريصون على حفظ القيم والمثل العليا، وعلى انتمائهم إلى سيدة السماء كربلاء، بيد أنَّي أقول: إنَّ المشكلة تكمن في مصداق ما تقدم، مستفهماً من الجميع: هل تتنافى إقامة الافتتاحية مع القيم الأخلاقية والمبادئ العقدية؟ أم هل أننا نرفض الانفتاح على الآخرين؟ أم هل يوجد ما يحرم كرة القدم؟
أقول: لا شك في أنَّ الجميع يعي أنَّ أصل الافتتاحية لا تتعارض مع كل ما تقدم، إلاّ أنَّ عقدة المشكلة تتمحور فيما حدث بوصفه مصداقًا لما تقدم أم لا؟ وهذا هو بيت القصيد. وأقول أيضًا: أن الحكماء قالوا من قبل: أنَّ لكل مقام مقال، ولكل حادث حديث، لذا فالتحفظ والاستهجان يكمن في المصداق من جهة، فضلًا على حرمة المكان وقدسيته من جهة اخرى، فهو غير لائق بسيدة السماء كربلاء من دون شك، إذ كان بالإمكان أفضل ما كان، خاصةً وأنَّ البدائل كثيرة لإقامة فعاليات أُخر مع الحفاظ على هويتنا وانتمائنا لتلك القيم والمثل.
وصفوة القول: يلزم على محبي العراق وكربلاء عامةً وأصحاب الشأن خاصةً رأب الصدع هذا والالتفات إلى المفاهيم فضلًا عن المصاديق.