أعلن المخرج المسرحي الفنان إحسان التلال عن عزم نقابة الفانين فرع النجف الاشرف وبالتعاون مع فرقة النجف للثقافة والفنون عن جملة من الاستعدادات لإقامة مهرجان ألطف المسرحي وبمشاركة من فروع النقابة في المحافظات والفرق المسرحية.
وقد أضاف التلال خلال استضافته في منتدى النجف الاشرف ضمن النشاطات الثقافية لمديرية شباب ورياضة النجف انه ورغم الإمكانات المتواضعة إلا أن الإقدام على مثل هكذا مهرجان يظهر للجميع كيف أن النجف تعمل جاهدةً على إظهار إبداعاتها والتعبير عن رقي فنونها و أصالة ثقافتها وعراقة أدبها.
حيث ذكر رداً على بداية العمل المسرحي في النجف الاشرف ورغم أنها مدينة ذات طابع ديني محض فكيف كانت تتنفس الفن وتمتهن الأدب وتقتات الثقافة.
فمدينة مثل النجف الاشرف تصبح على علوم دينية وتضحي على بحوث عقائدية كانت تمسي على فنون أدبية فبعد أن يرى كثير من طلبة العلوم الدينية فيها الجهد والعناء في تحصيل العلوم الدينية تحثه نفسه وتدفعه راحته بعد يوم جاد ومجهد إلى أن يتلمس فسحة للترويح وفرصة للتسلية فوجدوا في فن التمثيل المسرحي الذي اشتهرت فيها بعض البيوتات النجفية والدواوين التي كانت تسمى (المجالس) أمثال فرقة الهزل للفنان حسن الترجمان وتلميذه الحاج صادق القندرجي لتكون ملاذاً لهؤلاء أولاً للترويح من خلال الطرائف التي لا تخلوا من الحكمة وثانياً لإشباع نهمهم المعرفي في شتى الفنون و منها واهما كان المسرح .
وقد تناول التلال بعض من مفارقات المسرح وتجاربه التي توحي إلى المتلقي عظيم ذلك الفن وخطورته في طرح ومعالجة الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية والفنية وغيرها ،حيث مؤخراً عرضت مسرحية( وزارة السماد) على خشبة مسرح المنتدى وقد أثارت ضجة في إحدى الوزارات لضنها أن المسرحية قد اعدت وقدمت على ضوء معلومات تشير إلى وجود فساد إداري ومالي في مفصل من مفاصلها وهي كانت ترمز إلى وجود الفساد في كثير من المواقع والمفاصل بشكل عام دون أن تحدد وتبحث عن الحلول للمعالجة فإذا بالجهة المعنية تستنفر قواها للبحث عن ذلك الفساد فكانت للفن رسالة جديدة وهي البحث عن حالات الفساد وإظهارها للنور لتجد لها طريقاً للحل.
كما وطرح احد الحضور سؤالاً عن دور المسرح في اغناء ثقافة الإنسان أجاب الأستاذ المحاضر أن احد عمالقة الفن المسرحي خاطب الحاكم في زمانه انه أعطني خبزاً ومسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً وناضجاً وهذه هي حقيقة المسرح فهي وسيلة لإثراء الناس بالثقافة وتزويدهم بكثير من المعلومات وإخبارهم بكثير من الأحداث تجعل من المسرح رافداً مهماً في صناعة ثقافة الإنسان.
رأي الدين بذلك الفن الملتزم والهادف وشتى الفنون الأخرى كان ذلك سؤالاً لأحد الحضور كان جوابه انه مع نخبة من الفنانين قصدوا المرجع الديني السيد السيستاني عن رأي الشريعة بتلك الفنون فكان رده جواز العمل بهذه الفنون ما عدا النحت فالاحوط وجوباً تركه.
وعوداً على بدء أن مهرجان ألطف المسرحي وبحسب رأي التلال أول مهرجان مسرحي محلي إن لم يكن عربي وإسلامي يتناول القضية الحسينية وما حل بأهل البيت عليهم السلام من ماسات هي الافجع على مر تأريخ البشرية لتكون عنواناً لهذا المهرجان و مادته الأساسية فقد أبدع الشعراء في تلك القضية وأقيمت المهرجانات الشعرية الحسينية وواقعة ألطف الأليمة وكل ما يرمز إليها وأقيمت المعارض الفنية التي تبركت باسم كربلاء التضحية والفداء وقدمت المسرحيات أيضاً لكن ليس بعنوان المهرجان المسرحي فكان لزاماً علينا أن ندلي بدلونا كفنانين مسرحيين لإقامة هذا المهرجان الذي سيقام في الثامن والعشرين من هذا الشهر بعد أن قدمنا الدعوات للمشاركة وجاءت النصوص المقدمة للاطلاع عليها ومعرفة إمكانية ملائمتها للمشاركة في مهرجان خطط له أن يكون عنواناً للقضية الحسينية وبذلك يكون هذا المهرجان لوناً من ألوان الثقافة الإسلامية وسبيلاً للتعريف بثقافة هذه المدينة التي تمتد إلى عمق التأريخ وهي اليوم تستعد لتكون عاصمةً للثقافة الإسلامية.
أقرأ ايضاً
- وفد أكاديميي وخريجي كلية الفقه في النجف يحطون رحالهم في المركز الحسيني للدراسات في كربلاء
- 70 شركة ودولة بينها فرنسا وهولندا واستراليا :العتبة الحسينية تحصل على المركز الاول في مهرجان الزهور الدولي
- رئيس جامعة كربلاء يعلق على مهرجان العبقرية العلمي الدولي الذي اقامته العتبة الحسينية