حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم
عندما ياخذ الفقه الشيعي كثافة اعلامية فاعلم ان القائمين على هذا المذهب قد صدر منهم ما يجعل العالم يلتفت للشيعة ، وتعتبر الطفرة الاعلامية للشيعة عندما انتصرت الثورة الاسلامية في ايران فبدات وسائل الاعلام تسليط الضوء على الشيعة وثقافة الشيعة ، والذي اخذ الحيز الاكثر هو المرجع الذي يتبعه المقلدون ، شخصيته علميته منصبه كيف اختياره وهكذا ، حتى في حينها طلب طاغية بغداد من فاضل البراك تقديم تقرير عن ماهية المرجعية في النجف تاريخها تدريسها شخصياتها ومع تصاعد الشان الشيعي في المنطقة لاسيما بعد هزيمة طاغية بغداد سنة 1991 في حرب الكويت بالرغم من قسوته على النجف وعلى اعلام الشيعة ، بدا اعلام الشيعة يفكرون بما حدث في ايران على يد السيد الخميني ولماذا لا تتكرر هذه الثورة في غير ايران ؟ وهذا يقلق قوى الاستكبار العالمي وعلى راسهم امريكا . يقول الشيخ محمد مهدي شمس الدين مصطلح المرجعية نحن اوجدناه السيد محمد باقر الحكيم والسيد محمد مهدي الحكيم والسيد محمد بحر العلوم والسيد محمد باقر الصدر وانا كنا مجموعة نعمل في مواجهة نظام عبد الكريم قاسم المؤيد للشيوعية . مهما يكن هذا المصطلح فالمهم العلمية وما يصدر عنه وليس المهم التسمية وللشيعة اعلام تعج بها كتب التاريخ من القرن الرابع الهجري والى يومنا وهؤلاء الاعلام اسماؤهم اقترنت بمؤلفات ومواقف وعلى جميع الاصعدة . بدات القوى الخبيثة البحث عن دودة الارضة التي تتمكن من نخر الاعمدة التي تقف عليها المرجعية ، فتارة يشككون بمواقف المرجعية وكيفية اختيار المرجع وتارة يشككون بمصطلح التقليد ، وما يؤسف له ان المخدوعين بهكذا اطروحات يبداون بالتهريج عبر وسائل الاعلام التي اصبحت اليوم بيد العالم والجاهل وقد تواصل بعضهم معي بخصوص شرعية التقليد وما الى ذلك . واسوء اسلوب يتخذه المحرضون هو ايقاع الفرقة بين المجتهدين باشاعة اكاذيب تنطلي على ( الطلي ) فقط ، وحقيقة ان المجتهد بكامل شروط الاجتهاد يكون على درجة عالية من الخلق في التعامل مع كافة شرائح المجتمع وان كان الطرف الاخر لا يستحق فكانوا يغضون النظر ولا يسيئون له ، لربما يصدر بيان من مرجع ما لموقف معين يتعرض له ليبين ما حدث وليس ليتهجم على الاخرين . موقف السيد السيستاني منذ سقوط بغداد الى يومنا هذا وكانه جمع اغلب مواقف علمائنا في القرن العشرين وصدرت عنه بيانات ومواقف كانها حلول وسط فهو لا يرفض المشروطة ولا يؤيد المستبدة كما يسميها اصحاب المشروطة ، فهو لا يرفض ولاية الفقيه ولا يؤيدها بالمطلق وغاية ما يعمل عليه السيد السيستاني هو تحقيق العدالة وفق الهوية الاسلامية ولجميع اطياف الشعب وحتى لا يقحم المرجعية في دهاليز السياسة فعمد الى اشعال شمعة امام اي دهليز حتى يستخدمها السياسي عندما يقتحم هذا الدهليز ولا يعثر في مطباته ، ولا نريد الحديث عن الاداء السياسي للطبقة السياسية في العراق ، فالغاية موقف المرجعية او موقف السيد السيستاني باعتبار مصطلح المرجعية مستحدث قبل ستين سنة هو النهوض بالانسان من خلال العدالة هنالك عبارة اوقفتي للشيخ محمد مهدي شمس الدين في كلمته التي القاها في ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر سنة 1994 في بيروت يقول هنالك فرق بين المرجعية الشرعية والمرجعية الدينية . ولم يشرح بالتفاصيل ماهي الفروق ولكن قال الدينة اكبر من الشرعية ، وغاية ما يريد ان يصل اليه هو ضرورية اقتحام المرجعية لكل المجالات التي استحدثت في عالم السلطة والسياسة ، وهذا امر لاباس به ولكن بشرط ان تكون السلطة التنفيذية والقضائية بيد المرجع . والتشريعية هي تشريع قانون او لنقل استنباط حكم وهنا نسال هل هنالك حدث او ظاهرة قدمت للمرجعية بغية الحصول على اجابة وعجزت المرجعية عن ذلك ؟ اقول عجزت اي عدم التمكن وليس امتنعت فهنالك فرق بين ذلك . لايمكن للمرجعية ان تنهض بشعب تحت حكومة طاغية او غير كفوءة لحل ازمات البلد التي بيدها اي الحكومة كل مستلزمات حلها وهنا يصبح المواطن في صراع مع ما تفرضه الحكومة عليه وما عجزت عن تحقيقه وجعلته يعيش دوامة الفقر او الاضطرابات وهذه من اهم مقومات النهوض بثقافة اي شعب . هذا لايعني تبريرا للتخلف ولكن هنالك واجبات على المواطنين وعلى المرجع ويكفي ما صدر عن المرجعية من بيانات ولقاءات وخطب جمعة لكل الطبقات في العراق فماذا تحقق منها ؟ ليس اكثر من ربعها وليست بالمستوى المطلوب . السيد السيستاني اوجد نظرية حكم جديدة وكاملة وشاملة وجمعت كل الثقافات والتوجهات في خيمة عدالة الخطاب الاسلامي النابع عن القران والسنة في النهوض بقيمة الانسان، لكن ماذا تفعل وبح صوتها وغلقت بابها