كشفت العتبة الحسينية المقدسة عن حزمة من المشاريع لتوسعة جامعاتها الثلاثة لاستيعاب العدد المتزايد من الطلبة الراغبين بالدراسة فيها، مشيرة الى ان من ضمن التوسعة انشاء "المستشفى العراقي للمحاكاة" لاول مرة في العراق بمواصفات عالمية، سيكون مخصصا لتدريب طلبة جامعات العتبة المقدسة وباقي جامعات العراق.
توسعات الجامعات
وبين رئيس قسم المشاريع الهندسية والفنية المهندس "حسين رضا مهدي" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" المشاريع التعليمية التي تنفذها العتبة الحسينية مهمة جدا ولا تتوقف، حيث تمكنت خلال الاعوام السابقة من بناء ثلاث جامعات هي وارث الانبياء والزهراء للبنات والسبطين للعلوم الطبية وهي فرع من جامعة طهران الدولية، وفي العام (2024) جرت اعمال توسعة في هذه الجامعات الثلاث، وكانت الحصة الاكبر للتوسعة في جامعة وارث الانبياء التي تضمنت اعادة هيكلية المباني وانشاء مباني جديدة، لذلك تجد في موقع العمل خمسة من الرافعات البرجية (Tur Krin)، وفي علم الهندسة كل رافعة تعادل (100) عامل اي ان موقع العمل فيه (500) عامل يشارك بعمليات البناء، ومع الايدي العاملة تجد ما يقارب (750) مهندس وعامل فني وعامل عادي واداري يعملون في انشاء جامعة وارث الانبياء، ولكون الجامعة كانت سابقا مدينة للزائرين مبانيها قديمة ونفذت بمواصفات بسيطة واستخدمت لتحويلها الى جامعة عندما قررت العتبة الحسينية استحداث جامعة".
مؤسسات للتدريب
واضاف ان" مشاريع انشاء الجامعات لها اهمية كبيرة لانها توفر لابن المحافظة جامعات متطورة يتلقى العلوم فيها حيث كانت كربلاء سابقا لا توجد فيها جامعة، ما يدفع الطلبة الى الرحيل للعاصمة بغداد او محافظات اخرى للدراسة وفيها صعوبات العيش في الاقسام الداخلية وتحمل مشاق السفر والانفاق والخطورة والبعد عن الاهل، ومن جانب آخر اصبحت كربلاء المقدسة وجهة علمية للطلاب لتلقي العلوم والحصول على شهادات اكاديمية بمستوى عالي من الرصانة العلمية، كما عمل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي على استثمار الكفاءات والورش الفنية الكبيرة في قسم المشاريع الهندسية والفنية وهيئة الصحة والتعليم الطبي وباقي مؤسسات العتية المقدسة لخدمة الطلبة وجعل تدريبهم العملي في المستشفيات لطلبة الكليات الطبية والتمريض، و طلبة العلوم الهندسية بانواعها يتدربون في مشاريع قسم المشاريع الهندسية وباقي الاقسام الهندسية الاخرى في البنى التحتية وورش التبريد والكهرباء وباقي الورش ولدينا الآن خطط لانشاء ورش للطاقة المتجددة، وفوجئت مرة بطلب طلبة من جامعة كركوك للتدريب في مشروع صحن العقيلة زينب (عليها السلام)، ويعود السبب الى زيارة لرئيس جامعتهم مع بعض رؤساء جامعات العراق لهذا المشروع قبل سنوات، الذي اكد حينها انه يفتخر بتنفيذ مثل هذه المشاريع في العراق، بينما اشار رئيس جامعة آخر ان المكائن التي تعمل في المشروع نراها تعمل في السدود وليس في داخل المدن وهي دلالة على ضخامة المشروع".
مستشفى المحاكات
واوضح مهدي ان" مشاريع العتبة الحسينية اصبحت منطقة بحثية للجامعات الكربلائية والعراقية وطلبتها، واهم ما يميز توسعة جامعة وارث الانبياء هو بناء مستشفى تعليمية فريدة من نوعها، وفيها ميزة خاصة كونها مشروع للمستشفى "العراقي للمحاكاة" (ٍSimulation Hospital)، وهي تشيد للمرة الاولى في العراق لان اغلب الجامعات في الدول المتقدمة اخذوا بالابتعاد عن تشريح الجثث واستخدام جسم الانسان في تدريب طلبة العلوم الطبية، وقاموا بصنع نماذج لجسم الانسان (دمى) ولكنها تفاعلية على غرار اغلب الاستخدامات العلمية، وعندما تضغط هذه الدمية تسمع نفس ما يصدر من اصوات في جسم الانسان مثل الشهيق والزفير وعمل الكبد والقلب وباقي اجزاء الجسم، واقرب مستشفى محاكاة موجود الآن في دولة قطر"، مبينا ان" انشاء هذا المستشفى في العراق سيكون بتصاميم غير اعتيادية بعد الاستعانة بخبرات خارجية لتنفيذ هذا المشروع، وسينفذ تصاميمه مكتب هندسي في الامارات العربية يديره مهندس عراقي خبير ممن هاجر في سبعينيات القرن الماضي من العراق بسبب بطش السلطة الصدامية حينها، ورغم انه صمم الكثير من مباني المستشفيات الا انه اخبرنا انه لم يصمم سابقا مستشفى محاكاة لكنه سيستعين بمكتب في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الاميريكية له باع طويل بهذا المجال، وانجزت تصاميم المستشفى بشكل هندسي راقي جدا، وبوشر بالعمل بالمستشفى المكون من (6) طبقات ووصلت نسب الانجاز حاليا الى (20) بالمئة من المخطط له، وتبلغ مساحة الارض التي يشيد عليها البناء (5000) متر مربع، وستدخل به جميع التقنيات الحديثة وخدماته ليست حكرا على جامعة وارث الانبياء بل لجميع طلبة الجامعات الطبية، وستشيد في الجامعة قاعات وكليات واقسام وبهيكلية جديدة تغادر المباني القديمة وتشيد اخرى حديثة".
جامعة الزهراء في بابل
واكد ان" جامعة الزهراء للبنات التي انجزت على مساحة (26) الف متر مربع بمواصفات عالية ووفرت فرصة لكثير من الطالبات للدراسية في جامعة خاصة بهن بعد ان كانت الكثير من العائلات تخشى من ارسال بناتها الى الجامعات سواء في كربلاء او خارجها، جرت في العام الماضي (2024) عمليات توسعة على مساحة كبيرة تبلغ (35) الف متر مربع، بعد ان شهدت اقبال كبير على الدراسة فيها ومن مختلف المحافظات، والبناية الاولى في التوسعة مخصصة لكلية الصيدلة والمختبرات والعمل حاليا في الهيكل الكونكريتي حيث وصلت نسب الانجاز فيها الى نحو (25) بالمئة، من المخطط له، وستشيد بنيات لكليات الطب وكليات اخرى، ومعها مقتربات تتضمن الاقسام الداخلية والمكتبة وباقي الخدمات، كما استحصلت موافقة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي واستملكت الارض وخصصت لبناء نسخة ثانية تكون فرع من جامعة الزهراء للبنات في محافظة بابل بعد طلبات ملحة من المحافظ ومجلس المحافظة، وبدأت عملية انجاز التصاميم وسيباشر بالعمل في هذا العام".
توسعة جامعة السبطين
وبين "مهدي" ان" جامعة السبطين الدولية التي تضم ثلاث كليات هي الطب والتمريض والتأهيل، تشهد حاليا تنفيذ مشروع توسعة للجامعة يتضمن انشاء ثلاث كليات مكونة من ثلاث مباني تشيد اثنان منها على مساحة (5000) متر مربع، مكونة كل منها من خمسة طبقات اي بمساحة تصل الى (50) الف متر مربع، والثالثة على مساحة (4000) متر مربع بخمسة طبقات اي بمساحة تصل الى (20) الف متر مربع ليصل اجمالي المساحة الى (70) الف متر مربع، وبعد تنفيذ هذه المباني يصبح لدى الكلية ستة كليات من مجموع تسعة تخطط الجامعة لافتتاحها كونها مقترنة بجامعة طهران الدولية للعلوم الطبية المكونة من تسع كليات، وبوشر بالعمل الآن ببناية واحدة نأمل انجازها خلال شهر ايلول من العام الجاري لافتتاحها للدراسة في الموسم المقبل"، لافتا الى ان" لدى العتبة الحسينية المقدسة توجهات لانشاء جامعة كبيرة في البصرة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- مشاريع العتبة الحسينية المستقبلية... خطط لتشييد (14) مدينة للزائرين ومدينة للحجاج في المحافظات
- على نفقة العتبة الحسينية :ممثل السيستاني يستقبل طفلا اجريت له اول عملية زرع نخاع في العراق ناجحة(فيديو)
- منظومة "الداتا سنتر".. العتبة الحسينية تسعى لتنفيذ مشروع قاعدة البيانات المركزية للعراق