تجمع ثلاث شياب وقرروا نصب موكب على طريق الزائرين في الناصرية لتقديم الخدمة ونيل الخير كله، فاسسوا الموكب من مالهم الخاص وقدموا خدمة كبيرة للنساء والرجال، حتى وصل الامر الى ان تلك الشيبة الكريمة تغسل ارجل الشباب وملابسهم، وكلهم لا يريدون الا حسن العاقبة.
مشروع خاص
منذ ثماني سنوات عقدنا العزم على نصب موكب في الناصرية على طريق سير الزائرين لتقديم الخدمة لهم بهذه الكلمات يصف فاضل بلبل فياض صاحب موكب فاطمة الزهراء (76 عاما) حالهم، ويتابع بالقول "اتفقنا نحن الشيبة الثلاث على تأسيس الموكب، وبعد شراء الارض البالغة مساحتها 500 متر مربع من اصحابها تم بناء حسينية وقاعتين للرجال والنساء ومطبخ وصحيات بمبالغ من جيوبنا الخاصة ، وباشرنا بالخدمة بتقديم ثلاث وجبات طعام ومعها الشاي واللبن والمرطبات والقهوة".
ويضيف فياض لوكالة نون الخبرية، ان "رجالنا يخدمون الرجال لمدة اثنى عشر يوما تقريبا وتمويل الموكب من مالنا الخاص ونجمع طوال العام الواحد مبالغ تصل الى خمسة ملايين تقريبا، لان ما لمسناه من الخدمة الحسينية انها فعلا شرف وعزة وايثار وتضحية، وانصح كل شخص ميسور او مقتدر ان يبادر على الفور للانفاق في طريق الخدمة الحسينية، وهدفنا نحفز من يبخل بالتضحية للامام الحسين عليه السلام وهو الذي ضحى وقدم كل شيء لله، فرفع الله قدره واعطاه كل شيء، وكل ما بنغي من هذه الدنيا ونحن في ارذل العمر هو ارضاء الله اولا ونصرة أبي عبد الله الحسين عليه السلام ونسأل الله حسن العقبة وشفاعة سيد الشهداء عليه السلام".
تكملة المشروع
الشريك في العمل غالب مزعل الكناني يشير الى انهم "كشيبة اتفقوا بينهم ان يجعلوا خاتمة عمرهم بخدمة ابي الاحرار عليه السلام، فعندما قام صاحب عمره فاضل بلبل بشراء الارض تكفل هو ببنائها لتكون المسؤولية مناصفة مع صاحبهم الثالث وتتوزع التكاليف التي بلغت حوالي 31 مليون عليهم بالتساوي"، مبينا ان " حلم عمره تحقق بنصب هذا الموكب لانه فرصة سنوية لبذل الاموال في سبيل الله ونصرة لسيد الشهداء وفيها من الاجر والثواب ما لا يعلمه الا الله، واذا قدمت الخدمة لزائر واحد فلك عظيم الاجر فكيف بك وانت تقف اياما عدة من الصباح الى المساء تخدم الاف المشاية ".
وينوه الكناني ان "كل عام هناك اضافات في الموكب مثل زيادة الفرش والاجهزة الكهربائية الخاصة بالتبريد والتدفئة وادوات الطبخ والتوزيع كون اعداد الزوار في تزايد وعدد الايام كان اسبوعا واحدا واصبح اثنى عشر يوما"، مبينا انهم " جمعهم كشيبة كبيرة في السن جمعهم حب الحسين ويعملون كالمدرس الذي يعلم ليخرج تلاميذه بافضل مستوى، وحاليا يعمل معنا ابنائنا واحفادنا وعددنا 25 شخصا، نغلق بيوتنا ونأتي للخدمة في الموكب، ونقدم خدمات عدة كالافطار بوجبات متنوعة ومثله الغداء والعشاء وبينها العصائر والمعجنات"، فضلا عن "توفير افضل الاجواء للمبيت للرجال والنساء حيث يبيت يوميا من 50 الى 100 زائر وزائرة يوميا".
خادم في الثمانين
كاطع الطائي ذو الثلاثة وثمانون عاما يقول في حديث لوكالة نون الخبرية، "اشعر بان الله رضا عني وجعلني خادما للحسين وانا في هذا العمر، واشعر برضا الحسين عليه السلام عني وانا متيقن بانه يسجل خدمتي في يوم لا ينفع مال ولا بنون وانا اخدم على قدر طاقتي واستقبل الشباب واغسل ارجلهم وملابسهم واطعمهم واهيأ فراشهم للنوم عند المبيت واتبرع للموكب كل عام مواد غذائية وكراسي وصناديق ماء معقم وفرش، ولا ابغي من الخدمة الا حسن العاقبة وان يعم الامان والخير في بلدنا العراق".
للنساء بصمة
السيدة رحيمة ام فاهم زوجة صاحب الموكب رافقت زوجها واصحابه في الموكب منذ افتتاحه وجلبت معها بناتها وزوجات ابنائها وبنات باقي الشريكات وعددهن عشرون امرأة يقسم العمل بينهن على وجبات في قاعة خاصة للنساء تستوعب تقريبا خمسون زائرة، حيث يستقبل الموكب مئات النساء يوميا، ويوجد ملاك متخصص بخدمة الاطفال وغسلهم وتنظيفهم وارضاعهم وتوفير كل مستلزمات الراحة لهم، ولدينا بنات متخصصة برعاية النساء المريضات والمتعبات، وبدأنا بعدد ثمانية نساء ثم التحقت بنا العديد من القريبات والجيران.
مقترح واقعي
ام فاهم "اقترحت على جميع اصحاب المواكب الاخذ بنظر الاعتبار ان هناك الكثير من الزائرين مرضى يعانون من اوجاع المفاصل وهناك زوار اجروا عمليات جراحية ووضعت في اطرافهم القطع المعدنية الرابطة (البلاتين) ويعانون من استخدام المرحاض الشرقي، فدعت اصحاب المواكب الى وضع مرحاض غربي لخدمة العجزة والمرضي وكثير ممن يحتاجونها"، لاسيما ان " كل المواكب لديها مجموعات صحية، وكذلك فان كل المواكب لديها امكنة للصلاة فلا ضير في وضع رحلات للصلاة على غرار ما يوضع في المساجد والحسينيات ليستخدمها من يحتاجها من المرضى والعجزة".
قاسم الحلفي ــ ذي قار
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- الدوام الثلاثي.. كابوس يطارد الطلبة والتربية: أنجزنا 500 مدرسة ونحتاج لـ8 آلاف
- الدوام الثلاثي.. كابوس يطارد الطلبة والتربية: أنجزنا 500 مدرسة ونحتاج لـ8 آلاف