د. حسين القاصد
بدأ الحراك السياسي بالتسارع ويبدو انه على وشك الدخول إلى مرحلة الحسم، والجلسات تتوالى والاجتماعات لا تنقطع ولم تتبين، حتى لحظة كتابة هذا المقال، ملامح الكتلة الأكبر التي ستتكفل بتشكيل الحكومة، وفي ظل الزيارات المتبادلة بين ممثلي أو قادة الكتل الفائزة وبين التصريحات الراشحة عن تلك الجلسات والحوارات نرى قصدية شبه واضحة لترك الملامح ضبابية لحين انتهاء المتحالفين من وضع اللمسات الأخيرة لتسمية الكتلة الأكبر.
فبعد أن دعا السيد مقتدى الصدر كل ممثلي الكتل للحوار وتبادل وجهات النظر والتعالي على الخلافات كان السيد عمار الحكيم اول الزائرين وبدأت وقتها وسائل الإعلام تبشر بتحالف سائرون والحكمة وهو الخبر الذي كان في حقيقته حدسا لا حقيقة، ذلك لأن الحوارات مازالت في مهدها، ومثلها كانت زيارة السيد هادي العامري وزيارات ساسة آخرين، ثم جرى الحديث عن تحالف سائرون والنصر ثم قيل انه مازال قيد الاشتراطات والتوافقات، ثم زف لنا الإعلام بشرى تحالف وشيك خلال ٧٢ ساعة بين الحكمة والفتح وهو الأمر الذي نفاه المتحدث باسم الفتح، ويبدو أن بعض الأماني تكتسب صيغة الخير من شدة احنياج الناس للخلاص من ملف تشكيل الحكومة ليلتفتوا إلى حياتهم الطبيعية.
ومع كل هذه الامنيات التي وصل بعضها حد اكتساب أحقية الخبر عن حدوثها، نرى بعضا من الكتل تعمل بصمت ونرى الاكراد يناورون بعد أن عادت بهم الحسابات ليكونوا بيضة القبان.
كل كتلة من الكتل الفائزة تسعى إلى تشكيل الكتل الاكبر وفي بالها مرشح منها أو مرشح من الكتل الشريكة لها لكن بشروط، وإذا اتفقت كتلتان على مرشح واحد من سيضمن موافقة الكتل السياسية الاخرى، وهو الأمر الذي يجلس جوار التوافقات والتوقعات، اعني المرشح التوافقي.
وارى ان هذه الانتخابات تختلف عن سابقاتها فقد شهدت اختفاء أسماء كبيرة وشهدت تغييرا بعض الشيء وكي نكمل ملامح التغيير نحتاج أن نطرز أو نتوج هذه الانتخابات بملمح ديمقراطي أوضح، وهو أن من الحق الكتلة الأكبر أن تختار رئيس الوزراء وتشكل الحكومة مادامت هي الأكبر انتخابيا ولا حاجة للتوافقية والمحاصصة، لأن الكتلة الأكبر تعني الأغلبية ويكفيها التصويت بالأغلبية لتشكل الحكومة، اما بقية القوائم غير المنضوية تحت لواء الكتلة الأكبر فلها حق المعارضة البرلمانية وبهذا تستقيم العملية السياسية بشكل ديمقراطي سليم لاتشوبه لوثة التوافقية أو المحاصصة السياسية، ولن يفاجأ الجمهور بمرشح لم بختاروه لكن اشتراطات التوافقية جاءت به.
لقد قطعنا شوطا لا بأس به باتجاه الديمقراطية الحقة، لذلك نتمنى أن تشكل حكومة الكتلة الأكبر باغلبيتها واستحقاقها لا بالتوافقات والمحاصصة العابرة على الاستحقاقات الانتخابية والوطنية.