حجم النص
بقلم: محمود الحسناوي تساؤلات كثيـرة هي التـي تخطر في أذهان الناخبين مع قرب الانتخابات البرلمانية المزمع اجرائها في الـ30 من شهر نسيان الحالي لاسيما الناخبين الذي يجدون انفسهم حيارى من أمرهم في اختيار وانتقاء المرشح الذي سيمثلهم بعدئذ تحت قبة البرلمان, ولعل من ابرز اسئلة الناخبين هو "أنتخبُ مَنْ" فلو تمهلنا قليلاً في هذا السؤال لوجدناه نابعا من حرص الناخب في اختيار الشخص الأمثل والأكفأ, خصوصاً بعد ان تشابكت عليه الآراء واختلفت حوله وجهات النظر وتنوعت ألوان صور المرشحين والمرشحات في الشوارع لا سيما النساء اللاتي يعرضنّ اشكالهن الجميلة امام مرأى الجميع بغية الحصول على صوت يرجح كفتهنّ في صناديق الاقتراع، وما بين هذا وتلك نرى بعض المرشحين يبذلون جهداً كبيراً لاقناع الناس بأنهم الافضل من غيرهم وتشويش افكار الآخرين بتوزيع بعض المساعدات والاموال الزهيدة وزيارة العوائل المتعففة. لكن هنالك ثمة سؤال يشغل فكري هو "لو ألتزم جميع المرشحين بوعودهم البّراقة ماذا سيصبح وضع العراق!!؟؟" , بلا أدنى شك وبحسب مخيلتـي سيصبح البلد الأجمل والأسمى والأغنى في العالم!! فكل مرشح قادته الصدفة ووجد اسمه قد اندرج ضمن قائمة المرشحين وضع في برنامجه الانتخابي هدف الاعمار والاصلاح والازدهار والتغيير و.. و.. الخ ,فبكل تأكيد ستصبح بغداد أجمل من دبي التـي وصفها عبعوب بـ"الزرق ورق" وستصبح المحافظات الأخرى أكثر تطوراً مما هي عليه حالياً ,لكننا بالكلام ارتوينا وبالفعل متنا عطشاً, أليس من الاجدر ان يتنافسوا على خدمة الشعب بدل تنافسهم في دعايتهم الانتخابية. دعونا نلتفت قليلاً لأنفسنا!! فنحن من نصّب هؤلاء, ونحن من سمح لهم بالوصول إلى ما وصلوا إليه الآن, ونحن من غطّس اصابعه بالحبر ليصعدوا هؤلاء على اكتافنا! كفانا نصنع طواغيتنا بايدينا ونلقي عليهم اللوم إذا ما اخفقوا.. كفانا نجعل طموحاتنا واهدافنا بايديهم ليسرح ويمرح بها من هبّ ودب , ففي تصوري أن نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة ستتراوح بين الـ50-60% وهي نسبة تنقسم إلى عدة فئات.. فئة عازمة على عدم التغييـر وتبديل الوجوه القديمة بحجة عدم معرفة من سيأتي إذا رحل هؤلاء , وفئة أخرى تتوجه نحو صناديق الاقتراع وهي لا تعي العملية الانتخابية, وفئة ثالثة ستنتخب مرشحيها من الاقارب او ما يمليه عليهم العرف القبلي, أما الفئة الرابعة وهي تشكل نسبة قليلة ستختار الشخص المناسب.
أقرأ ايضاً
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً
- أسطورة الشعب المختار والوطن الموعود
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!