بقلم _ مسلم الركابي
لم يكن مجرد قطعة قماش متعددة الألوان، ولم يكن مجرد عنوان أو رمز يرمز لبلد من البلدان، ولم يكن مجرد علم يرمز لسيادة بلد، ولم يكن مجرد عنوان من عناوين المواطنة في بلد، انه اختزل كل تلك العناوين وبات يمثل سجادة وطن، سجادة من نوع خاص صيرها الكابتن هيثم عباس بعيوي مدرب منتخبنا الوطني لكرة الصالات بطريقة عفوية وتلقاءية قل وجودها في هكذا مواقف، حيث احس الكابتن هيثم عباس أن لا مناص من السجود لله الواحد الأحد طلبا للعون وهو المعين الرحيم، سجد هيثم عباس بعدما اغرورقت عيناه بدموع تحمل توسلات وطن ليس كبقية الأوطان، ولأنه العراق كان لابد لهيثم عباس بعيوي أن يسجد لله في لحظة غاب عنها عن الملعب وعن لاعبيه حبس أنفاسه للحظات وأطلق صرخة سمعتها الملايين من أبناء هذا الوطن والذين تسمرت عيونها أمام شاشة التلفاز وهم يتابعون تلاميذ هيثم عباس بعيوي يصنعون الإعجاز والإنجاز معا. وتحقق الإعجاز والإنجاز فالعراق للمرة الأولى في المربع الذهبي لبطولة آسيا بكرة الصالات. والآن أصبحنا أحد كبار اسيا بكرة الصالات. نحن أبناء وطن تعودنا على الصعاب بل أصبحنا خبرة في صناعة الأمل من رحم اليأس الذي يلاحقنا، امكانياتنا لاتقارن بإمكانيات خصومنا وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني لكننا تعودنا على قهر الصعاب وأصبحنا خبرة في تطويع الظروف القاسية لصالحنا، هيثم عباس بعيوي وتلامذته يعرفون ويدركون حجم المسؤولية إنها فرحة وطن، لقد قدمتم وكفيتم وبارك الله فيكم لأنكم بحق أبناء بررة لوطن من اقدس اسماءه العراق.
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- أسطورة الشعب المختار والوطن الموعود