- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الشعائر الحسينية بين الولائية والتسييس الجزء الثالث
حجم النص
بقلم:حسن كاظم الفتال وللإعلام دوره ومن هذه الوسائل تسويق الإعلام وتسخيره لتشويه صورة هذه الشعائر وإقناع الناس البسطاء بعدم الاشتراك بإقامتها. فبدأ الإعلام المعادي للشعائر ببث الرسائل الوهمية التي تتنافى مع الحقيقة مثل تصوير هذه الشعائر ما هي إلا مزاعم وإدعاءات وهمية لا أساس لها وهي دخيلة على مجتمعاتنا وهي ليست بحضارية وما إقامتها إلا صورة من صور توهين الدين الإسلامي والمسلمين حتى بلغ الأمر أن توصف بأنها ضرب من ضروب الخرافة. أو هي بدعة مستحدثة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة بالنار ثم راحت بعد ذلك تراهن على ورقة الطائفية بالتلميح إلى أن هذه الشعائر تخص طائفة معينة تمس في ظاهرها مشاعر طائفة أخرى ومضمونها يمثل العداء لتلك الطائفة وهذا ما يوجب القضاء عليها. وبلغ الأمر أن تصدر بعض الحكومات أوامر خفية تمنع فيها مشاركة المسؤولين أو موظفي الدولة في مثل هذه الشعائر. ولم يكتفِ هؤلاء بهذه المحاولات بل راح البعض قاصدا متعمدا يشغل بعض الفئات بإقامة الإحتفالات في يوم عاشوراء وينشر معالم الفرح وهنالك ممارسات وأنماط من المضايقات يعرفها الكثير منا. ورغم كل ما حصل ظلت الشعائر قائمة بذاتها حتى حين تكبو صهوتها ثم تنهض من جديد. وطرح الكثير من التساؤلات حول هذه الشعائر ومسيرتها وما لها وما عليها وهذه التساؤلات بحاجة إلى أجوبة واضحة وجلية وجدية وموضوعية حكيمة ورصينة . وهذه الأجوبة موجودة لدى المختصين والمعنيين بالشأن الديني. ونحن بأمس الحاجة لمن يشفع لنا بالإجابة عنها لنكون على بينة من أمرنا. ما هي طبيعة الشعائر ؟ هل هي متنوعة ؟ وإذا كانت متنوعة، ما هي أنواعها ومن كان يقيم الشعائر أويهتم بإقامتها ؟ هل كان أداؤها ذا جدوى ؟ وما الذي حققته ؟ معطياتها.. أبعادها.. إفرازاتها ؟؟ التحديات التي مرت بها ؟؟ ما مدى علاقة الشعائر بالبيئة ؟ كم أدت الشعائر من دور في تثقيف المجتمعات أو تغيير أيديولوجياتها من خلال ما يطرح من محاور وبيان لأحداث تاريخية ونصوص أدبية أو فكرية ثقافية توعوية ؟ كم هو أثر الإنحياز إلى تناول الجانب المأساوي والعاطفي في القضية الحسينية وما مدى الأثر الذي تركه اعتماد هذا الجانب ؟ ما هي المراحل التي مرت بها ؟ وما الذي واجهته هذه الشعائر من تحديات؟ لماذا مرت بأحلك الظروف وحوربت في حقب كثيرة من الطغاة والجبابرة ؟ لماذا يتوجس بعض الحكام خيفة من إقامة الشعائر على مر العصور ؟ يؤكد البعض على عدم إخضاع الشعائر الحسينية إلى صيغ التسييس فهل حقا قد خضعت الشعائر الحسينية لهذه الصيغ ؟ ومن الذي أخضعها ؟ وما هو التسييس ؟ وكيفيته ؟ يدعي البعض أن هنالك صيغ وممارسات وأساليب وتصرفات حسبت على الشعائر لكنها هي دخيلة عليها. ما هي الصيغ المقصودة بذلك التطفل أو الدخيلة على الشعائر ؟ من يحدد ذلك وكيف ؟ هل تعبر الشعائر عن الولاء الحقيقي لرسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ما مدى علاقة الشعائر بالهوية المذهبية ؟ هل حقا أتت الشعائر أكلها في بناء شخصية الفرد والمجتمع ؟ هل الإصرار على إقامة الشعائر وإحيائها يعد تعصبا أو تطرفا ؟ كم هي نسبة تأثير الشعائر على البيئة المجتمعية أو الجمع العقلي ؟ وكم للبيئة من اثر عليها ؟ هل عملية إقامة الشعائر وإحيائها تقوض التعامل مع الواقع الحضاري أو الظواهر الحضارية ؟ يزعم البعض أن هذه الشعائر ما كان لها تواجد في زمن الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم. بينما يخالف البعض هذا الرأي ويصر على وجودها في زمن الأئمة صلوات الله عليهم. إذن ما هي الحقيقة ؟ هل فعلا كان لها وجود ؟ أم لا ؟ وكيف كان يتم إقامتها وإحياؤها ؟ وهنالك أسئلة كثيرة وكثيرة لسنا بصدد طرحها الآن. إلى اللقاء في الجزء الرابع
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- البكاء على الحسين / الجزء الأخير