- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
"خُوارٌ جديدٌ".. برامجُ إلْحاديّة بطرقٍ فنيّة !! - الجزء الثالث والاخير
بقلم: عادل الموسوي
مشاهد من الحلقة الثانية..
- وما هو مكتوب ومحفوظ بهوامش التأويل وملاحظات التدوين والترتيب عند أمير المؤمنين عليه السلام خاصة..
- فهو ينتقد ويتحامل على المستنكرين لإحراق القرآن الكريم، ويرميهم بالسفاهة لحدّة إنفعالاتهم..
- أمّا أنْ يكون محمّدٌ وعليٌّ صلوات الله عليهما وآلهما قد خلقا الكون فهذا مما لا يقول به شيعي موحِّد..
في هذه الحلقة..
المحور الرابع: الخمس الممنوع
أنكر "المجدد" وجوب الخمس، وقد يظن البعض أنّ المدعو شذَّ وخرج عن سياق ما يريد إثباته من عقائد الإماميّة، وهذا غير صحيح، فإنّ إنكار الخمس هو مطابق لما يقول به المخالفون من الإنكار، كما أنّ ما أراد إثباته هو ليس من معتقدات الشيعة كما أسلفنا، وإنّما هي من المفتريات عليهم، للنيل منهم والتشنيع عليهم وعلى علمائهم.
إنّ الإستقلال المالي الذي تفرَّد به الشيعة ومرجعيتهم الدينيّة يقضُّ مضاجع المناوئين ويؤرّقهم، ولم أجد من هو أشدُّ تحاملاً على الخمس غير المدعومين بأموال العمالة..
إنّ وجوب الخمس وأصل التشريع ثابت في الكتاب والسنّة، ولا ينكره إلاّ مُتجانفاً لإثمٍ أو متحيّزاً إلى فئة، والبحث فيه مستفيض في كتب الإستدلال الفقهيّة، لا الأقوال المبعثرة في الشبكة العنكبوتية التي يرجع إليها "المجدد" المزعوم.
هذه محاور أربعة رئيسة هي من متبنيات "المجدد" المزعوم، وعلى هامشها بعض عناوين فرعية تؤدي الأغراض نفسها، وتهدف جميعها بإسلوب مميّزٍ مطوّرٍ إلى هدم الدين والوقيعة بين المسلمين، رسمها وأعد خطتها "السامريون" ونفّذها "العجل" وأصحابه.
وعلى الهامش..
- مغازلةٌ متبادلةٌ مع كيان تلك الدويلة؛
تباينت المواقف من هجوم حماس والحرب على غزة؛ بين الإشادة والتنديد أو السكوت والتحفظ، مع وجهة نظر ناقدة -غير منددة- لهجوم حماس لعدم تقدير العواقب الكارثيّة التي حلَّت بغزة، ومن بين المواقف كان لـ"المجدد" موقفاً مندداً أشاد به إعلام الكيان، وكان المنددُ منتشياً بتلك الإشادة.
لا تخفى على مدركٍ إمكانات العدو وقدراته، لكن لا يعني ذلك بحال ترك مقارعة الإحتلال والظلم بالأساليبِ المشروعة والإمكانات المتاحة، لقد كان "المجدد" ناقماً مخذِّلاً مثبِّطاً شامتاً مستهزءً، يحرّض على السكوت وعدم تحريك الساكن ولو بفتح الفم وتحريك اللسان، يعكس ذلك مدى الميول المشبوهة لديه، ويفضح إعجابه الشديد باليهود وحبه لهم، فهو يسبح بحمدهم وبقدراتهم، وبـ "أفّات" طائراتهم الـ١٦ والـ٣٥، ويعكس مدى تحامله على المسلمين والتشفّي بمآسيهم، ويهين مقدساتهم، فهو يتلذذ بشتم القدس وإهانتها بأقسى العبارات بدعوى أنّها يهودية!
تطاولٌ على العلماء وكفرٌ صريح وإهانةٌ للمقدسات الإسلاميّة!
إستهزاءٌ وتجاوزٌ على علماء الدين ومراجع التقليد المتقدمين منهم والمتأخرين، ولم يَسْلَم من لسانه السليط حتى مَنْ ألبسه العمامة، وسبٌّ وتطاولٌ على الذات الإلهيَّة ورسول الله والقرآنِ والكعبةِ ومراسم الحج ورمي الجمرات.. بحجَّة أنّها النسخة الثانية التي يعتقد بها المخالفون، وبمعنى: أنّه يسبُّ ربَّ المخالفين ورسولَهم وقرآنَهم وكعبتَهم.. وتطاولٌ أيضاً على المواكبِ والشعائرِ والتعزيّات، وتسفيهٌ لكل فعاليّاتهم الدينيّة بإعتبارها النسخة الصادرة عن الشيعة الذين لا يدينون بدينه الجديد، والتي تختلف -بحسب زعمه- عن الشعائر والمراسم الحقيقيّة الواقعيّة الصحيحة التي يمثلها هو!!
ما أودُّ الإلفات إليه أنّ الله ورسوله وسائر المقدسات التي يتطاول عليها المدعي لا تختلف ولا تتعدد في الواقع بإختلاف تصورات العباد، وما يدعيه المدعي؛ هي مجرد دعوى لإباحة السبِّ والإهانة، ووفقاً لقياس المدعي؛ يكون الإله الذي يعبده الشيعة وسائر الناس يختلف عن الإله الذي يعبده رسول الله والأئمّة صلوات الله عليه وعليهم، لقصور الجميع عن معرفته عزّ وجلّ حق معرفته، وكذلك عن معرفة رسوله ووصيه حق معرفتهما، فلا سبيل إلى تبرير سبِّ الذات المقدسة والرسول الكريم والقرآن المجيد والكعبة المشرّفة.. بحجّة أنّها غير المقصودة!!
مغالطٌ، مفترٍ كذّاب، فلو تنزّلنا وقبلنا ما يدعيه من سبٍّ لربِّ المخالفين، فهل علينا قبول سبّه لفظ الجلالة؟! فقد تطاول وسبّ الله بعين لفظه!! وسبَّ رسول الله بعين هذا اللفظ!! وقد حشا ذلك السبّ المباشر بين طيّات سبّه المعتاد أي؛ ما يسميه: "ربّ السُنّة ونبي السُنّة.."، فلو فرضنا؛ أنْ كتب المؤالف لفظ الجلالة وكتب المخالف مثلها، فهل يجوز مس لفظ الجلالة التي كتبها المخالف دون طهارة؟! بحجّة أنّ الإله الذي يعبده المؤالف غير الإله الذي يعبده المخالف؟!
إنّ المدعو البائس يتعرّض لله جلّ إسمه ولرسوله صلى الله عليه وآله، وكذلك القرآن والكعبة والمراسم والشعائر بطريقة ابليسيّة دنيئة بإشدّ عبارات الإهانة والتدنيس قساوة نيابة عن الكفّار والملحدين!!
منصّة لطرح الكفر والإلحاد بطريقة فنيّة!!
حوارٌ مميزٌ منقولٌ بالصوت والصورة مع أحد الملحدين من اليمن، كان فيه أسلوب "عجل السامري" غير معهود، فلا سُباب ولافُحش ولا بذاءة، كان يتحدث بمنتهى اللطافة والأدب، لقد كانت مسرحيّة للمناظرة بين مسلم وملحد، وفي الواقع كانت قناته في ذلك الحوار منصّة لأفكار ذلك الملحد، وهذه هي؛ خلاصة مشروع "المنتقم"، "الملحد"، "المجدد"!!
إنّ تلك المنصّة وذلك "الخُوار"؛ هي دعوى لهدم الدين بأساليب شيطانيّة ملتويّة حديثة مطوّرة، من غير الممكن أنْ تكون بإدارة فرديّة غير مدعومة من جهات معاديّة..
من المعتاد أن يكون الختام مسكاً، إلاّ أننا سنختم بالاشارة والتنويه الى:
قليلٌ من السُم!!
كان "المجدد" منشرح الصدر ومسروراً بأشدِّ ما يكون الإنشراح والسرور..
تسائل إنْ كان محاوره اليمني قد حضر "الخوار" وقد إحتسى شيئاً..
- الملحد: نعم شيئاً من نبيذ!
- "المجدد"، منتشياً، مقهقهاً: أنت سكران؟!
ويتم الحوار بأريحيّةٍ تامة..
أراد أن يرسم "صورةً لشخص حضاري منفتح"!!
سمٌّ قليلٌ آخر..
يفسح "المجددُ" المساحة في الوقت للملحد للتعبير عن أفكاره الالحاديّة، مع إفتعالات يسيرة ومداخلات تمثيليّة، وإعتراضات كاذبة، فيجعل من قناته منصّة لتصدير الكفر والإلحاد، ممزوجاً بمَسَحات مختلفة، كإن تكون عاطفيّة، إنسانيّة، فمثلاً:
يصلى الملحد على محمد وآل محمد، فيفتعل "المجدد" الدهشة، فيكرر الملحدُ مؤكداً: نحن نصلي على آل محمد ولا نصلي الصلاة البتراء!
ويضيف: أنا أسمع قراءة المصيبة على الحسين عليه السلام، لا بإعتباره مسلماً وأنّه إبن رسول الله، بل بإعتباره رجلاً ثائراً شجاعاً كـ "جيفارا"، أنا أسمع قصته بإستمرار وأبكي كثيراً، نعم!
رسمٌ لـ"صورة الإنسان المرهف المشاعر المحب لرسول الله وأهل بيته، المتأثر المتعاطف مع مصيبة المولى أبي عبد الله عليه السلام، الذي سيكون شفيعاً له يوم القيامة..".
عجباً.. لمَ لم يكفر "المجدد" بما يعتقد به ذلك الملحد!
أنه يقدّم "صورة رائعة للحسيني الملحد"!!، يرسمها "عجل السامري" بريشةٍ بلهاء.. أو خبيثة..
كان هذا أنموذجاً من مخرجات مشروع المجدد الملحد!!
انتهى..