حجم النص
بقلم:هادي جلو مرعي "إبن القندرة" ألم أقل لك لاتندق بهم؟ ماباليد حيلة ياخال، أرجوك خلصني لقد عشت أياما صعبة في معتقل الرضوانية تحت رحمة "غلوبي" وكفيه الخشنين كأنهما جناحا طائرة نفاثة. أوكي سأتدخل لنقلك الى وحدة عسكرية بعيدة عن عيون السلطة، ولاتكرر هذا ثانية ودعك من فوج الحماية الخاص المعني بحماية الرئيس القائد. كان الشاب قضى أياما صعبة في الرضوانية، ولولا لطف الله لكان إنتهى بواحدة من طرق التعذيب التي يجيدها "غلوبي" المكلف من قبل "قصي صدام حسين" بعمليات تعذيب تطال حمايات صدام وعناصر الأفواج الخاصة المخالفين، ولاعبي كرة القدم والصحفيين والمثقفين والمقربين من السلطة والعاملين في الإتحادات الفنية والرياضية واللجنة الأولمبية التي كان يتزعمها "عدي صدام حسين" وقد إنتهت الى ركام مقابل نصب الشهيد بشارع فلسطين بجانب الرصافة من بغداد. كان صديقي يطارد صديقته التي تعمل في ملهى من ملاه بغداد، ولأن شقيقتها كانت على علاقة خاصة بأحد عناصر الحماية المهمين فقد هددته بأن تعرضه لعقاب مذل في حال ظل يلاحقها بطريقته السيئة تلك، لكنه نسي تحت تأثير المسكر كل تلك المخاوف، وذهب ليطلق النار على شقتها ويهرب، وظل مطاردا حتى تدخل "أرشد ياسين" زوج شقيقة صدام الذي نبذه فيما بعد، وكان هناك نوع من التجسس على عناصر الحماية المخالفين خاصة الذين تعودوا السهر والسكر في ملاهي العاصمة، لجأ صديقي الى أرشد الذي طلب إليه مرافقته الى الملهى، ووجدوا عنصر الحماية المهم جدا وهو تحت تأثير الخمر، وقد وضع مسدسه على الطاولة فقبض عليه وأرسله الى " غلوبي" الذي لايتردد في تعذيب أي شخصية مهما كانت المنزلة التي عليها فهو مأمور من قصي شخصيا. لم يكن النظام يتهاون مع عناصر حماية كبار المسؤولين حين يخالفون... مايزال يتذكر تلك اللحظات حين كان في معتقل الرضوانية حيث أدخل عدد من المواطنين مكبلين، وتظهر عليهم علامات الذل على"غلوبي" الذي وضعهم في مكان وأطلق عليهم كلابا جائعة، وهو يصيح، هولاء يريدون أن يسقطوا النظام، وبرغم إنه لم يتناول الطعام منذ ثلاثة أيام إلا إنه فوجئ بكم القيئ الذي تداعى من فهمه على الأرض وهو يرى الكلاب تنهش في لحوم المعذبين، وحتى إستحق من خاله أن يقول، إبن القندرة ألم أقل لك أن لاتندق بهولاء. أحدهم قيد من قبل "غلوبي" وأوقف تحت صنبور ماء تنزل منه قطرات على الرأس فتحدث في الدماغ مايتسبب مع الوقت بإنهيار عصبي وخدر ونوع من الخبال وقد ينتهي بالموت، لكن أخطر من ذلك هو القتل بالتيزاب الذي ينزل من أعلى على الرأس والجسد فيذيبه فلا يبقى سوى العظام! ماذكرني بغلوبي، هو حديث صديق معي عن ذكريات مرة عاشها في تلك الفترة، ولاأعلم أين ذهب غلوبي الذي لم يسلم من شروره لاعبو كرة القدم، وبقية الرياضيين والصحفيين والفنانين والأدباء طيلة تسعينيات القرن الماضي. لاتظلم فنهاية الظلم سيئة، ولاأعرف لماذا يستمر البعض في الظلم حتى مع كم العبر التي نعيشها ونتجرع مراراتها كل يوم؟ لاأعرف.
أقرأ ايضاً
- حكايات أبو طُبر.. صناعة الأزمة.. وطوابير الوقود في العراق !!
- حكاية ريان وحكاياتنا
- من النجف إلى طهران ...حكايات