حجم النص
بقلم:فالح حسون الدراجي هل أنا متحيز للإعلامي الوسيم أمير علي الحسون؟ فيجيب قلبي قبل أن يجيب لساني: نعم أنا متحيز له جداً.. أما لماذا أتحيز، وأنا الذي يفترض به أن يكون محايداً؟ فأقول: أتحيز لهذا الرجل لأسباب عديدة، ولكن قبل ذلك أود أن أصحح معلومة يتداولها الكثيرون خطأ.. وهي المطالبة بحيادية الإعلام.. وعدم تحيز الإعلامي الآن.. وهو كلام غير صحيح!! فهذا المفهوم يمكن أن يرهم في الخمسينيات، أو الستينيات، أو حتى السبعينيات من القرن الماضي.. أي عندما كان الناس يتركون أبواب بيوتهم بلا أقفال ويمضون للسينما، أو المسرح، أو بارك السعدون.. أو يمضون للنزهة في أبي النؤاس، أو التبضع من شارع الرشيد، أو التزاور في المحلات والبيوت حتى ساعات متأخرة من الليل، وقلوبهم مطمئنة الى إنهم سيعودون لبيوتهم ويجدونها سليمة كما كانت.. وطبعاً سيجدونها سليمة فعلاً.. أما الآن وقد وصل الأمر، بأن يقوم الداعشي محمد عمران حمدان الدليمي، بتنفيذ عملية إغتيال شقيقه (الصحوچي) سعيد عمران حمدان الدليمي بيديه (الكريمتين) لأن الوالي طلب منه ذلك، تنفيذاً لشريعة (الله)، بقطع رؤوس المرتدين، فهذا أمر لاعلاقة له بالتحيز والإنحياز، ولا حتى بدول عدم الإنحياز.. وسيكون الحق كل الحق لمن يطالبني بالحياد والحيادية، لو كنا في بيئة خالية من فايروسات الطائفية، أي قبل أن تأتي الوهابية الوسخة، وقبل أن يأتي تنظيم داعش الى الدنيا بسيوف مجرميه، وسكاكينهم، ومفخخاتهم وقيمهم البالية، وأفكارهم المنحدرة.. وقبل أن يولد أبو بكر البغدادي، ويولد أبو نعال المصلاوي، والحجازي، واليمني، أو أي طرطور من طراطيرهم!! وسيطبق هذا القانون الرائع عندما يملك الصحفي والإعلامي ضميراً وطنياً ومهنياً أبيض، مثلما كان ضمير الصحفي في زمن عبد الكريم قاسم الحلو، فلا يخون وطنه على فراش (الجزيرة) ولايبع أهله وناسه لسماسرة (العربية)، ولا يصطف مع القتلة، والمجرمين، والبعثيين، والوهابيين. أما الآن وحيث بات البيع بالدولار، والذبح على الهوية، والسلخ وفق أبجدية الأسماء.. فقطع الرؤوس مثلاً هو من حصة إسم (عبد الزهرة) ومشتقاته الشيعية. وهكذا يتم التعامل مع الأشياء الأخرى لذا فإن الحياد في مثل هذه البيئة (الوطنية جداً)، وهذه الأحوال يصبح مثل حياد حسنة ملص، أو صبحة ملص لا فرق..!! لذا فإني أعلنها أمامكم بصراحة، وأقول: انا متحيز جداً للإعلامي أمير علي الحسون.. واليكم الأسباب: أولاً.. أن هذا (الأمير) عراقي من الوريد الى الوريد.. فهو من عائلة وطنية عراقية لا يجرؤ أحد على المس بحرف واحد من حروف وطنيتها، والإخوة الطيبون أمير وسمير وحسين وغيرهم، مشروع شهادة وطنية يمشي على قدمين في شارع الإستشهاد. وثانياً.. أن الأمير الحسون، شجاع ولا يخاف أحداً في قول الحق مهما كان، فهو لا يرتد عن مسيرة الحق، ولا يجامل فيه قط.. وثالث الأسباب.. أن أمير الحسون، حسيني حتى النخاع.. وإذا ما رأيته يوماً قد غادر هذا الحب والوجد الحسيني، فإعلم أن ثمة خللاً قد حصل في التأريخ، وإن إنعطافاً وإنحرافاً خطيراً جرى في الكون. والسبب الرابع الذي يجعلني متحيزاً لهذا الفتى الوسيم.. هو أن الرجل لم يبدل جلده، أو يغير ثوبه، أو يستبدل لغته، مهما تغيرت الكراسي، وتداخلت المواقع. والسبب الخامس.. إني أنحاز لهذا الحسون، لأني أرى منذ فترة ليست بالقصيرة حملة إعلامية معادية، تشتد ضده بين فترة وأخرى، وأغلب فرسان هذه الحملة ينطلقون في التشهير به من مواقع الوهابية، وينشطون على تسقيطه من على الصفحات البعثية. ختاماً أقول.. إن أمير الحسون مدير عام العلاقات والإعلام في وزارة البيئة، وأحد من أهم الأشخاص المدافعين عن نظافة البيئة، والنظيف شكلاً ومضموناً، هو أبن عائلة (الحسون)، إسم ذلك الطائر الكوني الجميل، الذي يسعدني أن أكون واحداً من الذين يحملون إسمه. توضيح للوهابية والبعثية.. يابه ترى آني مو أخو امير الحسون..ها؟
أقرأ ايضاً
- التسرب من التعليم
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية