حجم النص
بقلم:احمد شرار اجواء يعيشها الانسان في حزن كبير, ومشاعر مليئة بالعواطف ,تجاه المحبوب والمعشوق في رحلة المسير من ابعد نقطة عن كربلاء وصولا اليها, وهو يتعلم الدروس تلو الدروس من يوم عاشوراء ويطبقها من خلال معايشته لاكثر من عشرين يوميا في ابعد طريق يؤدي لسيد الشهداء عليه السلام. انطلقتُ في الثامن والعشرين من محرم الحرام لازاول عملي الاعلامي مع زملائي لمحافظة البصرة ,وانا انقل صورة ومشاعر الحشود المتجه صوب كربلاء في مسيرة العشق والذوبان في الحب, لقاءاتي كانت متنوعة مختلفة بين من هو عربي واجنبي ,اتنقل بين ان اتكلم مع امرأة عمرها تجاوز السبعين ,وشيخ تجاوز الثمانين ,وطفل ما زال لا يستطيع المسير ,وشاب ترك خطيبته ان لم يكن جاء بها , ورجل صابه العوق في جسمه ,لكن لم يصبه العوق في حبه للحسين عليه السلام ,التقيت باناس جلسوا خارج بيوتهم كي يدخلوا اكثر عدد من الزوار, التقيت بخادم لا يمتلك مالا ولا بيتا كي يؤوي به الزوار فصار يقف فوق رأس احد الزائرين كي يضلل له من حرارة الشمس ,وتحدثت ايضا مع رجال ونساء قدموا من خارج البلاد متحملين مايفعلوه الموظفين في حدود الدول المجاورة ,(لا تقل عبد الحسين قل حسين) حتى اختم جوازك ,مالكم والذهاب الى العراق كفى فالشبكة قد قطعت, او اني تعبت ولم احتمل, لكنهم تعلموا من الحسين الصبر والتحمل ,جمعني هذا الطريق باناس يعرفون بانه طريق الموت, وفي اي لحظة من الممكن ان ينفجر شئ في هذا الطريق, وبالتالي سيلاقي ربه في طريق الحسين,تكلمت مع طفلة استشهد ابوها في السنة السابقة لكنه اوصها بمواصلة المسير في كل عام وها هي تكمل ما اورثها ابوها ,التقيت باناس تعرضوا لعمل ارهابي فاستشهد بعض وجرح بعض وبقي بعض اخر نقلوا الجرحى الى المستشفيات ودفنوا الموتى عند امير المؤمنين علي عليه السلام وعادوا كي يكملوا المسير الى كربلاء , رأيت وسمعت باشياء لو اني لم اعيشها لما صدقتها ففي مسيرة الاربعين صوب الحسين في كل لحظة يولد موضوع ,وتتجسد فكرة ,ونتعلم درسا ,طريق على طول مسافته ,حافلا بالعبر والدروس والمواقف الشجاعة النبيلة ,فدائمآ ما اقول سبحان رب الحسين الذي جعل منه شخصا بهذه العظمة سيدي فمن اجلك خلقت وبخدمتك سابقى ومنك اتعلم ان اعيش حرا كريما صابرا فانا منك واليك يا قبلتي...
أقرأ ايضاً
- الإعداد الروحي.. سَعي الإنسان وكدحه في إعداده روحياً ـ الجزء الرابع عشر والاخير
- الإعداد الروحي.. الأخلاق وأثرها في الجانب الروحي ـ الجزء الثالث عشر
- الإعداد الروحي.. تنمية العمل الصالح للجانب الروحي ـ الجزء الثاني عشر