- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تعاقدات الاندية ... ولوائح الاتحاد
حجم النص
بقلم / مسلم الركابي
بعد ان اسدل الستار على مشاهد اطول دوري في العالم , وبعد ان القت الفرق المتبارية في الدوري العراقي عدتها وخلدت الى استراحة مؤقتة وقصيرة , بدأت انديتنا حملاتها الواسعة للحصول على افضل فرص التعاقدات والانتقالات مع اللاعبين والمدربين في صراع محموم ارتفعت شدته شيئاً فشيئاً مع اقتراب بدء الموسم الكروي الجديد , فقد اصبحنا نسمع ونقرأ عن تعاقدات فلكية وارقام خيالية للاعبين والمدربين , ومن المفارقة الكبيرة والغريبة بنفس الوقت هي ان نشاهد نادي كروي كاد يهبط الى دوري المظاليم لولا قدرة (قادر) وقادر هذا ليس هو قادر بيك , هذا النادي يتحدث مكتبه الاعلامي اليوم عن تعاقدات مع لاعبين (سوبر) ونجوم بمبالغ خيالية بعد ان كان هذا المكتب الاعلامي نفسه يتحدث الى وقت قريب عن فقر الحال وشظف العيش والذي يعاني منه النادي والذي جعل العديد من لاعبيه يشكون حالهم لاتحاد الكرة جراء تنصل ادارة النادي عن الايفاء بالتزاماتها اتجاههم , ترى كيف تبدل الحال , سبحان مغير الاحوال , وخارطة التعاقدات وارقامها الفلكية جعلت اللاعبون يفكرون الف مرة قبل التعاقد مع اي نادي , فمبالغ التعاقدات يسيل لها اللعاب اضافة الى توفير امور اخرى من سكن ووسائل ترفيهية اخرى , كل تلك الامور جعلت اللاعبون مادة سهلة وطيعة بيد السماسرة والذين يعيشون هذه الايام موسماً ذهبياً , فقد لاحظنا ان العديد من ادارات انديتنا تكاد تفتقر الى الاحترافية الصحيحة في التعامل مع اللاعب او المدرب وهذه هي المشكلة الرئيسية والتي تواجه الجميع في النظام الاحترافي فقد شاهدنا العديد من ادارات الاندية تتنصل بسهولة مخجلة عن التزاماتها مع اللاعبين المحترفين الاجانب وهذا ماحصل مع ادارتي ناديي النجف والطلبة فقد شاهد الجميع اللاعبون الافارقة الذين عبروا عن سخطهم وانزعاجهم من طريقة تعامل ادارة ناديي النجف والطلبة مما عكس صورة سيءة جداً للنظام الاحترافي في العراق ( اذا سلمنا ان هناك نظام احترافي في البلد ) . لنترك الاندية وتعاقداتها ونتجه صوب اتحاد الكرة والذي يعكف هذه الايام على اعداد لوائح مسابقة الدوري الممتاز للموسم المقبل والذي سيكون بلاشك اقوى من الدوري المنصرم خاصة بعد ان استقر عدد الاندية المشاركة على (16) نادياً وهذا الرقم نعتقد انه مثالياً بالنسبة لمسابقة الدوري في العراق , ومن هنا نقول ان لدى لجنة المسابقات باتحاد الكرة الوقت الكافي الى حد ما لاعداد لوائح واضحة وشفافة وصريحة لوائح لا تقبل التأويل او التفسير المتعدد الوجوه لوائح لا تحابي احدأ وتقف على مسافة واحدة من جميع الفرق المشاركة بالدوري , لوائح يعدها أناس متخصصون بأمور المسابقات ولهم خبرة كبيرة تشفع لهم بذلك , حيث كنا نتمنى على اتحاد الكرة ان يعي الدرس جيداً ويستفيد من اخطاء الماضي بحيث يجعل اعضاءه بعيدين جداً عن لجانه العاملة والمهمة وبالاخص لجنة المسابقات فوجود اعضاء الاتحاد في لجنة المسبقات كثيرا ما عرضها للشبهات والاتهامات خاصة اذا ما عرفنا ان الملا عبد الخالق ممثل نادي اربيل هو رئيس لجنة المسابقات وان علي جبار ممثل نادي نفط ميسان نائبا له , وكلا الناديين يلعبان في الدوري الممتاز , وانطلاقاً من قول الرسول الاكرم محمد (ص) ( رحم الله امرءاً جبّ الغيبة عن نفسه) , ندعو اتحاد الكرة بابعاد اعضاءه عن هكذا لجان لكي تسير امور الدوري بشكل سلس بعيداً عن الشبهات والاتهامات , لقد اصبح الوقت ملائماً جداً لاتحاد الكرة فيما لو كان صادقاً في التعامل والعمل مع هيئته العامة بان يعقد اتحاد الكرة اجتماعاً موسعاً لهيئته العامة والتي بقيت طيلة الفترة السابقة غائبة كلياً عن المشهد الكروي وتداعياته , فرغم الهزات العنيفة والتي تعرض لها اتحاد الكرة ورغم الاخفاقة الكبرى والتي تجسدت بخروجنا المذل من مونديال البرازيل , ومعمعة التعاقد مع زيكو وقضية بتروفيتش اضافة الى مشاكل (وطلايب) الدوري , كل هذه الامور وغيرها الكثير لم نر للهيئة العامة اي دور يذكر ويبدو انها غائبة او مغيبة ولسان حالها يقول انا ( لا ارى لا اسمع لا اتكلم ) .ترى مالذي سيخسره اتحاد الكرة لو انه عقد اجتماعا موسعا لهيئته العامة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وطرح كل هذه الامور , انها الشفافية بالعمل والتي كثيراً ما تبجح بها ناجح حمود , لكننا نشاهد العكس من ذلك تماما فكل قرارات اتحاد الكرة تصنع بغرف مغلقة وتلك هي حقيقة سياسة اتحاد الكرة والذي يتعمد الغموض واخفاء الحقائق عن الاعلام الرياضي على وجه الخصوص حيث نشاهد التصريحات المتناقضة لاعضاء الاتحاد حتى اننا شعرنا بان هناك اكثر من ناطق رسمي للاتحاد ونحن لا نعرف اين تكمن الحقيقة ؟؟؟ .انها فرصة ذهبية لاتحاد الكرة بان يعيد الهيبة لهيئته العامة من خلال اجتماع موسع يمكن ان يصحح من خلاله مسيرة عمله من خلال تشكيل لجان جديدة تستقطب الكفاءات الخبيرة والنزيهة من خارج كابينة الاتحاد لضمان العدالة والنزاهة والشفافية التي سمعنا بها دون ان نراها .
[email protected]