مر الشعب العراقي خلال تشكيل الحكومة بأزمة حقيقية وظروف صعبة وقاسية قدم فيها دماء وأموال ومعانات فداءً لحكومته المرتقبة ولم تكن تلك القرابين هي وليدة تلك الفترة الزمنية فحسب بل أن الشعب العراقي كان مشاريع فداء لحكوماته التي مرت علية طوال الحقب الزمنية السابقة من اجل أن يصنع دولته المستقرة التي ينعم فيها الجميع بالخير والأمن والأمان ولكن في كل مرحلة تنقلب تلك القرابين الى وبال على عليهم لتفسر على أنها ضعف وخنوع من قبل الشعب وتستغلها الحكومات الدكتاتورية التصنع حكومة مستبدة ومفترسة تأكل أبناءها .
وها نحن اليوم نمر بتجربة دولة فتية يبدأ فيها العد التنازلي لإنهاء تشكيل حكومتها حيث من المفترض أن يتم إعلانها بصورة كاملة لكافة الوزراء دون استثناء من اجل ان تباشر بعملها وبذلك تتكلل مساعي جميع أبناء الشعب العراقي بالنجاح بعد معانات طويلة فترى إن الفرح والابتهاج والأمل أصبح يحدو الجميع بتشكيل الحكومة الجديدة .
وهناك تبرز نقطة محورية لم يستوعب مفرداتها الجميع هي إن ما يبتغيه العراقيون وينشدوه من تشكيل الحكومة أن تكون وسيله لبلوغ الهدف لذي يسعون أليه وهو الدولة القوية المستقرة التي تحترم وتكرم أبنائها وتوفر لهم الأمن و الأمان والعدل و المساواة والحرية والعيش الكريم لكن الساسة تمكنوا من تحويل تشكيل الحكومة من وسيلة لبلوغ الهدف إلى هدف ينشده العراقيون من خلال خلق أزمات و تناحرات و محاصصة وكأن العراق هو ورث لكتلة أو حزب معين
فكثيرة هي الحكومات التي حكمت العراق لكن اغلبها لم تستطيع ان تلبي الطموح العراقي الذي ينشده أبناءه
فهل هل يا ترى إن حكومة الأزمة التي تم إعلان تشكيلتها تساوي أزمة الحكومة؟! و بصيغة أوضح هل هي بمستوى معانات العراقيين (تجبر الخاطر و تفلج الصدر ) ؟! وهنا تكون الحسرة و أللوعة الحقيقية لأبناء الشعب عند ما تسير حكومتهم المعلنة عكس ما يصبون ويتطلعون أليه . ولعل هذه النظرة تشاؤمية يستهجنا القارئ وأنا أوافقه الرأي في هذا المحل من باب (تفاءلوا بالخير تجدوه ) وإعطائهم الفرصة الكافية لكي ننصفهم بالحكم .
أقرأ ايضاً
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر
- لماذا تصمت الحكومة أمام عقود أندية دوري "لاليغا" ؟
- ما هكذا تُورَدُ الإبلُ يا حكومة السوداني