في مقالتي الاخيرة عن عاشوراء، ذكرت القول الماثور الذي ينص على ان (الاسلام حسيني البقاء) والذي يعني ان روح الحسين السبط عليه السلام واهل بيته واصحابه التي ازهقها الطاغية يزيد بن معاوية ونظامه السياسي الفاسد، وان دمه الطاهر الذي اريق في كربلاء في يوم عاشوراء من عام 61 للهجرة، هو الذي حفظ الاسلام كدين سماوي من الانحراف، وهو الذي صان القيم الانسانية النبيلة التي جاء بها رسول الله (ص) الى البشرية جمعاء من التحريف والالغاء والتشويه.
قلت هذا، فكتب لي احد القراء الكرام يسالني عن الدليل على ذلك، ما اثار عندي فضول البحث والتحقيق لاثبات هذه المقولة، فكانت النتائج التي توصلت اليها مادة المحاضرة التي القيتها ليلة الاحد الماضي (12\12\2010) في مركز الامام المهدي (عج) التعليمي في منطقة العاصمة الاميريكة واشنطن الكبرى، ضمن برنامج محرم الحرام الذي اقيم هناك باشراف الملتقى العراقي ــ الاميركي.
في البدء يجب ان نتذكر بان الاسلام منظومة من القيم الانسانية والحضارية التي لا غنى للبشرية عنها، ولذلك، فليس اعتباطا ان قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم {اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا اسالكم عليه اجرا ان هو الا ذكرى للعالمين} وفي اخرى يصف فيها بعثة الرسول الكريم (ص) {وما ارسلناك الا رحمة للعالمين} و {ان هو الا ذكر للعالمين} والذي يعني ان الاسلام لكل الناس ولكل الازمنة، وان رسالته خالدة ما بقي الدهر.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، فاننا اذا اردنا ان نصل الى النتيجة الصحيحة في بحثنا عن حقيقة القول الماثور الآنف الذكر، فان افضل طريقة لتحقيق ذلك هو الاسلوب الاكاديمي الذي يعتمد مبدا المقارنة التي تفضي الى المفاضلة العقلية والمنطقية، والتي لا يختلف عليها احد الا اذا كان معاندا او متعصبا.
ان مادة البحث في هذا المقال ترتكز على المقارنة بين منهجين متناقضين في المجتمع المسلم ابان الفترة الزمنية الممتدة من خلافة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ولحين استشهاد السبط ابن بنت رسول الله (ص) الامام الحسين بن علي عليهما السلام، لان كربلاء تمثل، برايي، نهاية مطاف مرحلة زمنية من هذا التناقض بين المنهجين، وبداية مطاف آخر امتد الى الان، بل والى يوم يبعثون، فعاشوراء، حسب فهمي، مائز بين منهجين، وفاصل بين زمنين.
شئ مهم آخر يجب ان نتذكره ونحن نبحث في الموضوع، الا وهو اننا اذا اردنا ان نثبت صحة القول الماثور علينا ان نعرف الظروف التي حكمت الواقع آنئذ، والتي دفعت بطاغية ارعن سكير كيزيد بن معاوية ان يرتكب واحدة من ابشع الجرائم ضد الانسانية وضد الاسلام، بقتله الحسين السبط ابن بنت رسول الله (ص) وبتلك الطريقة المفجعة التي لازالت تمثل العار الاموي في جبين التاريخ، والتي حتمت على الحسين السبط، من جانب آخر، ان يقدم على واحدة من اعظم التضحيات في تاريخ البشرية، والتي انتهت باستشهاده واهل بيته وصحبه الميامين بتراجيديا ليس لها مثيل.
لنغوص، اذن، في صلب الموضوع، من خلال البحث في القيم الحضارية التي اعتمدها الاسلام، والمقارنة بين المنهجين المتناقضين؛
اولا: لقد اعتمد الاسلام (الشورى) كمبدا في الحكم، والتي تعني رفض كل اشكال النزو بالغصب على السلطة، على قواعد الحرية والمساواة والشراكة، ولقد قال تعالى في محكم كتابه الكريم {وامرهم شورى بينهم} كما قال تعالى {وشاورهم في الامر}.
وعلى الرغم من ان المسلمين انقسموا الى مدرستين، بعد وفاة رسول الله (ص) الاولى التي تسمى بمدرسة الامامة، والتي تعتمد الشورى بعد النص في نظرية الحكم، من خلال نظرية البيعة آنذاك، والثانية التي تسمى بمدرسة الخلافة والتي من المفترض انها تعتمد كذلك فكرة الشورى هي الاخرى، على الرغم من هذا الانقسام، الا انهم جميعا اعتمدوا مبدا الشورى كطريقة لاختيار الحاكم الاعلى في الدولة، ولهذا السبب فان الخلفاء الاربعة الذين يطلق المسلمون على عهدهم صفة (عهد الخلفاء الراشدين) تسنموا السلطة بالشورى، بغض النظر عن الملاحظات التي تؤخذ على اجتماع السقيفة الذي انتج شورى (غير سليمة) الا انهم بالمجموع حكموا بمبدا الشورى وليس باي مبدا آخر، كالتوريث مثلا او التمكن من السلطة بالقوة العسكرية وما شابهها.
الى هذه الفلسفة يشير امير المؤمنين عليه السلام في رده على رسالة من معاوية {انه بايعني القوم الذين بايعوا ابا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد ان يختار، ولا للغائب ان يرد، وانما الشورى للمهاجرين والانصار، فان اجتمعوا على رجل وسموه اماما كان ذلك لله رضى، فان خرج عن امرهم خارج بطعن او بدعة ردوه الى ما خرج منه، فان ابى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى}.
ان الشورى، من وجهة نظر الاسلام، مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحرية وحق الاختيار، وتاليا بكرامة الانسان التي قال عنها الله تعالى {ولقد كرمنا بني آدم} ولذلك لا يرى الاسلام اية امكانية في فصل هذه القيم بعضها عن البعض الاخر ابدا، فمثلا، فان الانسان الذي تسلب منه السلطات الحاكمة حقه في المشاركة في اختيار الحاكم انما هو مسلوب الحرية، وان الانسان الذي تسحق السلطات الحاكمة حريته انما هو انسان بلا كرامة، وهكذا، ولذلك نرى ان الاسلام اكد على هذه المنظومة من القيم المترابطة بعدد كبير من الايات المحكمات، منها قوله عز وجل {لا اكراه في الدين} و {فذكر انما انت مذكر* لست عليهم بمسيطر} اما امير المؤمنين عليه السلام فلقد قال اكثر من مرة، مشيرا الى احترامه لخيارات الناس وحريتهم في القبول او الرفض وكرامتهم {وليس لي ان احملكم على ما تكرهون} فيما وصف بيعته بقوله {ودعوت الناس الى بيعتي، فمن بايعني قبلته ومن ابى تركته} ولهذا السبب لم يسجل لنا التاريخ ابدا ان امير المؤمنين عليه السلام اجبر احد على البيعة او انه سجن احد لانه رفض ان يعطيه البيعة، ابدا.
هذا في منهج القران الكريم، مدرسة اهل البيت عليهم السلام، اما في المقابل، فنقرا السحق المنظم للحريات والاهدار التام للكرامات والمصاردة اللامتناهية لحق الاختيار، فمثلا:
وقف يزيد بن المقفع ذات مرة خطيبا في مجلس معاوية وبحضور الخدم والحشم والوزراء قائلا {امير المؤمنين هذا، واشار الى معاوية، فان هلك فهذا، واشار الى ابنه يزيد، فمن ابى فهذا، مشيرا الى سيفه الذي جرده من غمده} فقال له معاوية {اجلس فانك سيد الخطباء} في اشارة منه الى موافقته على مثل هذا النوع من المنهج والطريقة في فرض الحاكم على الرعية.
ان هذا المنهج كفر بالشورى ففرض الحاكم على الناس فرضا من غير مشورة وبلا تفويض منهم، فخيرهم بين حز الرقاب او البيعة، وبين هدم الدور على رؤوس اصحابها او الطاعة.
لقد استدعى معاوية بسر بن ارطأة، ووجهه الى الحجاز، وقال له:
(لا تنزل على بلد اهله على طاعة علي الا بسطت عليهم لسانك حتى يروا انهم لا نجاء لهم وانك محيط بهم، ثم اكفف عنهم وادعهم الى البيعة لي فمن ابى فاقتله، واقتل شيعة علي حيث كانوا).
وعندما راح معاوية يجول في البلدان لاخذ (البيعة) من الناس وباي طريقة من الطرق، لابنه يزيد، وصل الى مكة فاجتمع بالناس فخطب فيهم لاقناع الناس بخلافة يزيد:
(اعذر من انذر، اني كنت اخطب فيكم فيقوم الي القائم منكم فيكذبني على رؤوس الناس، فاقسم بالله لان رد علي احدكم كلمة في مقامي هذا، لا ترجع اليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف الى راسه، فلا يبقين رجل الا على نفسه).
اما كتاب يزيد الى واليه على المدينة الوليد بن عتبة، بعيد هلاك معاوية مباشرة فقد نص على ما يلي (اما بعد، فخذ حسينا وعبدالله بن عمر وابن الزبير بالبيعة اخذا ليس فيه رخصة، حتى يبايعوا، وفي نسخة، فان ابوا فاقتلهم، والسلام) والى هذا المعنى اشار الامام الحسين السبط عليه السلام بقوله {الا وان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة} لان الامام يعتبر ان اعطاء البيعة مكرها لحاكم غير مرغوب فيه بكل المقاييس يتناقض ومبدا العزة والكرامة، لان ذلك يصادر حرية الانسان، خاصة حريته في الاختيار.
كما ان هذا النهج ربط بشكل واضح بين اجبار الناس على البيعة الصورية وبين الذلة التي ساموها الرعية عمدا، ولقد صور احدهم، وهو الوليد بن يزيد الاموي، هذا الترابط في مجموع هذه المفاهيم الخطيرة بقوله:
فدع عنك ادكارك آل سعدى فنحن الاكثرون حصى ومالا
ونحن المالكون الناس قسرا نسومهم المذلة والنكـالا
ونوردهم حياض الخسف ذلا وما نالوهم الا خبالا
ثانيا: ان فلسفة الاسلام تقوم على اساس مبدا الاصلاح، والذي هو ضد الفساد او الافساد، اصلاح الانسان والعائلة والمجتمع والارض والبيئة والاقتصاد وقبل كل ذلك النظام السياسي الحاكم، على اعتبار ان صلاح الاخير حجر الزاوية في عملية الاصلاح الشاملة، والى هذا المعنى اشارت الاية الكريمة {قال يا قوم ارايتم ان كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب} وقوله {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة واتممناها بعشر فتم ميقات ربه اربعين ليلة وقال موسى لاخيه هارون اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين} وقوله عز وجل {انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون}.
وامتدادا لهذا النهج القراني، رسم امير المؤمنين عليه السلام خطه الذي كان يعلمه ويكرره لعماله بعد ان جسده مشروعا على ارض الواقع، فلخص في عهده الى مالك الاشتر لما ولاه مصر فلسفة السلطة والهدف منها بقوله {جباية خراجها وجهاد عدوها واستصلاح اهلها وعمارة بلادها}.
ثم يفصل مبدا الاصلاح في نصوص العهد بقوله عليه السلام:
{وتفقد امر الخراج بما يصلح اهله....وليكن نظرك في عمارة الارض ابلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لان ذلك لا يدرك الا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة اخرب البلاد، واهلك العباد} ثم {اياك والدماء وسفكها بغير حلها} و {ثم تفقد اعمالهم، العمال، وابعث العيون من اهل الصدق والوفاء عليهم، فان تعاهدك في السر لامورهم حدوة لهم على استعمال الامانة والرفق بالرعية} و {اشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم اكلهم، فانهم صنفان: اما اخ لك في الدين، او نظير لك في الخلق} اما في وصيته لابنه الامام الحسن السبط عليه السلام فيقول {احبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب ان تظلم، ولا يكونن اخوك على الاساءة اقوى منك على الاحسان}.
وعلى ذات النهج سار ابنه حفيد رسول الله (ص) الحسين السبط عليه السلام فقال في وصيته التي تركها في المدينة عند اخيه محمد بن الحنفية {اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي}.
في المقابل، تعالوا نقرا بعض تفاصيل النهج المناقض لهذا النهج والذي بدا وللاسف الشديد في عهد الخليفة الثالث، والذي قال عنه امير المؤمنين عليه السلام {استاثر فاساء الاثرة} ثم اضاف عليه السلام {وقام معه بنو امية يخضمون مال الله خضمة الابل نبتة الربيع} فنرى ان الخليفة الثالث كان يرد اذا عوتب على التبذير بقوله (الارض لله وانا خليفة الله فما آخذ من الله فهو لي وما تركته منه كان جائزا لي).
ثم استمر وتراكم هذا النهج على يد معاوية بن ابي سفيان الذي كان يقول لعماله (فاقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رايك، وانهب اموال من اصبت له مالا ممن لم يكن له دخل في طاعتنا).
ولقد سعى اصحاب هذا النهج المنحرف الى ان يقضوا على اية معارضة قد تضطرهم الى تغيير مساراتهم، او تفضح اساليب نهجهم ووسائله والاعيبه، ولذلك فعندما ضاق الخليفة الثالث ذرعا بمعارضة الصحابي الجليل ابا ذر الغفاري واحتجاجاته المتكررة على الاخطاء التي كانت ترتكبها السلطات الحاكمة وجلاوزة السلطان، قال لمستشاريه (اشيروا علي في هذا الكذاب، يعني ابا ذر الذي قال عنه رسول الله (ص) {ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من ابي ذر} اما ان اضربه او احبسه او اقتله) اما بشان الصحابي الجليل والعظيم عمار بن ياسر فلقد اشار عليه احد مستشاريه وهو مروان بن الحكم عندما ساله عن رايه في الطريقة المثلى للتعامل مع احتجاجات عمار قال (يا امير المؤمنين، ان هذا العبد، يعني عمارا الذي قال عنه رسول الله (ص) {اذا اختلف الناس كان عمار مع الحق} قد الب عليك الناس وانك ان قتلته نكلت به من وراءه) وكل ذلك لان الخلافة، برايي اصحاب هذا النهج، ملك عضوض وقميص قمصه الله اصحابه، ولقد عبر مروان بن الحكم عما في دواخلهم بقوله لمن حاصروا بيت الخليفة الثالث (ما شانكم قد اجتمعتم كانكم جئتم لنهب، شاهت الوجوه، أتريدون ان تنزعوا ملكنا من ايدينا؟ اغربوا عنا، والله ان رمتونا لنمرن عليكم ماحلا ولنحلن بكم ما لا يسركم، ارجعوا الى منازلكم، فانا والله غير مغلوبين على ما في ايدينا) فيما قال آخر، وهو يزيد بن معاوية، بعد ان ظفر براس الامام الحسين سبط رسول الله (ص) بعد واقعة كربلاء الاليمة:
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
في جزم صريح بكفره بالرسالة التي اوحاها رب العزة الى نبيه الكريم، وان الامر كله لا يعدو اكثر من ملك فحسب.
كما ان زعماء هذا النهج كانوا يسعون الى ابعاد المعارضة عن عاصمة الخلافة ما امكنهم الى ذلك من سبيل، من اجل ابعاد تهديدها وخطرها على السلطة الظالمة، وما قصة نفي الصحابي الجليل ابا ذر الغفاري عن المدينة الى صحراء الربذة الا دليل واحد من ادلة كثيرة، ولقد اشار عبد الله بن عمار على عثمان مرة بهذه الخطة، عندما استشار الاخير بطانته بشان المعارضة التي كانت تتنامى يوما بعد آخر، فقال له:
رايي يا امير المؤمنين ان تامرهم بجهاد يشغلهم عنك وان تجمرهم في المغازي حتى يذلوا لك فلا يكون همة احدهم الا نفسه وما هو فيه من دبرة دابته وقمل فروه، فرد عثمان عماله على اعمالهم وامرهم بالتضييق على من قبلهم وامرهم بتجمير الناس في البعوث وعزم على تحريم اعطياتهم ليطيعوه ويحتاجوا اليه.
وتراكم الفساد في الامة الى درجة كبيرة، صوره الحوار التالي الذي جرى بين عبيدة بن هلال اليشكري الذي التقى يوما ابو حرابة التميمي، فقال عبيدة: يا ابا حرابة، اني اسالك عن اشياء افتصدقني عنها في الجواب؟ قال: نعم، قال عبيدة: ما تقولون في ائمتكم؟ (الامويين) قال ابو حرابة: يبيحون الدم الحرام، قال: فكيف فعلهم في المال؟ قال: يجبونه من غير حله وينفقونه في غير وجهه، قال عبيدة: فكيف فعلهم في اليتيم؟ قال ابو حرابة: يظلمونه ماله ويمنعونه حقه وينكحون امه، قال: ويحك يا ابا حرابة، امثل هؤلاء يتبع؟ قال: قد اجبتك فاسمع ودع عتابي.
اما ابو حمزة الخارجي الذي طرد الحكام الامويين من المدينة، فوصفهم بقوله:
الا ترون الى خلافة الله وامامة المسلمين كيف اضيعت حتى تداولها بنو مروان فاكلوا مال الله اكلا وتلعبوا بدين الله لعبا واتخذوا عباد الله عبيدا يورث الاكبر منهم ذلك الاصغر، لقد ملكوا الامر وتسلطوا فيه تسلط ربوبية، بطشهم بطش الجبابرة يحكمون بالهوى ويقتلون على الغضب وياخذون بالظن ويعطلون الحدود بالشفاعات ويؤمنون الخونة ويعصون ذوي الامانة ويتناولون الصدقة من غير فرضها ويضعونها غير موضعها.
ولم لا؟ اولم يقل يزيد (خليفة المسلمين) لنادمه امام مراى ومسمع الجميع:
اسقني شربة تروي فؤادي ثم صل فاسق مثلها ابن زياد
صاحب السر والامانة عندي ولتسديد مغنمي وجهادي
ثالثا: اعتمد الاسلام مبدا المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات خاصة، بعد ان اذهب عنهم نخوة الجاهلية وازال عنهم العصبية بكل انواعها، على اعتبار ان الله تعالى خلق الخلق من عباده متساوون لا يميز بعضهم عن البعض الاخر الا ما يحسنون، والذي يعبر عنه القران الكريم بالتقوى، فقال تعالى {يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير} اما رسول الله (ص) فلقد قال اكثر من مرة {المؤمنون اخوة، تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم ادناهم، وهم يد على من سواهم} و {من آذى ذميا فقد آذاني} او {من آذى ذميا فانا خصيمه يوم القيامة} وفي خطبته في حجة الوداع قال (ص) {ايها الناس، ان الله تعالى اذهب عنكم نخوة الجاهلية وفخرها بالاباء، كلكم لادم وآدم من تراب، ليس لعربي على اعجمي فضل الا بالتقوى} وفي حديث آخر قال {من قاتل تحت راية عمية، يغضب لعصبية، او يدعو الى عصبية، او ينصر عصبية، فقتل، قتل قتلة جاهلية} و {لا فرق لعربي على اعجمي ولا لاسود على ابيض الا بالتقوى} فيما كرر امير المؤمنين هذا المعنى في اكثر من مرة بقوله {الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نضير لك في الخلق} فكان عليه السلام يقول لعبيد الله ابن ابي رافع، خازن بيت المال {ابدا بالمهاجرين فنادهم واعط كل رجل ممن حضر ثلاثة دنانير، ثم ثن بالانصار فافعل معهم مثل ذلك، ومن حضر من الناس كلهم، الاحمر والاسود فاصنع به مثل ذلك}.
لقد اعتمد امير المؤمنين عليه السلام مبدا المساواة بين الناس في كل الامور، في العطاء وامام القضاء وفي كل الشؤون العامة، فلم يشأ التمييز بينهم ابدا، لدرجة ان كثيرين اعتبروا ان هذه المساواة (القاسية) هي التي حرضت بعض (كبار الصحابة) على نقض بيعتهم له والخروج عليه وقتاله مثل طلحة والزبير وغيرهما، من دون ان يدفع كل ذلك الامام الى ان يتراجع عن هذا المبدا قيد انملة، لانه يعرف جيدا بان المساواة قيمة لا يجوز له ان يتنازل عنها ارضاءا لهذا (الصحابي) او ذاك (التابعي).
مقابل هذا النهج كان يقف النهج الاخر، فمثلا، يقول ابن ابي الحديد المعتزلي عن تمييز الخليفة الثاني (فضل السابقين على غيرهم وفضل المهاجرين من قريش على غيرهم من المهاجرين، وفضل المهاجرين كافة على الانصار كافة وفضل العرب على العجم، وفضل الصريح على المولى).
ثم تكرس هذا التمييز واثارة العصبية في عهد معاوية بن ابي سفيان، فمثلا، كان قد ارسل في سنة 38 للهجرة ابن الحضرمي الى البصرة ليضرم الفتنة بين قبائلها باثارة ذكريات حرب الجمل وقتل عثمان، وقال له (فانزل في مضر واحذر ربيعة وتودد الازد وانع ابن عفان وذكرهم الوقعة التي اهلكتهم ولمن سمع واطاع منهم دنيا لا تفنى واثرة لا يفقدها).
وذات مرة ارسل معاوية للاحنف بن قيس وسمرة بن جندب يستشيرهما بقوله (اني رايت هذه الحمراء، يعني غير العرب، قد كثرت واراها قد قطعت على السلف، وكاني انظر الى وثبة منهم على العرب والسلطان فقد رايت ان اقتل شطرا وادع شطرا لاقامة السوق وعمارة الطريق).
رابعا: ان الاسلام، كما هو معروف، دين العلم والمعرفة والفكر والتفكر والبصيرة، فلقد حارب الاسلام الجهل ومنع التضليل {فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين} ورفض ان يكون في الامة امي لا يقرا ولا يكتب، فقال {اقرا} لان معرفة الله تعالى لا تتحقق الا بالعلم والتفكير فقال تعالى {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار} و {هو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وانهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون} وكذلك قوله عز وجل {لو انزلنا هذا القران على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون} وان اقامة الحق والعدل لا تتم الا بالمعرفة، كما ان توظيف الادوات السليمة من اجل الاصلاح والتغيير لا يتم الا اذا كان المرء على بصيرة من امره، والا فانه سيسخر كل شئ من اجل التغيير المزعوم، فتراه يوظف القتل والتدمير والذبح والسيارات المفخخة، كادوات يمكن ان يحقق بها هدفه المنشود، والذي يكون بهذه الحالة ابعد ما يكون عن الاسلام.
ان في القران الكريم الكثير من الايات التي تتحدث عن معاني العلم الذي هو بمثابة النور على العكس من الجهل الذي هو بمثابة الظلام، ففي الاية الكريمة {قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين} وعن رسول الله (ص) انه قال {طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة} و {اطلبوا العلم ولو بالصين} اما امير المؤمنين عليه السلام فقد اعتبر التعليم احد ابرز واجبات الحاكم العادل تجاه رعيته، فكان يقول {وتعليمكم كيلا تجهلوا، وتاديبكم كيما تعلموا} فيما كان يوصي عماله بالعلماء والحكماء، كما في عهده الى مالك الاشتر اذ يقول له {واكثر مدارسة العلماء ومناقشة الحكماء}.
لقد كان امير المؤمنين عليه السلام يعتبر صراحة الحاكم مع رعيته وحديث الصدق اليهم مظهر مهم من مظاهر التعليم ولذلك كان يوصي بما يطلق عليه اليوم في علم السياسة او الاعلام بالشفافية فكتب في عهده الى الاشتر {وان ظنت الرعية بك حيفا فاصحر لهم بعذرك واعدل عنك ظنونهم باصحارك فان في ذلك رياضة منك لنفسك ورفقا برعيتك واعذارا تبلغ به حاجتك من تقويمهم على الحق}.
امام هذا النهج يشخص النهج المناقض الاخر الذي مثله معاوية في عهده ومن وليه من الامويين، ففي شرح النهج لابن ابي الحديد، يقول: ذكر شيخنا ابو جعفر الاسكافي:
ان معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية اخبار قبيحة في علي عليه السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله، فاختلقوا ما ارضاه، منهم ابو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، ومن التابعين عروة بن الزبير.
ولقد بذل معاوية الى الصحابي سمرة بن جندب (400) الف درهم على ان يروي ان هذه الاية {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا، ويشهد الله على ما في قلبه، وهو الد الخصام، واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد} قد نزلت في علي بن ابي طالب، وان الاية
{ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله} نزلت في ابن ملجم الذي قتل امير المؤمنين عليه السلام.
اما ابو هريرة فقد كافاه معاوية بولاية المدينة لاحاديثه الموضوعة، والتي منها على سبيل الفرض لا الحصر: (ان الله ائتمن على وحيه ثلاثا، انا وجبرئيل ومعاوية) وان النبي ناول معاوية سهما وقال له (خذ هذا حتى تلقاني في الجنة).
في الجانب الاخر بذل معاوية جهدا عظيما من اجل طمس النهج العلوي من خلال محاربة من روى عن امير المؤمنين عليه السلام فكان يكتب الى عماله في الامصار (ان برئت الذمة ممن روى شيئا من فضائل ابي تراب واهل بيته) فيما كان يشجع على نشر اي حديث آخر للتغطية على امير المؤمنين، فكان يوصي عماله بقوله (ان انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه والذين يروون فضائله ومناقبه فادنوا مجالسهم وقربوهم واكرموهم واكتبوا الي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم ابيه وعشيرته).
لقد سعى معاوية الى تجهيل الناس بدرجة كبيرة، ليسوقهم حيث يريد بلا سؤال او نقاش، لانه يعرف جيدا ان السؤال عن مقاصده كلما قاد جيشا او بعث سرية او مجموعة من قطاع الطرق، يفسد عليه خططه، والقصة التالية تشير الى المدى البعيد الذي ذهب اليه معاوية في ممارسة سياسة التجهيل والتضليل والغفلة:
دخل رجل من اهل الكوفة على بعير له الى دمشق بعد ان انصرف جيش علي من صفين، فتعلق به رجل من دمشق فقال له: هذه ناقتي اخذت مني بصفين، فارتفع امرهما الى معاوية، واقام الدمشقي خمسين رجلا من اهل الشام يشهدون انها ناقته، فقضى معاوية على الكوفي وامره بتسليم البعير للدمشقي، فقال الكوفي لمعاوية: اصلحك الله، انه جمل وليس بناقة، فقال معاوية: هذا حكم قد مضى، ثم دس الى الكوفي بعد ان تفرقوا من احضره اليه ثانية، فساله عن ثمن بعيره فدفع اليه ضعفه، واحسن اليه، وقال له: ابلغ عليا اني اقابله بمائة الف رجل ليس فيهم من يفرق بين الناقة والجمل.
ويؤكد الجاحظ كلام معاوية في اهل الشام بزمانه، ويذكر بعض الاسباب في طاعتهم له يقول (العلة في طاعة اهل الشام انهم ذوو بلادة وتقليد وجمود، على راي واحد لا يرون النظر ولا يسالون عن مغيب الاحوال).
ومن الوسائل التي سخرها الامويون لسحر الناس بعد تجهيلهم وارهابهم على قاعدة {قال القوا فلما القوا سحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم} هي وسيلة التخدير بالدين المزيف والحديث المجعول، فلقد شجع معاوية مثلا على قول وكتابة ونشر الحديث المزيف والمجعول الذي يخدر الناس ويبث في نفوسهم روح الخنوع والخضوع والسكوت واللاابالية، منها على سبيل المثال لا الحصر:
عن عبد الله بن عمر (قال رسول الله: انكم سترون بعدي اثرة وامورا تنكرونها، قالوا: فماذا تامرنا يا رسول الله؟ قال: ادوا اليهم حقهم، وسلوا الله حقكم) وفي آخر (من راى من اميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فان من فارق الجماعة شبرا فمات مات ميتة جاهلية) و (ستكون هنات وهنات فمن اراد ان يفرق امر هذه الامة وهي جمع فاضربوه بالسيف كائنا من كان).
وحدث العجاج قال: قال لي ابو هريرة (ممن انت؟ قال، قلت من اهل العراق، قال: يوشك ان ياتيك بقعان اهل الشام فياخذوا صدقتك فاذا اتوك فتلقهم بها، فاذا دخلوها فكن في اقاصيها وخل عنهم وعنها، واياك ان تسبهم، فانك ان سببتهم ذهب اجرك، واخذوا صدقتك، وان صبرت جاءتك في ميزان حسناتك يوم القيامة).
فيما نرى ان منهج القران الكريم، منهج اهل البيت عليهم السلام، يحرض ضد الظلم وضد سلطة الطاغوت، لانه يعتبر ان مواجهة الظالم مسؤولية عينية يجب ان يتصدى لها كل الناس، فهي مقدمة للاطلاح الذي يجب ان يتحقق اذا ما انحرفت السلطة عن مسار العدل وفشلت في تحقيق الامن والكرامة والحرية والمساواة بين الناس، ولذلك ذكر الحسين السبط الناس بقول رسول الله (ص) وهو يحرضهم ضد الظلم والسلطان الجائر، بقوله عليه السلام {ايها الناس ان رسول الله (ص) قال: من رأى سلطانا جائرا، مستحلا لحرام الله، ناكثا لعهد الله، مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان، فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله ان يدخله مدخله}.
خامسا: الاساس الاخر الذي اعتمده الاسلام في تحقيق العدالة الاجتماعية، هو الامن، كقيمة حضارية وانسانية، فقال تعالى {فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} فيما قال امير المؤمنين عليه السلام في فلسفة السلطة {ويأمن الخائفون من عبادك} و {تأمن به السبل}.
كما انه عليه السلام كان يكرر على عسكره قبل لقاء العدو بصفين قوله {فاذا كانت الهزيمة باذن الله فلا تقتلوا مدبرا ولا تصيبوا معورا ولا تجهزوا على جريح ولا تهيجوا النساء باذى وان شتمن اعراضكم وسببن امراءكم}.
ولم يكتف الامام بالحث على امن الناس فحسب، وانما كان يحث حتى على امن الحيوان كذلك، فكان يكتب لمن يستعمله على الصدقات {فان كان له ماشية او ابل فلا تدخلها الا باذنه فان اكثرها له، فاذا اتيتها فلا تدخل عليها دخول متسلط عليه ولا عنيف به، ولا تنفرن بهيمة ولا تفزعها، ولا تسوءن صاحبها بها} ثم يقول {ولا توكل بها الا ناصحا شفيقا وامينا حفيظا} ويضيف {فاذا اخذها امينك فاوعز اليه الا يحول بين ناقة وبين فصيلها، ولا يمصر لبنها فيضر ذلك بولدها، ولا يجهدنها ركوبا، وليعدل بين صواحباتها في ذلك وبينها، وليرفه على الراغب وليستان بالنقب والظالع}.
وكان يوصي عماله على الخراج بقوله {ولا تضربن احدا سوطا لمكان درهم، ولا تمسن مال احد من الناس، مصل ولا معاهد}.
ازاء هذا النهج القراني، يقف في الطرف الاخر النهج المناقض، فهذا سفيان بن عوف الغامدي يقول:
دعاني معاوية فقال: اني باعثك بجيش كثيف ذي اداة وجلادة، فالزم لي جانب الفرات حتى تمر بهيت فتقطعها، فان وجدت بها جندا فاغر عليهم، والا فامض حتى تغير على الانبار، فان لم تجد جندا فامض حتى توغل في المدائن، ان هذه الغارات يا سفيان على اهل العراق ترعب قلوبهم، وتفرح كل من له هوى فينا منهم، وتدعو الينا كل من خاف الدوائر، فاقتل كل من لقيته ممن هو ليس على مثل رايك، واخرب كل ما مررت به من القرى، واحرب الاموال، فان حرب الاموال شبيه بالقتل وهو اوجع للقلب.
ودعا معاوية بالضحاك بن قيس الفهري وامره بالتوجه ناحية الكوفة، وقال له:
من وجدته من الاعراب في طاعة علي فأغر عليه.
واستدعى معاوية بسر بن ارطأة، ووجهه الى الحجاز، وقال له:
سر حتى تمر بالمدينة فاطرد الناس، واخف من مررت به، وانهب اموال كل من اصبت له مالا ممن لم يكن دخل في طاعتنا، فاذا دخلت المدينة فارهم انك تريد انفسهم، واخبرهم ان لا براءة لهم عندك ولا عذر حتى اذا ظنوا انك موقع بهم فاكفف عنهم، وارهب الناس عنك فيما بين المدينة ومكة واجعلها شردات.
وكتب الى عماله يقول:
انظروا من قامت عليه البينة انه يحب عليا واهل بيته فامحوه من الديوان، واسقطوا عطاءه ورزقه.
وفي نسخة اخرى {من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به واهدموا داره}.
مما تقدم يتضح لنا جليا حقيقة معنى {ان الاسلام حسيني البقاء} فلولا عاشوراء لكان الاسلام اليوم:
اولا: دين البلاط والسلطة السياسية الحاكمة.
ثانيا: دين الارهاب والتخويف والرعب والقتل والتدمير.
ثالثا: دين الجهل والتخلف والامية والتضليل.
رابعا: دين التمييز والعنصرية بكل اشكالها.
خامسا: دين الاستبداد والديكتاتورية والنظام الشمولي.
سادسا: دين الملك العضوض يتوارثه الابناء عن الاباء.
سابعا: دين العبودية والخضوع والاستسلام للقوي.
ثامنا: دين الزيغ والزيف والتراث، وليس دين الوحي الالهي.
تاسعا: دين المادة بلا روح، والعاطفة بلا عقل.
عاشرا: دين الجسد والشهوات والاهواء.
ترى، اهذا هو الاسلام الذي بعثه الله تعالى رحمة للعالمين؟ ام انه (اسلام) الامويين الذين {اتخذوا مال الله دولا، وعباده خولا، والصالحين حربا، والفاسقين حزبا} على حد وصف امير المؤمنين عليه السلام؟.
ان دم الحسين عليه السلام هو الذي حفظ الاسلام من الانحراف، وان تضحيته العظيمة هي التي نبهت الامة الى حقائق الاسلام العظيمة وقيمه الانسانية النبيلة، فهو بمعنى آخر، جدد دين جده وصانه من الزيف وحفظه من التحريف.
فسلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى اولاد الحسين
وعلى اصحاب الحسين
ورحمة الله وبركاته.
أقرأ ايضاً
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة
- ما يميز ثورة عاشوراء خمسٌ على الأقل