- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عاشوراء زمنكانية الاصلاح الحقيقي
حجم النص
بقلم:عباس الصباغ
بلغة الزمن الفيزيائي ان عاشوراء هو يوم واحد فقط استطالت ساعاته لتكشف عن اخطر جريمة بحق الرسول (ص) وسبطه الحسين سيد الاصلاح بموجب (اني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي)ليترجم الافعال بالأقوال بعد ان قدّم عشرات الضحايا قربانا للمبادئ ولم يطرح الاصلاح كنظرية وشعارات براقة فحسب بل دجّجها بقوة الشهادة لأصحابه العظام واهل بيته الهاشمي الكرام اضافة الى نفسه المقدسة . ابتدأ عاشوراء من صباح يوم العاشر من محرم الحرام 61 هـ وانتهى بغروب شمسه وبلغة الارقام ان ذلك اليوم الدامي وواقع الحال هو مجرد سويعات معدودات اختزلت آفاق الصراع السرمدي بين الحق والباطل وليس ضد شخص يزيد وحكومته الاموية الفاسدة بل ضد الفساد ككل كظاهرة وبجميع تفاصيله وحيثياته ومنذ ان هبط آدم وحواء الى الارض الى ان تقوم الساعة . عاشوراء ليست زمنا فيزياويا بحتا او حدثا ملحميا فحسب او معركة قامت بين طرفين احدهما كان على حق والاخر على باطل على صعيد كربلاء بل هي نظرية ومنهج عمل للصلاح الحقيقي الفعال وليس الشعاراتي التخديري الرنّان فكل ثانية من تلكم السويعات الداميات من يوم عاشوراء كانت ملحمة وكان شخوصها اناسا لم يجد ولن يجود الزمان بمثلهم وجميعهم حملوا كاريزمات توزعت على زمنكانيات عاشوراء المتمركزة بالإمام الشهيد حتى الطفل الرضيع والشيخ الفاني والهرم الكبير والشاب الامرد والصبي اليافع سواء العربي ام الاعجمي المولى ام العبد منهم ، اضافة الى المرأة التي لعبت دورا مزدوجا متمثلا بالسيدة زينب اثناء سويعات عاشوراء وبعده فهي كاريزمات لم تتوفر في غيرهم من البشر فهي كاريزمات توزعت واستقرّت حول الكاريزما المركزية لسيد الشهداء والتي بدورها توزعت على جميع شخوص وشخصيات تلك الملحمة التي تهيأت لغرض الاصلاح وهذا بدوره ليس شعارا راديكاليا أخّاذا يداعب مخيلة الفقراء والمحرومين ولجلب الانصار والجمهور وكان ثمن هذا الشعار الاصلاحي (لم اخرج) وهذ نفي قاطع وبات لكل الاغراض التي تخالف الاصلاح حاشاه الله فكان ثمن الاصلاح باهظا جدا ان دفع الامام الشهيد حياته الشريفة ثمنا لذلك وليس للشعارات بل لنظرية كان هو اول من طبقها عمليا مستخدما ابلغ آيات النصح والابلاغ وكان يبكي على اعدائه لانهم سيدخلون النار بسببه كجزاء على افعالهم ضد الامام الشهيد راعي الاصلاح الحقيقي في زمنكانيته الاصلية زمنكانية الحسين .
أقرأ ايضاً
- دماء زكية تُحققُ الاصلاح بسفكها
- ما يميز ثورة عاشوراء خمسٌ على الأقل
- البيت الاولمبي العراقي بين التغيير والاصلاح