- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
جماليات المكان لدى القاضي فيلدمان !
نوح فيلدمان ,مستشار سلطة التحالف بعد سقوط البعث وواضع أفكار الدستور قبل السقوط والتي أقرت بعد تعديلات طفيفة , صرح مؤخرا بأن القوات الأمريكية ستبقى في العراق على المدى الطويل لأن بناء الديمقراطية يحتاج الى ذلك ضاربا مثلا بكوريا التي احتاجت الى 35 عاما لبناء الديمقراطية بمساعدة القوات الأمريكية. وانتقد فيلدمان السياسة الأمريكية في العراق واصفا إياها بأنها تقود الى تفتيته كما حصل في لبنان محذرا كذلك من انزلاقه الى الفوضى كما حصل في الصومال.
أذن نوح فيلدمان المعروف بميوله الصهيونية يخشى على العراق من التفتت وهذا مدهش ومحير معا لأنه هو من شرعن لتقطيع أوصال العراق في دستوره الذي صاغه حين كان مستشارا رئيسيا للشؤون العراقية لدى الإدارة الأمريكية . لعله أراد أن يحتج على عملية التفتيت الجارية اليوم واستبدالها بعملية تقسيم (فدرلة ) منظمة ودستورية وتسريع وتيرتها لأن بطئها يزعج اللوبي الصهيوني في الكونغرس والإدارة الأمريكيين كما يزعج من في أروقة الدولة التلمودية كونه يؤخر انجاز المخطط المعد للشرق الأوسط بتشريحه دويلات لا حول ولا قوة لها خاضعة بالضرورة سياسيا واقتصاديا وامنيا للدولة التلمودية القوية فذلك هو الحل الوحيد لضمان امن هذه الدولة الشاذة .
لا ادري كيف يمر مثل هذا الكلام دون اكتراث وان تعلو الأصوات (( خائفة)) على مصير العراق من أولئك الذين خططوا لسنين من اجل احتلاله وأجهضوا أي سيناريو للتخلص من صدام حسين وقتها فالولايات المتحدة أجهضت ست محاولات انقلابية لقيادات عسكرية عراقية حين سربت معلومات عنها الى أجهزة صدام . والتيار المتصهين في الولايات المتحدة صنع المستحيل من اجل إقرار (قانون تحرير العراق) الذي اقره كلنتون صاغرا بعد فضيحته الجنسية مع مونيكا لونسكي لتأتي فيما بعد عملية ( حرية العراق ) واحتلاله .
فيلدمان يقول بأن العراق وبسبب السياسة الأمريكية كان يتخبط خلال السنوات الماضية بين اللبننة والصوملة وهذا لا يمكن أن يستمر الى ما لانهاية لأنه يهدد امن المنطقة وامن إسرائيل بالضرورة وعليه بدلا من التفتيت الفوضوي لهذا البلد فالأفضل هو شرعنة تقسيمه دستوريا والقوات الأمريكية كفيلة بحمايته مدى الحياة
تلك هي جماليات اللعب السياسي في المكان العراقي لدى القاضي فيلدمان ! وهكذا فهل صدفة أن يتزامن تصريحه مع زيارة السيد بايدن المعروف بحماسه للفدرالية وبالمذاق الإسرائيلي ؟!
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!