سامي جواد كاظم
1450 سنة قمرية عمر الاسلام تقريبا، جاء به نبي الاسلام بامر رب الاديان وانزل القران الذي فيه نجاة الانسان، هذه الرسالة السماوية لم يتجرا شخص ما من بعدها ان يقول انا صاحب دين وصاحب اعجاز الهي، ومن ادعى ذلك فانه سرعان ما يفتضح امره ويقود نفسه الى حتفه.
اللغة العربية التي هي لغة القران تجدها رائعة جدا وتسمح لاي شخص ان يتلاعب في معنى الجملة الواحدة باكثر من وجه، ومن خلال اللغة لجا التلمود اليهودي الى اختلاق فرق ومذاهب حتى يفرق المسلمين، ولان هذه المذاهب تؤمن بالله ورسوله لذا فاثارة المسائل الخلافية الاخرى لا تخدم الاسلام، ولكن بالنتيجة هذه المذاهب شتت الوحدة الاسلامية وبالنتيجة سمحت لان تظهر افكار شاذة بمعنى الكلمة ظاهرا تتحدث باسم الانسان وباطنا تطعن في الاسلام، وهؤلاء ايضا يستخدمون العبارات الرنانة الانشائية ولكن عندما تطلب منه استشهاد عملي يرتقي بالانسانية يرفضه الاسلام نجده فارغ بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
الخطاب الاسلامي خطاب جامع شامل كامل والمشكلة في العقول التي تقتحم مجال معرفي اسلامي ليس من اختصاصه فليس من قرا التاريخ او الفلسفة قادر على مناقشة الاحكام الفقهية، وليس من يضطلع بالهندسة يناقش تفسير القران، نعم هي ليست حكرا على احد بل لكل معرفة اصولها وابجدياتها فمن ياتي بها له الحق في الخوض بها.
هنالك شخصيات بين الملحدة والمغرر بها يتم توظيفها من قبل اجندات خفية تمنح مساحة اعلامية كبيرة لاشغال الراي العام بهذه التفاهات، نعم لدي حوارات مع البعض ممن يدعي هذه الافكار من المغرب حتى العراق، صدقوني ليس لديه الا الانشاء عندما اطلب منه قانون يخدم البشرية يرفضه الاسلام يرد عليّ انا مقتنع براي واعتذر عن تكملة النقاش.
هنالك ثوابت لا تقبل التغيير بل تعتبر الاسس الصحيحة لاستنباط الحكم، عندما نقول ان الله يامر بالعدل والاحسان، فالعدل مطلوب فعندما تفرض الحكومة ضريبة على الدخل بنسبة معينة يجب ان تاخذ العدالة في استقطاعها ممن تشمله الضريبة وليس الحديث عن ماهية الضريبة وهل هي حلال ام حرام، وهنا ياتي لينتقد كلمة الجزية، ولانهم ياخذون القشور فان النقاش يصبح فوضوي، نعم كانت هنالك جزية على غير المسلمين في دولة الاسلام، وهي ليست غرامة بل استقطاعات مالية مثلما يدفع المسلم زكاة وخمس وبقية الاستحقاقات الشرعية لتمشية امور الدولة وهذه الجزية تمنح الضمان لهم بان لا يجوع احد وان يتنعموا بما يقدمه الاسلام لهم من حماية، بينما لا يلتفتون الى الرواتب التي كان يمنحها النبي محمد للمؤلفة قلوبهم اي من غير المسلمين كان لهم راتب شهري، اليوم الا تاخذ الدول رسوم اقامة للاجانب ؟ والبعض منها الا تمنح رواتب شهرية للدخلاء عندها ؟
احد العلمانيين يتحدث عن العقل وان العقل فوق النص، وهذه من هلوسات العلمانية التي لا تعتمد المنطقية في المفاضلة، فالعقل جاء لكي يقرا النص وبعلمية سليمة ليقرر ماذا سيفعل، حتى من قرا النص وعقلا لا يقتنع وليس اجحادا فانه لا يعامل مثل معاملة المنكرين بل نقول عنه مغرر به او لازال جاهلا للحقيقة.
التخصص في بعض مجالات المعرفة انا اراها غير مجدية لهذا الزمان وليس غير صحيحة، اليوم كل من يختلف عن الاسلام يبحث في تاريخ الاسلام ليجعل لنفسه منهجا مختص به وهو هباء منثورا، فلينظر كل فرد الى اهم ما يشغل الانسان الحق والواجب، الحق الذي لا يسلب حق اخر والواجب الذي لا يعفى اخر منه، هذا هو المهم، اما ان يضع الانسان حقوقا وواجبات تخصه ولا تمس الاخرين يكون من الجهل ان ينتقد، بل يكون التطفل بعينه.
العقل سيد الموقف ولان المسلمين في تزايد يوما بعد يوم فان العقل يركع صاغرا للخطاب الاسلامي وما عليه الا الغوص في بحوره لاكتساب علومه.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد