بقلم : عبود مزهر الكرخي
من المعلوم أن البكاء هو ظاهرة وعادة متأصلة في الإنسان وعند جميع الناس وهي عادة متأصلة في البشر منذ خلق الله البشرية ، وقبل الولوج الى موضوع مقالنا لابد لنا من تعريف البكاء ، وما هي أسبابه وأنواعه، ونلقي نظرة على مفهوم البكاء.
البكاء هو سَيَلان الدَّمْع (أو تذرف الدموع في العين) استجابة لحالة عاطفة أو ألم. العواطف التي يمكن أن تؤدي إلى البكاء تشمل الغضب، السعادة، أو حزن.
سبب البكاء
البكاء هو نوع من الاستجابة العاطفيّة لشعور معين، وعادةً ما يكون شعور حزنٍ أو ألمٍ، وهو استجابةٌ لظروف وأحداث معيّنة لكنّه قد يكون أيضًا نتيجة لشعور جميل أو حدث مفرح (1).
والبكاء عموماً من قاموس اللغة العربية هو : سَيَلانُ الدُّموعِ مِنَ الألَمِ والحُزْنِ ، ونضيف اليه حتى الفرح فهو حالة عاطفية وانفعالية ووجدانية ،
والبكاء جائز قبل الموت وبعده إذا لم ينضم إليه محرم، كاللطم والخدش ولا قول سيئ. وقال الشافعي: وهو مباح حتى يخرج الروح، ويكره بعد ذلك (2).
إنّ للبكاء شأن عظيم في الشريعة الإسلامية، وقد حثَّ عليها الإسلام في القرآن والسنة.
وقد ذهبت عدة أراء في البكاء فبعضهم ذكر في جوازه وبعضهم حلل البكاء وبعضهم قد جعله مكروهاً ليذهب البعض من الشيوخ من قصيري النظرة في تحريمه ومعهم من أفتى بمكروهيته.
ولو رجعنا إلى القرآن والسنة النبوية نجد أنه ذكر الله تعالى البكاء في القرآن الكريم بصيغ مختلفة، كما أنّ للبكاء مكانته في السنة النبوية ومدرسة أهل البيت عليهم السلام.
وقد ذكر العلماء أنواعاً للبكاء:
الأول: بكاء الرحمة والرّقّة.
الثاني: بكاء الخوف والخشية.
الثالث: بكاء المحبة والشوق.
الرابع: بكاء الفرح والسرور.
الخامس: بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله.
السادس: بكاء الحزن (3).
عن عبد الله بن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتى رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود، فلما دخل عليه وجده في غشية، فقال: أقد قضى. قالوا: لا يا رسول الله، فبكى رسول الله(صل الله عليه وآله )فلما رأى القوم بكاء رسول الله (صل الله عليه وآله) لبكوا، فقال: " أتسمعون أن الله تعالى لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا " وأشار إلى لسانه أو يرحم. ولما مات ابنه إبراهيم قال عليه الصلاة والسلام: العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون (4).
فمن الروايات الواردة في البكاء من خشية الله، هي:
قال رسول الله(صل الله عليه وآله): (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..)، وذكر منهم: (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) (5).
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله(صل الله عليه وآله وسلم) "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم" (6).
عن أنس بن مالك قال رسول الله(صل الله عليه وآله) عينان لا تمسهما النار أبداً عين باتت تكلا المسلمين في سبيل الله وعين بكت من خشية الله (7).
عن أبي أمامة قال : قال رسول الله(صل الله عليه وآله) ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهرق في سبيل الله وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله (8).
وعموماً يصنف العلماء من الناحية العلمية البكاء الى :
يمكن تقسيم البكاء وفقا لأنواع الدموع التي تذرف فيه، ويقسم العلماء الدموع إلى 3 فئات متميزة:
الدموع الانعكاسية
الدموع المستمرة
الدموع العاطفية
وتؤدي الفئتان الأولى والثانية وظيفة مهمة تتمثل في إزالة الأوساخ -مثل الدخان والغبار- من أعيننا، وترطيبها للمساعدة في حمايتها من العدوى، ويشكل الماء 98% من محتواها. أما الفئة الثالثة فتطرد هرمونات التوتر والسموم الأخرى من نظامنا، والتي من المحتمل أن تقدم معظم الفوائد الصحية.
ونحن ما يخص بحثنا هو الدموع العاطفية أو البكاء العاطفي، والذي سنتناول هذا الموضوع في جزئنا القادم أن شاء الله إم كان لنا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
المصادر :
1 ـ مأخوذ من مقالة بعنوان(بكاء). موقع ويكبيديا الموسوعة الحرة . منشور بتاريخ 20/أكتوبر/ 2023.
2 ـ الحلي، المعتبر في شرح المختصر، ج 1، ص 343-344.
3 ـ عبدالله بن إبراهيم اللحدان، البكاء عند القرآن، ص 2.
4 ـ مسلم النيسابوري، صحيح مسلم، ج 3، ص 40.
5 ـ البخاري، صحيح البخاري، ج 1، ص 161.
6 ـ الترمذي، سنن الترمذي، ج 3، ص 93.
7 ـ أبو يعلى الموصلي، مسند أبي يعلى الموصلي: ج 7، ص 308.
8 ـ الطبراني، المعجم الكبير، ج 8، ص 235.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد