- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الى هيأة النزاهة (سيارات معلاية)
د.غالب الدعمي
يُطلق هذا المصطلح على آلاف السيارات التي تم استيرادها في سنوات سابقة التي تقل عن موديلها بأكثر من سبع سنوات أو أكثر ومنها الـ (الجي أم سي والميرسيديس) وغيرها من الأنواع الأخرى التي يشتريها الزبون على أنها حديثة الصنع, لكنها تظهر فيما بعد بأنها صُنعت من سنوات عدة. ومنها المرسيديس الرئاسية التي تم توريدها إلى العراق في 2015 على أنها مصنوعة في العام نفسه، وعددها يربو على ثلاثة آلاف سيارة, لكن تبين فيما بعد أنها صُنعت في (2007- 2008) ودخلت العراق بشكل أصولي واستوفت الكمارك العراقية الرسوم على أنها موديل حديث بحسب القانون العراقي الذي يمنع استيراد أي نوع من المركبات التي مضى على صنعها أكثر من سنتين ولكن المعلاية تبقى معلاية من المساءلة.
التاجر استورد هذه السيارات كمواد احتياطية وبسعر بخس جداً وباعها في العراق على أنها سيارات موديل 2015 وقد كشفت مديرية المرور أمرها، ووضعت شارة الحجز المشروطة على بعضها وصرفت (سنوية) لمالكيها وسمحت لهم باستخدامها لكنها منعت سير الغالبية العظمى منها ومن استثنتهم هم بعض الشخصيات المتنفذة.
الأسبوع الماضي تمت معالجة موضوعة السيارات المعلاية، فبعد انخفاض قيمتها الى الثلث تقريباً بدأ مجموعة من الأشخاص بإعادة شرائها من ماليكها ربما لصالح التاجر نفسه الذي اشتراها كمواد احتياطية وعند الانتهاء من جمع أغلبها أصدرت مديرية المرور تعليمات لمعالجة المعلاية وبتسجيلها ورفع شارة الحجز عنها ومعاملتها على أنها موديل 2015 على الرغم من أنها موديل 2008 مما أسهم في ارتفاع قيمتها بمقدار عشرة آلاف دولار للسيارة الواحدة.
السؤال المهم الذي ننتظر له إجابة: مَنْ وَرد السيارة المعلاية وكيف تم استيفاء الرسوم الكمركية عليها ؟! لماذا سمحت مديرية المرور بتسجيل بعضها وغفلت بعضها؟! وهل أن التوافق بين معالجة هذه القضية وإعادة شرائها وتجميعها لدى بعض التجار هي مجرد مصادفة أم اتفاق؟!
ولدى الاستفسار تأكد أن هناك آلاف السيارات تورد للعراق على أنها موديلات حديثة إلا أنها في الحقيقة موديلات قديمة مضى على إنتاجها سنوات عدة وتسجل في دوائر المرور وتباع في الأسواق على مرأى وبعلم الجهات المسؤولة ومنها (GMC) وغيرها الكثير.
يقول الأمام علي (عليه السلام): من أمن العقاب أساء الأدب. لذا على هيأة النزاهة أن تفتح هذا الملف وتقطع الشك باليقين وتكشف لنا الحقيقة وتفصح عن أسماء الموردين والموظفين الذين استوفوا الرسوم الكمركية وتعطينا التفاصيل الكاملة بشأنها على الرغم من مهامها الكبيرة إلا أننا نطمح بفتح هذا الملف وحينها ستكتشف الهوايل مع المعلاية و (المّنَصاية).