بقلم:سامي جواد كاظم
الغَلَسُ ظلام آخر الليل قال الأَخطل كَذَبَتْكَ عُيْنُك أم رأَيتَ بِوَاسِطٍ غَلَسَ الظَّلام من الرَّباب خَيالا، والسير اخر الليل حتى لايرى والبعض قال ان الغلاسة هو من يقوم باعمال ثقيلة غير مرغوب بها، وهنا نرى ان برنامج (غلاسة) اخذ شهرته بين بعض الدول فاخذت تنتج افلام للغلاسة للاستهزاء بالمواطنين واضحاك المشاهدين.
البرنامج باختصار هو يقوم شخص بتصرفات تسيء للاخرين مثلا يقوم بضربه او سحله في الشارع او سكب الماء على ملابسه وحتى تلويث وجه المواطن بطبق من الكريم او المرطبات كي يضحك المشاهدين ومن ثم يعتذرون للذي ناله التصرف السيء وحتى قد يقدمون له هدية.
نعم هنالك احداث لا يتم تصويرها عندما يرفض المواطن الاهانة بحجة انتاج برنامج كوميدي، ولكن على ما يبدو هم القلة والا لتوقف البرنامج.
هذه الغلاسة يمارسها اغلب ان لم يكن كل السياسيين والحكام في العالم ومنهم العرب، فكم من قرار اتخذه حاكم معين ومن ثم غلس او برر قراره بعذر اقبح من الفعل ولكنه في الوقت ذاته حقنة تخدير للشعب حتى يتجاوز هذه الماسي القانونية، اتذكر في زمن الطاغية ان اجهزته القمعية في بعض الحالات تعدم ابرياء بحجة انهم متهمين ومن ثم يثبت لهم انه بريء فيتكرمون على ذويه باعتباره شهيد، وهذا حدث حتى بعد السقوط فهنالك عائلة في الجنوب لديها ولد واحد قامت احدى الكتل المسلحة باغتياله بحجة انه مترجم للامريكان ومن ثم تبين لهم الخطا اعتذروا لعائلة المغدور، انها غلاسة قبيحة.
هذا الدور ليس الحكام والسياسيين فقط يمارسونه بل منظمة الامم المتحدة ومنظمة حقوق الانسان، فان هذه المنظمات هي من تهيء لاهانة وظلم الانسان وهي من تصدر البيانات منددة بذلك.
واسوء غلاسة قامت بها الادارة الامريكية عندما صنعت المجاميع الارهابية بكل تسمياتها ومن ثم اقرت انها هي من صنعتها ومولتها كما ذكرت كلنتون ذلك، بل وحتى بعض المسؤولين الامريكيين يضحكون على الحكام العرب عندما اقروا ان السعودية والامارات وقطر يمولون الارهاب وفي اليوم الثاني يظهر المصرح الامريكي ليقول انني كنت اصور برنامج غلاسة باختصار انه اعتذر ولم يقصد ما قال، عجبا قال هؤلاء يمولون الارهاب فماذا كان قصده ؟
الامرالمؤسف بعض الشعوب تتلقى هذه الطعنات ويتم تخديرها بامنيات يستحيل ان ترى النور فيتجرع ماساة الحكام، لاحظوا اليوم كيف تتم عملية تشكيل التكتلات التي تريد ان تدخل الانتخابات لتعرض برنامج غلاسة بسيناريو عصري، وهم نفس الوجوه التي عبثت بدماء واموال العراقيين، بالامس بدات تتحدث عن ما ستقوم به لمنع ما قاموا به هم بالامس اليست هذه غلاسة قبيحة ؟
في السعودية مشايخهم هم من كانوا يفتون بحرمة حضور المراة مباريات الكرة، وهم من منع الاختلاط، وهم من منع المراة من قيادة السيارة، ودور السينما والاغاني، اليوم هم من يفتون باباحة ذلك وانه لا يتعارض مع الاسلام، فانهم عرضة للحساب اما لتحريمهم سابقا او لضحكهم وتلاعبهم بالاحكام حاليا.
أقرأ ايضاً
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- التداعيات السياسية بعد قرار المحكمة الاتحادية
- إقالة الحلبوسي... نهاية زعامة سياسية وبداية أزمة