نبيل طامي المسعودي
قد تبدو هذه الدعوة للوهلة الاولى غريبة وغير مستساغة لدى الكثير ممن سيقراها ولكنها واقعية في ظل ما يستجد من ظروف وتحولات في التحالفات الانتخابية وفي الاسماء التي تظمها تلك التحالفات، فبربكم مالفائدة من انتخابات تأتي بذات الوجوه وبذات الاحزاب المتناسلة والمتكاثرة، ومالفائدة من أهدار هذا الكم الهائل من النقود والجهود البشرية في عملية انتخابية معروفة ومعدة نتائجها سلفا، ولماذا نضيع الوقت في جهود لن تغير من واقعنا شيئا، فالانتخابات المزمع اقامتها في ايار المقبل بحاجة الى مبالغ تصل الى 296 مليار دينار عراقي بحسب ما اكدته المفوضية، كما انها ستشهد انفاق من قبل الكتل المتحالفة وخاصة تلك التي لديها ارتباطات في الخارج لمليارات الدنانير، وهذه المبالغ اما ان تكون لشراء الذمم او لطبع الصور والبوسترات التي تعرّفنا بتلك الكتل والتحالفات، وهي ليست بغريبة علينا، فنحن حفظنا تلك الوجوه ورايناها كيف توهجت واصبحت متوردة الخدود وتحتها أجسام منتفخة وممتلئة بما لذ وطاب من الاطعمة، بعد ان كانت ناحلة من الجوع والعوز، ولهذا أنا أقول لماذا هذا الجهد وهذا المال الذي يهدر على عملية معروفة النتائج، كما أدعو قادة الكتل والتحالفات الى الجلوس حول طاولة مستديرة وتقسيم المناصب والمؤسسات فيما بينهم بما يرضي طموحهم وغرورهم ونهمهم وطمعهم بالمال العام، كما وادعوهم الى ان تكون عملية التقاسم فيما بينهم بمنتهى الشفافية وبالشكل الذي لايحرم كتلة أو حزب أو شخصية سياسية من اي منصب، وحينها سترتاح البلاد ويرتاح العباد من صراعات ستختلقها انتخاباتكم، وقد نحفظ من ذلك بعض من دماء أبنائنا والتي ستهرق بسبب صراعاتكم، هي دعوة لكم ايها الاحبة ياساسة البلد ياحماة الارض والعرض، لتتصالحوا وتتراضوا فيما بينكم وتقتسمون الجمل بما حمل فهو ملك لكم منذ عام 2003 وباق لكم الى أبد الابدين، ومن غير المعقول ان تعطوه لغيركم، ولذا فلا داعي للانتخابات ولنوفر مبالغها لرواتبكم التي لا نريدها ان تنقص دينارا واحدا ولميزانية ستكون مخصصة لمصالحكم ولمشاريعكم واستثماراتكم في البلاد، وحينما تكونون بخير سنكون بخير ياحماة ويا رعاة والبلد..
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى
- كيف ستتأثر منطقة الشرق الاوسط بعد الانتخابات الرئاسية في ايران؟