بقلم:هادي جلو مرعي
تصريحات الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون التي دعا فيها الى تفكيك منظومة الحشد الشعبي بعد لقائه رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان برزاني في الأليزيه كانت متاثرة على مايبدو بعدم وجود مترجم فاغلب الضيوف والصحفيين لايجيدون الفرنسية وهناك مؤشرات على إنقراض العديد من المصطلحات والكلمات الفرنسية بسبب عوامل تتعلق بصعوبة اللغة وعدم إنتشارها كما هو الحال مع نظيرتها الإنكليزية.
فرنسا التي قدمت مساعدات مهمة للكورد ولبغداد في الحرب على داعش وكانت متحمسة لضرب التنظيم الإرهابي وزادت على ذلك أن قدمت بعض من شحنات الأسلحة لحكومة العبادي وأكدت تعاونها معه على شتى الصعد لكنها تحتفظ بعلاقات متميزة مع السعودية والإمارات وإنتقدت لمرات برنامج إيران الصاروخي وهي تطلق تصريحات تبعا لمصالحها الحيوية وحين إستمع ماكرون لضيوفه القادمين من أربيل فإنه إن بعض مطالب الكورد تركز على الحماية من الحشد الشعبي وليس من الحكومة بإعتباره على صلة وثيقة بإيران ومدعوم منها وهو ينفذ أجندة إيرانية وحسب.
الحشد الشعبي له شعبية واسعة وهو يمثل شرائح من المجتمع العراقي ترفض المساس به أو ملاحقته قانونيا وهي مستعدة للتصويت لمرشحين مقربين منه في الإنتخابات القادمة المزمعة في مايو 2018.
أسرع نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي للرد على التصريحات الفرنسية وإتهم الفرنسيين بالتدخل في ملف لايعرفون عنه الكثير وقد سبق بذلك اي إحتمال بتصريح من الحكومة ولم يكن ذلك مستغربا فالوضع العراقي المرتقب سيرتبط بنوع من الصراع مختلف بعد إستمرار الضغوط على الحكومة من أجل إتخاذ تدابير من شأنها أن تضعف الحشد والقوى المرتبطة بإيران بحسب الرؤية الغربية والخليجية فهناك إصرار شعبي خاصة لدى المواطنين الشيعة على بقاء الحشد وديمومته وربطه بالعقيدة والإيمان وهذا ماسينعكس على واقع ذلك الصراع الذي يمتد الى توقيت الإنتخابات البرلمانية حيث تميل الكفة الى القوى السياسية الداعمة للحشد والتي تريد إضعاف موقف العبادي وإحراجه بأي طريقة.
صبت التصريحات في قناة الداعمين للحشد وستاتي بنتائج عكسية حتما خلال الفترة المقبلة وأثناء المنافسة الإنتخابية المرشحة للتصاعد أكثر وحين يبدأ الصراع الإنتخابي سيكون على الجميع إستثمار الهفوات والأخطاء الصغيرة ويكون رمي الأخطاء في خانة المنافس امرا مقبولا لنيل حظوظ أكبر.. هي هدية فرنسية للحشد الشعبي ولمن يدعمه ولمن يريد الفوز في الإنتخابات القادمة
أقرأ ايضاً
- اختلاف أسماء المدن والشوارع بين الرسمية والشعبية وطريقة معالجتها
- الثقة الشعبية بالمحكمة الاتحادية العليا
- هدية بمئة مليار !!