بقلم:حسام عبد الحسين
الهوى توقف عند بابها؛ والحب انحنى اجلالا لسر ملكوت الكون الالهي الذي جعل المرأة هي من تصنع الحياة؛ والعشق تهاوى عند اقدام امرأة سومرية؛ ايتها المخلوقة التي غامرت بنصف حقوقها من اجل صرخة طفل وليد او دقات قلب مخبوءة بين الاضلاع؛ ابجل فيك صبرك على وسن الظمأ، ستبقين ناسكة في محراب زهدك من اجل شهقة حنون او من اجل قصيدة للقمح بافواه الرعاة.
تتهم مجتمعاتنا في انها تنتقص من حق المراة في الثقافة، وتقلل الشأن في الاهتمام في ذلك، وتشير الى أن وظيفتها تقتصر على بيتها، وزوجها، وأولادها فقط، دون الخوض بميدان التثقف والانفتاح التنوعي في مختلف المجالات الثقافية.
نعم؛ فالبعض ينتقص من حقها الثقافي، وحريتها الطبيعية، بأدلة دينية او عرفية وغيرها، لكن ليس بشكل مطلق، فان النقص في ثقافة المراة لا يقتصر على مجتمعاتنا فحسب، بل هو سمة المجتمعات كلها بما فيها الغربية الحديثة، والدليل استئثار الرجل بالنصيب الأوفر من النظريات، والاختراعات وغيرها، وحظ المرأة من ذلك قليل.
إن الثقافة الحقيقية للمراة ليست بالشهادة الجامعية، ففي الثقافة مدلولات سلوكية متحضرة؛ لنتاجات علمية متراكمة؛ تستطيع من خلالها المرأة التعامل والتواصل مع كافة الناس والمجالات، وأن خوض المرأة في الثقافة تمثل الرأسمالية البشرية؛ والتحضر في جميع التفاصيل الدنيوية، وتفعيل عملية التنشئة التي تحتاجها وتسعى إليها المجتمعات كافة.
لذا ياسيدتي: أتركي ما يقلل من شأنك في كل الجوانب، وكوني المثقفة؛ كوني الفاعلة؛ كوني الواعية؛ كوني الثائرة؛ فلا تقبلي أن تكوني سوى وجه جميل، وجسم مثير، وهدفا ضعيف، فعقلك ارقى من أن يكون في حالة ركود، وكيانك اسمى من أن يحدد ببعض القيود، فلا تستسلمي لتحديات الدنيا، ولا تنحني لرذائلها، ولا تسمعي لآراء التعصب، ولا ينتابك شعور التردد، ثابري في الوصول الى ثقافتك المستقلة، وحياتك المستقرة الحرة، بك تبنى الرجال، وبثقافتك ترتقي الأجيال، فأنت زهرة الحياة؛ وسندانية التحضر.