حجم النص
بقلم:عباس الصباغ
بسبب الاسلام فوبيا ، حقيقة كبرى غابت عن الجميع ممن تفاعلوا مع الاسلام كدين سماوي واطلعوا عليه من خلال أدبياته الكبرى وفي قمة الادبيات الاسلامية يأتي القرآن الكريم الذي يرفض رفضا تاما وقاطعا ومطلقا مسالة التعدي على ارواح الناس وازهاقها بدون سبب مقنع او لجرم غير معروف يعاقب عليه القانون واشار الى ذلك بقوله : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) واكد على ان جزاء من يتعدى حدوده يكون جزاؤه جهنم بل وخالدا فيها وله عذاب عظيم كنتيجة حتمية للانتهاك والاستخفاف بحياة الناس فكان القرآن واضحا ولم يتوسع في العقوبة بدليل وجود الفاء العاطفة (ف) التي ترتّب الجزاء مباشرة على الفعل (من يقتل)(فجزاءه جهنم خالدا ) كشرط ثابت للقتل العبثي كجزاء وبدون فصل زمنكاني عن الاثنين (القتل ) و(الجزاء ) المترتب في الفعل المتوحش واللاانساني كدليل على رفض وادانة الاسلام كدين سماوي لذلك وهو الصورة التي غيبّت او غابت عن العالم الغربي عن الاسلام وترسخت في مخياله الجمعي بانه دين القتل العبثي والذبح كما يرد ذلك في ادبيات الاسلام السياسي المكتوب بمداد وعاظ السلاطين والاقلام المأجورة الذين صوروا الاسلام الدين السماوي الحنيف وهو اخر الاديان انه دين الموت والخراب والقتل المجاني والعبثي وانتهاك حقوق الانسان وبدون سبب والاستخفاف بحياته مع استمراء الاعتداء عليها وعلى دمائه واعراضه وامواله او هو الدين الذي لايتورع عن فعل اي شيء يخص انتهاك كرامة وحياة الانسان فهو دين العبث بالأرواح والدماء والاعراض فهذه هي الصورة التي رُسمت حدودها وسيمياتها المرعبة عند الغرب الذي رسم صورة الاسلام فوبيا بموجبها . وما الارهاب العالمي ومايتصل به من اعمال ارهابية وحشية من تفجير الابرياء ونسف البنى التحتية واشاعة الخراب والموت فيها وربط كل ذلك بالإسلام والقاء تبعاتها عليه ومعاقبة المسلمين ونبذهم تحت يافطة الاسلامفوبيا وهو بريء منها فماهو الا صورة مستقاة من التصور العالمي / الغربي الخاطئ والظالم عن الاسلام ورميه بانه دين الموت والوحشية والخراب والعكس من كل ذلك هو الصحيح بدلالة (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) فالإرهاب العالمي باسم الاسلاموية هو المسؤول عن كل ذلك وهو البعيد عن جوهر الاسلام الذي يقول ويؤكد (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) {المائدة/32}.. وهذه هي صورة الاسلام الحنيف .
أقرأ ايضاً
- جريمة عقوق الوالدين "قول كريم بسيف التجريم"
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- المرجعية الدينية.. مشاريع رائدة وطموحات واعدة