- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الفقراء والنازحين وتطلعاتهم لعام جديد
حجم النص
بقلم:اسعد عبدالله عبدعلي كانت ليلة مرعبة على عائلة مصطفى, حين دخلت عصابات داعش للأحياء السكنية, فهربت الكثير من العوائل, وكانت عائلة مصطفى فزعة مرعوبة, صراخ وعويل واطلاقات نارية تلاحقهم, ودخان يرتفع, وصوت الانفجارات هنا وهناك, وأعلام داعش السوداء تقترب منهم, هرب مصطفى وعائلته بسيارته القديمة من القتل الداعشي, الى أن خرج من دائرة الرعب. ليدخل الى مخيم النازحين وهنا بدأت رحلة القهر والتعب والقلق, فكان كل شتاء يأتي عليهم بخيمتهم, يكون محملا بالأمراض, لان البرد قارص, وكل صيف يأتي لخيمتهم فهو لا يطاق, وكانت مشاكل المخيم الاجتماعية مرعبة , مع غياب الإدارة أو السلطة التي تفك النزاعات وتحفظ الحقوق وتعاقب المسيء, فكان الوضع لا يطاق, وتحول المكان لنفوذ الأقوى, ألان كل ما يحلم به مصطفى وعائلته أن تتحرر مدنهم ويعود لبيته, هكذا هي الأماني في قلوب النازحين. قصص النازحين والفقراء تثير الألم في النفس, بسبب كبر حجم المعاناة لهذه الطبقة من المجتمع. عام جديد قد دخلنا به, والمحتاجين في ضغط مستمر بسبب الأزمة الاقتصادية وعسر حال البلد وفوضوية الساسة, حاولنا أن نتعرف عن ما يعاني منه الفقراء والنازحين, وما هي أحلامهم للعام الجديد, فكانت هذه السطور: ●الفقراء وتزايد الصعوبات عام 2016 يقول أبو علاء (أربعون عاما): كان عام 2016 عام ثقيل جدا بسبب تزايد صعوبات الحياة, فبعد الأزمة الاقتصادية وقرارات التقشف, كان الأثر الأكبر لقرارات الحكومة علينا نحن الفقراء, أحيان متقطعة احصل على فرص العمل كعامل بناء, بسبب انحسار الإعمال, بعكس السابق كان العمل متوفر, ومن جهة أخرى الإمراض تلاحق الأطفال, وعندها كنت أجد صعوبة في أخذهم لعيادة الطبيب, بسبب ارتفاع أسعارهم, فأحاول أن استعين واكتفي بالدعاء والتوسل لله عز وجل, عسى أن يشفي الأطفال, نحن نشعر بمدى تقصير الدولة أتجاهنا, فهي تجاهلتنا تماما, وكل ما قدمته لنا لا يمثل حل حقيقي. أما المواطن جميل عبد (58 عام) فيضيف: الأشهر التي رحلت كانت شديدة التأثير علينا, أنها سنة عسر شديد, كان بعض الاعتماد على الحصة التموينية, لكن الحكومة فرطت بها وأصبحت لا تصل, ومواعيد بعض مفرداتها لغز, أننا عانينا كثيرا هذا العام, وقد اضطررت لإهدار كرامتي, واستعطفت بعض الناس مقابل وجبة طعام لي ولعائلتي, اسئلك بالله هل هذا الأمر مقبول, أن نكون فقراء في بلد نفطي, وهل من العدل أن يستلم جماعة المنطقة الخضراء رواتب لا اعرف أرقامها فهي بعشرات الملايين, ومقابل هذا فقراء يتحسرون ويتألمون فقط لمجرد للحصول على قطعة "صمونة", لا أتوقع خيرا من النظام الحالي. وتضيف المواطنة أم خلود: الفقر يسحقنا, ولا احد يهتم بنا, نمرض أو نموت من يسال ومن يفكر بنا, هل يفكر الساسة بأطفالنا هل هم مستمرين بالدراسة, العدل مغيب تماما عن هذه الأرض, فقط الظلم هو ما يتواجد, جارتي بسبب الفقر ومرض ابنها قامت بإحراق بنفسها وماتت, كي تخلص من هموم الحياة, أما قصور الخضراء فهي كقصور العباسيين والأمويين, فيها ما لذ وطاب, لطبقة لا ترحم ولا تفكر بنشر خيرات البلد على بيوت الفقراء, ولا اعتقد أن هنالك فرج قريب, لان الساسة لم يتغيروا, وهم لا يعرفوا لنا حقا في أموال البلد. ● النازحين ومعاناة كبيرة عام 2016 التقينا بالمواطن ستار وليد فقال لنا: الحقيقة أننا نعاني كثيرا, فمصيبة النزوح كانت أكثر الإحداث آلما, وهنا يصبح كل يوم صعب, الشتاء متعب بسبب البرد وحاجات العائلة الكثيرة وإمراض الأطفال والفوضى التي تلاحق حياتنا, حتى الصيف كان متعب بسبب الحرارة الكبيرة وضعف وسائل الحياة التي نعيشها, أتمنى أن يتم توفير العلاج والطعام لنا, كي نحفظ كرامة عائلاتنا, لكن ما جرى كان عبارة عن محنة بسبب ضعف الدعم الحكومي لنا. أما الست عفاف فتقول: الاهتمام الحكومي ضعيف ولولا تبرعات بعض الأخيار لما استطعنا الاستمرار في مخيم النازحين, نحن نسمع في الأعلام كيف يتبجح بعض الساسة بأنهم يدعمون النازحين, لكن على ارض الواقع الوضع مأساوي, بالاضافة لعد موجود سلطة تفض النزاعات التي تحصل داخل المخيمات, حصلت الكثير من المشاكل لكنها بإطار الغابة فلا قانون والفوز للأقوى, أنها أسوء فترة في حياتي, والحكومة قصرت بحقنا. ويقول المواطن شاكر الجبوري: يا أخي والله تعبنا ومللنا هذه الحياة التي لا تطاع, فبعد داعش والنجاة من القتل, فأننا نعاني في مخيمات النازحين, نتيجة غياب التخطيط الرصين, فالعشوائية هي السمة الأبرز لعمل الحكومة, مشاكل يومية لا تنتهي في حياتنا, الإمراض الطعام الخدمات برودة الجو الصراعات بين العوائل, قبل شهر حصل نزاع بين شابين وبسبب غياب السلطة تسبب احدهم بجرح الأخر بسكين, ولولا تدخل الأخيار وبعض ممن اتصلنا بهم كي يسرعوا لحل المشكلة ممن هم خارج نطاق المخيم لما أطفئت نار المشكلة الدولة تخلت عن مسؤوليتها كم هي عادتها مع اغلب احتياجات الناس. ● أحلام الفقراء لعام 2017 يقول المواطن محمد عبد اللطيف: السنوات التي مضت كانت من اشد السنوات علينا, عسر الحال الذي لا يطاق, أمراض لا علاج لها, كل عام نقول ستفرج الأزمة وتعود لنا كرامتنا كعوائل تنتمي لبلد غني, لكن مع الأسف نفس الحال ونفس الضغوط, ألان نحلم أن يكون العام الجديد مختلف, تتحقق فيه أحلامنا والتي هي فقط في توفير العمل لأولادنا وتوفير العلاج والخدمات لبيوتنا, فهذا همنا الأكبر ندعو الله أن يفرج عنا ويلهم حكومتنا العمل والاجتهاد, لتحقيق العدل وإنصافنا. ويضيف المواطن أبو سالم الوحيلي: أمي مريضة بالسرطان وحالتها تسوء وأنا عاطل عن العمل, اعمل بشكل متفرق كعامل بناء, ولي خمس بنات, أنها حياتي صعبة جدا, خصوصا إن الالتزامات كبيرة علينا, الدعم الحكومي ضعيف, فأموال الدولة فقط لطبقة السياسيين, برواتب لا شبيه لها في كل العالم, أما عن أمنيتي للعام الجديد, فكل ما أتمنى هما أمرين, أن يتم توفير علاج لامي فانا استشعر ألمها وبكائها وأنا أتحسر لأني لا املك أن اشتري العلاج لها, والأمنية الثانية أن توفر الحكومة لي بعض المال كي تكمل بناتي دراستهن, فاحتاج شهريا لمائة ألف وهي ما لا أجده. وتضيف المواطنة أم هبة: في الكثير من الأحيان أدعو الله أن يأخذ أمانته كي انهي محنتي وارتاح من الهم, فالحياة ليست لنا, فقر ومرض وجوع هكذا حياتنا منذ ولدنا,نعم أحلام هذا العام يكون مختلف أن تلتفت لنا الحكومة وتوفر لنا رواتب تسد جوعنا وتحفظ كرامتنا وتمكننا من أن نرسل أطفالنا للمدارس, هذه ابرز أحلامي للعام الجديد. ● أحلام النازحين لعام2017 يقول المواطن فرقد.ك: الحياة صعبة جدا في المخيمات, وتفتقد لمقومات الحياة الآمنة, كل حلمي أن نعود لبيوتنا ونخلص من حالة الذل التي نعيشها اليوم, سنتين وأنا لا أطيق نفسي واحزن على حياتي السابقة التي تبخرت, المخيمات قهر وتعب وتجربة مريرة, يا رب تفرج بهذا العام ونرجع لبيوتنا. ويقول المواطن أزهر ألبياتي: بعد هذا القهر والتعب الذي استمر لسنتين, كل حلمي أن أعود الى بيتي, الحكومة كانت مساعدتها لنا شكلية واغلب الأموال المخصص لنا نهبت بتصريح الإعلام, ألان أفكر فقط في أن ارجع لبيتي واعتبره حلمي الكبير, الذي أتمنى تحقيقه. أما المواطنة أم رسول فتقول: أصعب فترة في حياتي هي هذه السنتين التي عشتها متنقلة هاربة من بيتي, بعد دخول الدواعش لقريتنا وقتلهم كل من صادفهم في ذلك اليوم الأسود, في تلك اللحظات فقدت ابني البالغ من العمر ست سنوات, وفي صخب الهروب وصوت الرصاص وصرخات الناس هربنا من دون أن نجده, ألان كل أمنيات للعام الجديد إن أجد ابني وان يكون بخير, يا رب يحفظه ويحميه من شر الدواعش. كاتب وأعلامي عراقي
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء
- النشر الصحفي لقضايا الرأي العام