- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
برامجنا الرياضية ...ضجيجُ وتأجيج !!!
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي يبدو أن من أهم تداعيات خسارة منتخبنا الوطني أمام الإمارات في تصفيات كأس العالم هو نشوب حرب مناكفات وتجاذبات مخجلة وبائسة بين الإعلاميين الرياضيين وهذه هي الطامة الكبرى والتي يعاني منها إعلامنا الرياضي فقد تحول الإعلام الرياضي إلى قبائل متناحرة وكل قبيلة لها شاعرها وفارسها وشهدنا سوق عكاظ رخيص فيه من التسقيط الكثير للأسف أين هي المهنية والتي يتبجح بها البعض أين هي الاحترافية التي يتباهى بها البعض للأسف هناك من يحاول أن يتلاعب بمشاعر وعواطف الجماهير الرياضية بل شهدنا للأسف عملية استغلال بائسة لغضب الجمهور الرياضي نحن لا ندافع عن أحد إطلاقا لكننا نقول إن اتحاد الكرة تعامل مع الموقف ببرود أعصاب وأصدر بيانا مقتضبا ومدرب المنتخب حمل حقائبه وسافر إلى قطر للمشاركة في دورة تدريبية في حين تشهد الساحة الإعلامية الرياضية صراع ديكة من طراز خاص إلى متى ستستمر هذه المناكفات والتجاذبات بين بعض رجالات إعلامنا الرياضي والتي تحاول من استغلالها منابرها الإعلامية في عملية خلط واضحة للأوراق نحن لم ولن نشك بوطنية أحد إطلاقا لكننا نقول علينا أن نستوعب الدرس جيدا , نحن اليوم بحاجة إلى برنامج رياضي يجعل المهنية الإعلامية منهجا له والاحترافية الإعلامية وسيلة له في تحقيق الأهداف المرجوة. نحن نؤمن أن الإعلام الرياضي كان ولازال وسيبقى جزءا من الحل. لكننا للأسف هناك من جعل الإعلام الرياضي العراقي جزءا من المشكلة وهذه طامة كبرى نحن اليوم نعيش للأسف زمن الضجيج الإعلامي فنحن نعرف أن الإعلام الرياضي هو من يقود حركة الجمهور الرياضي من خلال عملية تواصل حقيقي بين الإعلام الرياضي والجمهور فالإعلام هو من يساعد في رفع مستوى الوعي والثقافة لدى الجمهور. إن ما تشهده الساحة الإعلامية الرياضية العراقية من فوضى وحالات تخندق يقودها بعض سلاحف الإعلام للأسف والذين يجدون في بعض البرامج الرياضية ضالتهم. والذي يدهشنا أكثر أن ينزلق بعض مقدمي البرامج الرياضية مع فوضوية خفافيش الفيس بوك بعيدا عن المهنية والاحترافية الإعلامية التي يجب أن تكون حاضرة في تلك البرامج. فقد أصبحت بعض البرامج الرياضية منابر للتسقيط والنيل من هذا المدرب أو ذاك اللاعب. نحن لا نفهم كيف يسمح مقدم برنامج لنفسه أن يكون مجرد آلة بيد جمهور معروف بعاطفته واندفاعه. صحيح أن الإعلام هو مرآة للواقع ولكن في نفس الوقت على المتصدين للإعلام الرياضي أن يفتشوا عن مفاتيح الحل لا أن يسعوا بكل قوة إلى تأجيج الشارع الرياضي في حملة لا نعرف ماذا نسميها. فحينما يجتهد مقدم برنامج الرياضي إلى استضافة شخصيات تتناسق وتتناغم مع ما يريده هو يكون بذلك فقد أهم عنصر في المهنة الإعلامية وهو الحيادية. وعدم فسح المجال للرأي الآخر بطرح وجهة نظره هذه هي عملية تظليل واضحة للرأي العام ضد هذا المدرب أو ضد هذا اللاعب أو ضد مؤسسة رياضية مثل اتحاد الكرة. أن هذا البعض من مقدمي البرامج الرياضية يعرف طبيعة الجمهور العراقي العاطفية لذلك نراه كثيرا ما يركز في برنامجه على أنه يتبجح بانه يمثل رأي الشارع الرياضي وهذه مغالطة كبيرة كيف يتسنى لهذا المقدم للبرنامج الرياضي أن يختزل الجمهور الرياضي العراقي الكبير بمشاهدي برنامجه الرياضي فهناك العديد من البرامج الرياضية الأخرى لها جمهورها أيضا. ثم أننا بدأنا نسمع ونشاهد بعض الاستفتاءات والاستطلاعات والتي تقدمها بعض البرامج الرياضية تفتقر لأبسط قواعد الاستطلاع أو الاستفتاء وهذه أيضا للأسف نعدها محاولة رخيصة وسمجة في استغفال الجمهور الرياضي العراقي. وهناك مسألة أخرى نود أن نشير إليها وهي أن بعض البرامج الرياضية أصبحت بمثابة فخ كبير يقع فيه هذا النجم الكروي أو ذاك الصحفي للأسف أن يحاول البعض باستدراج بعض النجوم الكروية اللامعة إلى منطقة التصريحات الرنانة والهتافات الطنانة مستغلين نجومية هذا اللاعب وهذا ما حصل للأسف مع سفاح الكرة العراقية النجم يونس محمود والذي اندفع بشكل غير طبيعي وراء رغبة مقدم البرنامج الذي عرف كيف أن يستغل تواجد النجم يونس محمود في برنامجه. إن حالة الضجيج والصياح والعياط الإعلامي لا يمكن لها أن تفضي إلى حلول لما تعانيه الرياضة العراقية بشكل عام والكرة العراقية بشكل خاص. نحن للأسف نفتقد للاحترافية بكل شيء متى نتعلم.فالذي تشهده الساحة الإعلامية الرياضية العراقية اليوم هو إساءة واضحة لتاريخ الإعلام الرياضي العراقي لذلك نقول اليوم بكل صراحة ووضوح على الديوك الصغيرة في إعلامنا الرياضي العراقي اليوم أن تعود إلى رشدها فقد ولى زمن استعراض العضلات ونفش الريش الفارغ , فنحن اليوم بحاجة إلى لملمة الأوراق المتناثرة والتي بعثرها البعض بجهله وغروره ونرجسيته العالية , إن الركون إلى المهنية والاحترافية الإعلامية وعدم استغلال مواقع التواصل في تصفية الحسابات بين البعض والدعوة إلى أصحاب الاختصاص والمعنيين بالأمر لإيجاد الخروج الآمن للكرة العراقية من مأزقها الخطير والذي تعيشه اليوم لا زلنا نؤمن بأننا يجب أن نكون خلف اسود الرافدين في السراء والضراء لأنهم يمثلون العراق وهذا هو مصدر فخرنا وكان الله والعراق من وراء القصد.