حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ البعض عدَّ الخبر الذي نشرته جريدة (الشرق الأوسط) السعودية واسعة الانتشار ، "سقطة " مهنية تحصل في أي موقع صحفي ومن الممكن تلافيها او تجاوزها إما عن طريق تقديم اعتذار أو تنويه (يكون على شكل إعلان مقتضب) يبرر تلك السقطة مع تقديم "تعهد" بعدم "تكرار " ماحصل وتفسيره بأنه شيء طبيعي ومعتاد عليه في مجال العمل الصحفي وان جميع الأخطاء واردة فيه، أو بالبحث عن كبش فداء تُرمى عليه تبعات الخطأ، وفي أقصى حالات الاعتذار يتم "سحب" المنشور من الأسواق كدلالة على حسن "النية " وتطييب الخواطر، وهذا ماحصل في عدد (الشرق الأوسط) والذي تضمن نشر الخبر المليء بالفبركات المغلوطة والمعلومات الخاطئة بحصول عدد (...) من حالات الحَمل غير الشرعي في كربلاء إبان الزيارة الأربعينية و"أبطال" هذه الحالات هم الزوار الإيرانيون والنساء في كربلاء علما أن زائري الأربعينية هم أكثر من خمسين جنسية وأزيد ولم يأتوا من كوكب آخر ومن ضمنهم زوار إيرانيون، فالخبر ليس سقطة مهنية يمكن تداركها باليات صحفية معهودة ولكن هو سقوط مهني وأخلاقي وسياسي في الوقت عينه لجريدة عريقة واسعة الانتشار وتعمل فيها كوادر محترفة وتمثل وجهة نظر الحكومة السعودية فهي جريدة ليست مبتدئة بل هي محترفة وتمثل سياسة دولة كبرى في المنطقة وليس من المعقول مهنيا أن يتم تمرير هكذا خبر دون أن يمر ب"فلتر" هرمي وصولا الى رئيس التحرير او صاحب الامتياز كما هو معمول به في أكثر الصحف، وقد صار واضحا التسييس والتحريف المتعمد لمناسبة إسلامية مهمة تقع في دولة مهمة من دول الجوار السعودي لكنها تخص مذهبا طالما ناوأته الوهابية المذهب الرسمي في السعودية فالمسالة إذن هي ليست مسالة خبر او تلفيقه واعتماده على معلومات خاطئة وتمت تداركها بالاستغناء عن ناقل هذا الخبر الذي رُبط قسرا بمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة ومن سوء حظ الجريدة أن سارعت هذه المنظمة الى تكذيب الخبر مستنكرة على السعودية إقحامها في معمعة هي في غنى عنها وهو مادعا الجريدة لتلافي غضب الأمم المتحدة (فقط) بتقديم اعتذار وعلى وجه السرعة لمنظمة الصحة العالمية دون أن تقدم اعتذارا ولو على سبيل المجاملة البروتوكولية الى الشعب العراقي (الشقيق) الذي اتهمت شرف نسائه وفي مدينة من أقدس مدن الشيعة بارتكاب جريمة الزنا مع زوار أجانب وفي مناسبة شيعية مهمة جدا فالمسالة إذن هي مسالة سيا/ طائفية مبيتة لتشويه سمعة شعب كامل ومعه الكثير من الملايين من الضيوف الزائرين، وهذه ليست سقطة مهنية بل هي سقوط أخلاقي متعمد مع سبق الإصرار والترصد بطعن شرف أكثر من عشرين مليون زائر تشرفوا بأداء الزيارة لحضرة الإمام الشهيد (عليه السلام) في اربعينيته والطعن بشرف شريحة كبيرة من نساء دولة مجاورة ما يمثل انتهاكا لميثاق جامعة الدول العربية والنيل بعداء طائفي من الشيعة ، وكلتا الدولتين عضو فيها وينطبق على السعودية البند السادس من هذا الميثاق (6 / إذا وقع اعتداء من دولة على دولة من أعضاء الجامعة، أو خشي وقوعه فللدولة المعتدى عليها، أو المهددة بالاعتداء، أن تطلب دعوة المجلس للانعقاد فوراً. ويقرر المجلس التدابير اللازمة لدفع هذا الاعتداء، ويصدر القرار بالإجماع، فإذا كان الاعتداء من إحدى دول الجامعة، لا يدخل فى حساب الإجماع رأى الدولة المعتدية. إذا وقع الاعتداء بحيث يجعل حكومة الدولة المعتدى عليها عاجزة عن الاتصال بالمجلس، فلممثل تلك الدولة فيه أن يطلب انعقاده للغاية المبينة في الفقرة السابقة، وإذا تعذر على الممثل الاتصال بمجلس الجامعة، حق لأي دولة من أعضائها أن تطلب انعقاده.) وأي اعتداء اكبر من الطعن بشرف شعب مسلم كامل؟، وهنا يتحتم على مندوب العراق في الجامعة أن يقدم شكوى بهذا المجال وان لم تقم الجامعة العربية بعمل إجراء احترازي ضد السعودية يتطلب اعتذارها رسميا على الأقل وعلى أعلى مستوى فيها ، يكون لزاما على مندوب العراق لدى الأمم المتحدة تقديم شكوى لدى المنظمة الدولية وان استدعى الأمر طلب جلسة عاجلة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وطلب العراق لوضع السعودية تحت طائلة البند السابع من ميثاقها كونها قد تجاوزت كثيرا في أذيتها للشعب العراقي ناهيك عن ملفات الإرهاب التي تورطت فيها السعودية مع الشعب العراقي المسالم منذ 2003 ولحد الآن يضاف الى كل ذلك تجاوزات السعودية الخطيرة على الشعوب المجاورة كشعبي اليمن وسوريا وإمدادها بكل الوسائل المتاحة لوجستيا وماديا وإعلاميا وفتوائيا للتنظيمات الإرهابية وذئابها المنفردة في عموم العالم والتي تعبث بأمن وسلامة الأبرياء وكل ماتقدم سبب كافٍ لإدانة السعودية وحجرها تحت وصاية البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ولوضع حد لممارسات هذه الحكومة التي لايسلم الشرف الرفيع معها إلا أن يراق على جوانبه الدم وكفى بدماء الأبرياء في العراق وسوريا واليمن ومدن أوربية وأمريكية اخرى، ولاتكفي الإدانات والاستنكارات والمظاهرات والاعتصامات وطلب الاعتذار ـ الذي طالبت به عدد من الجهات العراقية ـ وإعصار السب والشتم بل يقتضي الأمر التحرك دوليا وإقليميا وضمن المنظمات التي تنتمي إليها كل من العراق والسعودية.. تحركا اكبر من الاعتذار بل الطلب للقصاص العادل وضمن المواثيق الدولية المعمول بها . كاتب عراقي
أقرأ ايضاً
- المقاطعة مِن أجل غزة.. تسونامي يزحف باتجاه الشركات الغربية
- انه تسونامي وليس طوفان !
- السيدة فاطمة عليها السلام رائدة العفة والشرف