- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ربهم اميركا...وقبلتهم البيت الابيض
حجم النص
بقلم:د.يوسف السعيدي كل عيون العرب ـ وآذانهم ـ تتجه نحو (القبلة) أمريكا.....، تحديدا نحو (منبر) البيت الأبيض بواشنطن!.. في إنتظار الإطلالة (المباركة) للفرس الأبيض....، والنبي الجديد، و(القدّيس): (دونالد ترامب)!.. ليُمتعهم بعذب كلامه، ويُغدق عليهم من فيض حنانه...في المرحلة الحرجة التي يمرّون بها،....وهم أحوج ما يكونون إلى (ركن شديد)، وإلى حُضن دافئ....يضم (ثوراتهم الشعبية) ويدعمها....، ويصبغها بالشرعية أمام العالم!.. دونالد ترامب ـ وبوصفه نبيا للرّب أمريكا الذي ندعوه،.....ونستغيث به....، ونناجيه كلّما ضاقت بنا السّبل في مواجهة أزماتنا.....، وبأدعية تنبع من القلب ومن الصميم: (وين العالم ؟.. وين أمريكا ؟..).. (نناشد أمريكا التدخل!.. ونناشد الرئيس الجديد ترامب التدخل!..).. (نتمنى على الرئيس ترامب!.. ونطلب من أمريكا!..).. (ندعوا الرئيس ترامب أن ينصفنا!.. ندعوا أمريكا أن تتدخل!..) ـ عليه أن يروي عطشنا للدّيمقراطية،..... بدعمه التام لإنتفاضاتنا الشعبية، المُطالبة منها بالحرية وبالإنعتاق من الأنظمة السّادية الظالمة والمُتهرئه!.....والمُطالبة منها برسم خرائط جديدة للأوطان بجمر نيران الفرقة والطائفية!..... على ترامب أن يفصل في مستقبل تونس بعد بن علي المغضوب عليه،....ومستقبل مسيرة التعبئة العلمانية تلك..او السلفيه...او..او!.. وفي مستقبل مصر بعد مبارك....ومرسي....(مبارك الذي يتمنى الموت في اليوم ألف مرّة لكنه لم يمت لحد الان)...، ومستقبل تلك الحدود والمعابر والقنوات ؟!.. وفي مستقبل ليبيا بعد القبض على إبليس القذافي وحاشية شياطينه...وقبر العقيد الاخضر في لحده الابدي...، ومستقبل تلك الآبار والأنهار النفطية في منطقة الخليج..وفي مستقبل سوريا بعد احداثها الدمويه...، ومستقبل تلك البحار وتلك التلال والهضاب ؟!..ومستقبل العراق واليمن و...و... على ترامب أن يرسم الخطوط العريضة للتوجّه الأمريكي المُستقبلي في المنطقة العربية،.... وعليه أن يصيغ بنودا جديدة، لإتفاقيات جديدة،........تمضي عليها أحزاب وحركات وجمعيات جديدة.....، قبل أن يتم إعتمادها رسميا للترشح لمنصب (المُريد) والخادم الجديد!.. إتفاقيات تضمن أمن وإستقرار (شعبها اليهودي المُختار)!.. كيف لا وأمريكا الرّب (الفعّال لما يريد) الذي يُعز من يشاء ويُذل من يشاء!.. والذي يُؤتي المُلك من يشاء، وينزعه ممن يشاء!.. والقادر على فعل كل ما يشاء!.. أمريكا الرّب الذي نرضى عن جزيل عطائه....، ونفرح بوافر دعمه لقضايانا التي نعتبرها ـ في أغلب الأحيان ـ عادلة... ونغضب ونسخط عليه لو وقف ضد رغباتنا....، وحتى لو كانت جائرة... وطفولية....أو محض أهواء... أمريكا التي تشعر وتعلم بمركزيتها في (عقل ونفس) كل عربي.....، وبحاجته إلى وقوفها في صفه حتى ولو كان على خطأ....تمسي أكثر جرأة على التدخل في أدق تفاصيل حياته.....، وإبداء رأيها في كل شؤونه وقضاياه!.. وتراقب ترامب بوصفه نبيا جديدا عليه أن يُبلغ عن ربّه، وإلا فما بلغ رسالته...... أمريكا التي أصبح العرب يعتمدون عليها في إيجاد حلول لمشاكلهم.....، ومخارج لأزماتهم....، من حقها أن تبصق على وجوههم.....، وهم يدّعون الإيمان (ظاهرا) برب كعبتهم...... ويدّعون الكفر بأمريكا وسياساتها وهيمنتها وتدخلاتها السّافرة في شؤونهم... وهم (باطنا) كافرون بربهم وبوعوده لهم بنصرتهم....، والوقوف إلى جانبهم فيما لو أخلصوا له في العبادة والدّعاء...... ومؤمنون بأمريكا وما تفرضه عليهم من سياسات،....وما تسنه لهم من قوانين وإتفاقيات!..... بركاتك يا (سيدي ترامب)، ورحماك يا (ربّي أمريكا)،......، نحن راضون بكل ما تخطه لنا من مصائر وأقدار.......والسلام ختام.
أقرأ ايضاً
- السوداني في البيت الأبيض
- لا عزاء للأصوات المأجورة.. تحية لأسود الرافدين ومدربهم
- البيت الاولمبي العراقي بين التغيير والاصلاح